الرئيسية / بحوث اسلامية / دور الإيمان في بناء المجاهد

دور الإيمان في بناء المجاهد

وقد توجَّه الأمر بالجهاد للمؤمنين لما للإيمان من دور أساس في صياغة شخصية المجاهد في سبيل الله فالمؤمن بالغيب يوقن بأن الله تعالى له ملك كل شي‏ء وهو السبب الحقيقي للوجود كله حدوثاً وبقاء وبيده الاحياء والإماتة.

قال تعالى: “إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ”10.

وعليه فالمؤمن المجاهد يوقن بأن:

1- النصر من عند الله‏

قال تعالى: “وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ”11.
________________________________________
7- النور:62.
8- البقرة:4.
9- البقرة:3.
10- التوبة:116.
11- ال عمران:126.

وهذا يعني ان الكثرة العددية وقلة العدد والعتاد ليست هي الميزان للنصر والهزيمة بل تعلق المجاهدين بملك السموات والأرض هو اساس النصر في معركة الجهاد فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. وهذا ما حكاه القران لنا في قصة طالوت وجالوت.

وما تكرَّر في غزوة بدر حيث قال تعالى: “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ”12.

بينما في واقعة حنين لم يكن الأمر كبدر بسبب إعجاب قسم من المسلمين بكثرتهم مما سبب ضعفاً في اعتمادهم على الله تعالى قال تعالى: “وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ”13.

وبناء على ما مضى أشار الإمام الخميني ‏قدس سره إلى أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان بتدخل إلهي لذا قال: “ان هذه القدرة ليست بشرية، فأن يتحول وطن مثلاً دفعة واحدة ليس شيئاً يستطيع البشر أن يحققوه، فهذه القدرة قدرة إلهية، إنها قدرة الله، والبشر ليسوا شيئاً يستطيع أن يواجه هذه القدرة لله”.

2- ان الله يثبِّت المجاهدين المؤمنين

قال تعالى: “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”14.

3- أن الله يُرعب ويهزم أعداءه

قال تعالى: “سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ..”15.
________________________________________
12- ال عمران:123.
13- التوبة:25.
14- الأنفال:9-10.
15- ال عمران:151.

وقال تعالى: “فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى”16.

وقد اشار الإمام الخميني قدس سره إلى هذا الإيمان في انتصار الثورة الإسلامية في إيران فقال قدس سره: “الم يكن سر انتصار هذا الشعب هو الرعب الذي القاه الله في قلوب هؤلاء الطغاة”.

وكان يقول قدس سره: “الم يحن الوقت للذين لم يهتموا بالمعنويات ولم يؤمنوا بالغيب ان يستيقظوا من غفوتهم؟ من اسقط الطائرات العامودية لكارتر، هل نحن اسقطناها؟!! إن الرمال جنود الله، وكذا الرياح جنود الله”.وفي تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان شواهد كثيرة وواضحة عشناها مشاهدة وعياناً.

4- ان القتل في ساحة الجهاد فوز عظيم

فقد اخبرنا القران الكريم ان المقتول في سبيل الله حي يرزق فقال تعالى “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”17.

بل ورد في روايات أهل العصمة ما يوجب عشق الشهادة لأنها تكفِّرِ الذنوب وتظلل الشهيد بأجنحة الملائكة وتستحضر الحور العين وتوجب الجنة.

وأخيراً

إذا كان هذا هو دور الإيمان نعرف السرَّ في أمر الله بالجهاد للذين امنوا.
________________________________________
16- الأنفال:17.
17- ال عمران:169.