الرئيسية / تقاريـــر / بعد عام من الحرب .. ما هي الخيارات المتبقية امام السعودية في اليمن؟ – الوقت

بعد عام من الحرب .. ما هي الخيارات المتبقية امام السعودية في اليمن؟ – الوقت

لايختلف اثنان ان حركة انصارالله التي شنت السعودية حربا عليها وعلى اليمن بذرائع واهية اصبحت رقما صعبا الان في هذا البلد في الحرب وفي السلم في حين بات السعوديون يبحثون عن مخرج يحفظ لهم ماء وجههم فلذلك قبلوا بالمفاوضات السياسية والهدنة.

ويقول المحللون ان وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان قد استغل حرب اليمن لتعزيز مكانته في داخل السعودية سياسيا واقتصاديا لكنه فشل في ادارة الحرب في اليمن كما يريد رغم قيامه بقتل 6 آلاف يمني، ولم ينجح السعوديون من جهة اخرى في التسويق للرئيس المستقيل والفار عبدربه منصور هادي الذي اقال رئيس وزرائه خالد بحاح المحسوب على الاماراتيين قبل فترة، وقد ادى هذا الامر الى اعلان الامارات عن سحب 80 بالمئة من قواتها من مأرب واليمن.

وفي المقابل عين منصور هادي “علي محسن الاحمر” نائبا لنفسه وقائدا لجيش حكومة عدن ما ادى الى اعتراض الاماراتيين وحتى وزير الخارجية الامريكي جون كيري على هذا الامر.

وفيما يتوقع عقد مفاوضات سلام بعد ايام في الكويت كما اعلن الممثل الأممي “ولد الشيخ” تم ارساء هدنة قبل نحو اسبوع في اليمن اظهارا لحسن النوايا من الجانبين لكن القوات السعودية خرقت هذه الهدنة مرات كثيرة.

استمرار الحرب داخليا ووقف العدوان الخارجي

بعد ان احرق السعوديون ومنصور هادي ورقة خالد بحاح عين هؤلاء علي محسن الاحمر كقائد اعلى للقوات المسلحة اليمنية، ومن المعروف ان الاحمر يكن عداء شديدا لانصارالله وهو الذي حاربهم 6 مرات خلال العقد المنصرم كما يكن عداء شديدا لعلي عبدالله صالح، ويعني تعيين الاحمر ان السعودية وضعت سيناريواً جديداً لليمن وهو تحويل الحرب الى حرب داخلية في هذا البلد.

الاصرار على القرار 2216 وخطة دول مجلس التعاون

يبدو ان السعودية تسعى الان الى اخراج جنودها من المستنقع اليمني وكسب امتيازات جراء ذلك من ثم استخدام القرار 2216 للضغط على الاطراف اليمنية المناوئة لها لكن المحللين يعتقدون ان الغارات الجوية السعودية لدعم قوات منصور هادي في المناطق الاستراتيجية ستستمر.

اما خطة دول مجلس التعاون فانها تقضي بتقسيم اليمن الى 6 مناطق فيدرالية وهي خطة تحرم انصارالله من الوصول الى البحر لكن الاوضاع الميدانية تشير إلى ان السعوديين يريدون الاستفادة حاليا من الهدنة لتعزيز قدرات منصور هادي ودفع قواته نحو صنعاء وجعل صنعاء تحت سيطرة منصور هادي حسب القرارات الدولية.

وهناك من المحللين من يقول ان السعودية تريد الحفاظ على الاوضاع الحالية في اليمن كما هي لكي تتفرغ الرياض للملفات الاخرى في المنطقة مثل الملفين السوري والعراقي وموضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان لأن السعوديين لايريدون استنزاف كافة قواهم في اليمن وفي باقي المناطق بل يريدون الاحتفاظ بشيء من قواهم السياسية لاستخدامها في الملف السوري على وجه الخصوص لأنه يعتبر ملفا استراتيجيا بالنسبة لهم.

ان السعوديين قد قبلوا بالتفاوض مع انصارالله في وقت يبدو ان السيناريو الذي يريدون تنفيذه ليس وقف الحرب فاصرار السعوديين على القرار 2216 كشرط مسبق للمفاوضات التي ستجري في الكويت وتنحية بحاح وتعيين الاحمر كقائد عسكري لقوات منصور هادي يدل على أن السعودية لاتريد انهاء الحرب في اليمن وارساء السلام بل ان السعوديين يريدون وقفا مؤقتا للحرب من اجل تعزيز قدرات حلفائهم في اليمن واستمرار تواجد حكومة منصور هادي في عدن ومن ثم صب اهتمامهم على الملفات الاقليمية الاخرى في العراق وسوريا ولبنان ومن بعد ذلك العودة الى اليمن مرة اخرى لكسب امتيازات.