الرئيسية / تقاريـــر / الاقدامات العربية هدية واجبة على الحكام لحساب الكيان الصهيوني – ناصر قنديل

الاقدامات العربية هدية واجبة على الحكام لحساب الكيان الصهيوني – ناصر قنديل

التزامن بين الخطوات العربية بحق المقاومة و اقدامات داعش و المنظمات الارهابية المتناسقة مع الأهداف السعودية، اضافة لتعيين أمين عام للجامعة العربية ذات تاريخ يحمل علامات استفهام، علاوة على تصريحات “أوباما” الغريبة مؤخراً، كلها نقاط طرحت علامات استفهام حول مستقبل أحداث المنطقة، فطرحناها على رئيس شبكة توب نيوز النائب السابق “ناصر قنديل” في حوار خاص مع موقعنا جاء فيه:

الوقت: بالنسبة لقرار وزراء الداخلية العرب باعتبار حزب الله منظمة ارهابية شهدنا زيارة مسؤول أمريكي قبل الاجتماع الى تونس ما اعتبره البعض للضغط على تونس للقبول بالقرار، و بعد الاعتراض الشعبي و الرسمي وقعت أحداث بن قردان، و في لبنان وزير الخارجية اللبناني تحفظ على قرار جامعة الدول العربية بالأمس فرأينا داعش يعلن استعدادته للهجوم على لبنان كما رأينا اليوم صباحاً! ما هذا التنسيق و التناغم في التحركات السعودية و الداعشية؟ و ما تعليقكم على ذلك؟

ناصر قنديل: “أعتقد أن التحركات التي تقوم بها السعودية في استهداف المقاومة ليست لحساب سعودية، إنما ترجمة لإتفاق “أوباما” مع رئيس وزراء العدو “بنيامين نتنياهو” في جلسة التقييم التي عقدت قبل أربعة شهور لكل المشهد الدولي و الاقليمي للسنوات العشر التي مضت بما فيها حربَي العراق و افغانستان و حرب تموز و حروب فلسطين وصولاً الى الحرب في سوريا و كل التداعيات المترتبة على تًغيُر المشهد الاقليمي بعد الاتفاق النووي مع ايران، التقييم الأمريكي الاسرائيلي يقول إنه من المستحيل الآن الحديث عن مواجهة مع تعاظم الدور الروسي، و انه فوق طاقة أمريكا و الكيان الصهيوني الحديث عن منع ايران من احتلال موقع القوة الاقليمية الصاعدة، و أن هذين العاملين كفيلين بتنفيذ وضع سوري يصعب الحديث فيه عن اسقاط الرئيس “الأسد”، و لذلك فإن على أمريكا و الكيان الصهيوني التناغم والانسجام و التأقلم مع لغة التسويات و السعي لتحصيل ما يمكن من قلب هذه التسويات و ليس في مواجهتها.”

تابع قنديل: “يبقى أن القيمة المضافة لكل الانتصارات التي يحققها الروس و الايرانيون يتمثل بحضور مميّز لحزب الله، يجب تركيز القدرات على استهداف حزب الله وعلى تقييده و على اشغال و محاصرة حزب الله، يجب الطلب من جميع الحلفاء الانصراف الى مفهوم جديد في مواجهة الازمات في المنطقة عنوانه التفاوض من أجل تفاهمات مجدية و رفع السقوف فيها و الضغط من أجل تحصيل أفضل ما يمكن منها، لكن عدم مكاسرتها، انما ربط المعركة بعنوان واحد اسمه حزب الله، السعودية الآن تقود الترجمة العربية لهذ النسخة الأمريكية الصهيونية، و هذه هدية عربية واجبة على الحكام العرب لحساب الكيان الصهيوني و ضمان أمنها المستقبلي، و لذلك عندما نتحدث عن اسرائيل يجب أن نسأل ما هو المخلب الاسرائيلي الذي يمكن أن يتحرك، فتركيا هي الرديف الذي يستند اليه الكيان الصهيوني أمنياً بمعاهدة التعاون الاستراتيجي على المستوى العسكري و المخابراتي، في حين أن داعش هي المخلب التركي في معادلات المنطقة، فعندما يريد الكيان الصهيوني أن يؤدب أحداُ يرسل له داعش بالواسطة التركية، فهذا الذي حدث في تونس و هذا الذي يمكن أن يحدث في العراق و الآن يمكن أن تكون الحركة الداعشية في العراق مثلاً كرد علة موقف وزير الخارجية العراقي “ابراهيم الجعفري”، كما يمكن أن نشهد في أي مكان و أي موقع في الدول التي تحفظت أو وضعت أي ملاحظات أن نرى الرد الاسرائيلي فيها، و بما أن الجزائر التي تمردت على الارادة السعودية الذي سيرد هو الكيان الصهيوني بواسطة الطلب الى تركيا و تركيا سوف ترسل داعش لتنفذ.

الوقت: الاستاذ ناصر أن الجزائر و بعض الدول تعاقب بطرق اخرى ربما فاليوم سمعنا عن منع التأشيرات عن هذه الدول لدخول بعض دول الخليجیة.

