المنهج التحريفي
وقد تأثر هذا المنهج في تناول تاريخ أهل البيت عليهم السلام. بصبغة الإنحراف والتشويه المتعمد وهذا ما درج عليه اغلب مؤلفي كتب التاريخ العام.كابن العربي.وابن حزم الأندلسي.وان تيمية.وغيرهم. وهؤلاء كانوا غالبا”على اتصال وثيق بالسلطان.أو أنهم من المؤيدين لوضع سياسي يتعارض مع مضمون أطروحة أهل البيت عليهم السلام لذا نرى أن ابن حزم يعتبر “قاتل الأمام علي عليه السلام مجتهدا ًمتأولا” وقد ضربه بالسيف في الصلاة وبمحراب مسجد الكوفة ” 1.وأما”قتلة عثمانرضفانه لا مجال للاجتهاد في قتله. بل هم فساق محاربون سافكون دما” حراما” عمدا” بلا تأويل على سبيل الظلم والعدوان فهم فساق ملعونون” 2.
وفي صواعق ابن حجر الهيثمي يقول “إن من اعتقاد أهل السنة والجماعة أن معاويةرض لم يكن في أيام علي عليه السلام خليفة. وإنما كان من الملوك وغاية اجتهاده انه كان له أجر واحد على اجتهاده”3.
فهؤلاء اتبعوا منهجا” تحريفاً.في حياتهم عليهم السلام فعدوا الأئمة من أهل البيت عليهم السلام. في قائمة القادة السياسيين التقليديين الذين يحترفون العمل السياسي لتحقيق مطالب شخصية أو عائلية أو حزبية. ويبعدوا عنهم الصفة الرسالية التي تطبع
حياتهم. ولذا فقد اعتاد هذا البعض من المؤرخين أن يصنفوا الأعمال الاجتماعية والسياسية والفكرية التي اضطلع الأئمة عليهم السلام بأعبائها حسب حالات الضعف أو القوة والصلابة أو المرونة وعلو الهمة أو ضعفها في أي إمام دون سواه. هكذا كما ينظرون إلى القادة الآخرين. ومن هنا فقد صار الامام علي عليه السلام”يفتقد إلى مزايا الزعامة السياسية من بعد نظر.ويقظة وحنكة وحزم “.ومعاوية في نظرهم “قد أوتي قسطا” وافرا”من الحنكة واللباقة السياسية وبعد النظر “4وجعلوا مواقف الأمام الحسن عليه السلام من معاوية وإبرام الصلح بينهما.من علامات الوهن والضعف في شخصيته أو عدم تمرسه في المسائل الحياتية الكبرى*.في يعد الحسين عليه السلام في عرف هؤلاء ذا شخصية تتسم بالصلابة وعلو الهمة.وقريبا” من ذلك تفسر كافة المواقف الرسالية التي وقفها أئمة أهل البيت عليهم السلام فلا تعدو ا ن تكون أساليبهم عليهم السلام عبر حياتهم العملية سلسة من ألانتصارات أو الإخفاقات السياسية التي تكتنف حياة أي سياسي آخر سواهم تبعا”لعوامل ذاتية وموضوعية.