البسمة وصلاة الوداع
يروي الإخوة أنّ الابتسامة لم تفارق وجه الشهيد يوم الحادثة ، وكانت ملامح السرور تفترش وجهه. وفي الوقت نفسه، كانت سحابة من التعب تلقي بظلّها على وجهه، كان يخشى على الثورة وأهدافها.
اعتاد أن يحضر قبل المغرب بساعتين إلى مقرّ الحزب، ويعقد جلسات مع أعضائه، لبحث وحلّ المسائل، وتبادل وجهات النظر، وفي ختام الجلسات يجتمع المسؤولون وأعضاء المجلس، ويؤدُّون صلاة الجماعة ثمّ يعودون لمتابعة أعمالهم.
عند الغروب وبعد رفع الأذان، اجتمع الإخوة وتهيَّئوا لإقامة صلاة الجماعة، وفي تلك الليلة كان يحضر الجلسة ما يقارب المئة شخص, من النواب، والوزراء، والوكلاء، ومسؤولي الدولة.
وقف آية الله البهشتي للصلاة، كانت صلاة الوداع والصلاة الأخيرة.
أطال الصلاة في تلك الليلة أكثر من أيِّ صلاة مضت، وكان الإخوة قد أصرّوا على الصلاة بإمامته. والتقط المصوّر صورة تذكاريَّة لتلك الصلاة.
انتهت الصلاة في تمام الساعة 8:30، وكان اقتراح الشهيد البهشتيّ العودة الى القاعة وإكمال الجلسة. نهض الجميع ورجعوا إلى مقاعدهم في القاعة المستديرة، وكانوا متأهّبين للاستماع إلى رأي ووجهات نظر الشهيد السيِّد البهشتيّ.
موضوع الجلسة
بدأت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. وكان القارئ في تلك الليلة الأخ حسين سعادتي وكان الشهيد بهشتي قد جلس في الصف الثاني قرب الدكتور فياض بخش.
بعد ذلك، أراد مناقشة مسائل حول رئاسة الجمهوريّة والانتخابات التي ستجري في الثاني من شهر مرداد.
وقف الشهيد البهشتيّ خلف المنبر، وألقى خطابًا حماسيّا وكانت آخر كلماته: “لن نرضخ أبدًا أمام الكفر والإلحاد، ولا بأيّ شكل من الأشكال، لا ينبغي لنواب المجلس أن يجلسوا ساكتين في ظل هذه الأوضاع، لقد تحدَّثت مع جماعة العلماء المجاهدين، وجامعة المدرِّسين في الحوزة العلميّة وبقيّة التشكيلات والأحزاب، وكان الاتفاق على أن لا يُقَدِّم الحزب بشكل مستقلّ مرشَّحاً للرئاسة. بل أن يطرح ذلك من خلال ائتلاف يضمّ جامعة المدرّسين، وجماعة العلماء المجاهدين، وهيئة مجاهدي الثورة الإسلاميّة، وسائر التشكيلات الثوريّة في خطّ الإمام، ويسمّوا مجتمعين مرشَّحًا
للرئاسة”. في تلك اللحظة سأل الشهيد البهشتيّ قائلًا: “أيّها الإخوة! أنا الآن أشمّ رائحة الجنّة! أتشعرون بها؟”.
ودوّى انفجار عنيف في تلك اللحظة، عابقةً معه رائحة الجنّة .