ناصر قنديل: “أنا برأيي حتى بالأمن يعاقبون، فالآن داعش و مشروع ليبيا ليس من فراغ، فقد جرى تدمير و تفكيك كل مقومات المجتمع و الدولة في ليبيا و جرى اختيارها بالجغرافيا، لأن ليبيا هي الموقع الذي يتوسط تونس و الجزائر و مصر، و بالتالي من ليبيا يمكن النفاذ الى المغرب و تونس و الجزائر و المصر عدا عن وجودها على البحر المتوسط و يكفي اعتبارها تهديداً دائم لأوروبا، فلاحظ أنه عندما أخذ الرأي العام الفرنسي موقف عدم استقبال منتجات المستوطنات الصهيونية أقدمت داعش على عملياتها في باريس، فلا يفترض أحد أن كيان العدو بعيد عن الذي جرى في فرنسا، و ليس بعيداً عن الذي جرى في تونس و لن يكون بعيداً عن ما يجري بواسطة داعش في أي مكان آخر في العالم.

الوقت: رأينا في الأيام الماضية، أن السعودية و بعض توابعها يقيمون عرضاً عسكرياً و يعلنون اختتام مناورات رعد الشمال، في الوقت نفسه الذي يجري الحديث فيه عن تهدئة مرتقبة في الجبهة اليمنية و حديث عن مفاوضات مع الحوثيين، فكيف تفسر هذا الحشد العسكري اذا كان العدوان اليمني الى تهدئة؟ هل تغمز السعودية من باب الحرب السورية؟

ناصر قنديل: “لا، فأنا أعتقد أن قرارات الحرب أكبر من ال سعود و أكبر من كل الذين تشغلهم أمريكا في المنطقة، لا يجروء أحدهم على تخطي الأمريكي، فالتركي مثلاً بقي سنتين يتحدث عن حظر جوي فوق سوريا لكنه لم يجروء أن يخطو خطوة واحدة في سوريا.

الوقت: “الرئيس الأمريكي تبرأ منهم بالأمس و اعتبرهم الحلفاء الضعفاء و الفاشلين الذين كان يدفعونه للتورط في سوريا و هو استدرك الموقف في اخر لحظة”؟!

ناصر قنديل: الرئيس الأمريكي هو معلمهم ومشغلهم، و هو يوجه لهم رسائل أنه لم یعد یستطيع تحملهم كما يفعل مع الاسرائيلي. لكن هم بالنهاية يشتغلون عند الأمريكي و لا تصدق أنهم يجرؤون على اتخاذ قرار بحرب دون ضوء أخضر أمريكي، فهذا الاستعراض العسكري الذي قاموا به أنا شبهته بالذي يسير في المقبرة فيخاف فيقوم بالغناء لوحده ليؤنس نفسه، هم يريدون أن يروا مظاهر قوتهم ليقولوا لبعضهم لسنا خائفين، إنما الخوف يأكلهم من الداخل. هؤلاء يريدون أن يشنوا حرباً!! فهل الحرب فقط حديد و تنك؟ فكل من لديه مجموعة من الاليات الخردة يستطيع شن حرب؟! الحروب قلوب و ليست عتاد، فاليوم الذي يحميهم مجموعات مرتزقة على الحدود مع اليمن، فهل الذي يجلب مرتزقة للقتال عنه يمكنه أن يقرر حرباً و يقوم بها؟، لا هؤلاء لا يستطيعون القيام بحروب.

الوقت: ماهو رأیکم بتعيين “أبو الغيط” أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، هل تصب هذه الخطوة بالجبهة نفسها لمحاربة المقاومة بما يمثله تاريخ “الغيط”؟

ناصر قنديل: “هذه الخطوة دليل على أن السعودي لا يزال قادراً على مقايضة المال الذي يمنحه لمصر باستئجار بعض عناوينها لارضاء العدو الاسرائيلي، فلا أحد ينسى تاريخ “أبو الغيط” الذي أراد أن يكسر رجلي أي فلسطيني يخرج من غزة و يدخل الاراضي المصرية، لذا فهو مؤتمن عند الاسرائيليين، لذلك فهي رسالة تطمين سعودية بعنوان مصري مدفوع الثمن.

الوقت: المعركة البطولية الأخيرة للجيش اللبناني و التي سقط ضحيتها شهيد من الجيش، أي دلالات تحمل في الوقت الذي أعلنت السعودية قطيعتها له من هبات و دعم؟

ناصرقنديل: “يعني أعتقد أن العملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني ضد قوات داعش قدمت رسالة فضائحية للذين يحاصرون الجيش في سلاحه، بأنه قوة قادرة و مؤهلة للذين يدّعون نية الحرب على الارهاب، بأن يقدموا له على الأقل المعدات اذا كانوا عاجزين عن دفع ضريبة الدم في مواجهة الارهاب، فهناك من يدفعها و لكن ينقصه العتاد و تنقصه الامكانات، فواضح أن الجيش اللبناني و الجيش العراقي و الجيش الليبي ثلاثة جيوش تقاتل في المنطقة و تبذل الدماء و لكن السلاح ممنوع عنها كل واحد بطريقة مختلفة، فهذا الأمر إن دل على شيء يدل على فضيحة للأمريكي و لجماعته في المنطقة بدرجة التواطئ القائم بينهم و بين الارهاب.

شاهد أيضاً

أوغلو صراع مشاريع – ناصر قنديل

علق  داوود أوغلو مجددا  على إسقاط  الطائرة الروسية بقوله ان هناك حلفين يتحركان عسكريا في ...