الرئيسية / من / طرائف الحكم / سلسلة الآداب والسنن آداب الصوم 10

سلسلة الآداب والسنن آداب الصوم 10

 

إنَّها الفرصة التي ينبغي أن لا تمرَّ علينا مرَّ السحاب، فلعلَّ الموت يسبقنا إلى استقبال شهر رمضان جديد، فلنتزود فيه من كلِّ ما ينفع من زاد الآخرة، ولنتأدَّب بأدب الأولياء في شهر الرحمن، ونستنَّ بسيرة النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وآله عليه السلام، فما هي الآداب والسنن التي وردت في أيَّام هذا الشهر الكريم ولياليه وأسحاره؟

 

هذا ما سنضيء عليه مفصَّلاً في هذا الفصل، سائلين الله تعالى التوفيق للعمل الصالح ونيل القبول لما بتقرَّب به إليه إنَّه رحيم بالعباد.

 


آداب شهر الله العامة

 

إنَّ شهر الله تعالى ولخصوصيَّته وفضله وما يكون عليه العبد فيه من حالة القدوم مكرماً على مائدة الله تعالى آداب عامة ينبغي التنبُّه لها في سائر الشهر الكريم، وسنسلِّط الضَّوء على أهمِّها:

 

1– توقير اسمه:

 

وذلك بعدم قول “رمضان” بدون نسبته إلى الشهر، فقد نهت العديد من الرِّوايات الشَّريفة عن تسمية الشهر الكريم بدون النسبة، ومن هذه الرِّوايات ما جاء عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال الراوي: نحن عنده ثمانية رجالٍ، فذكرنا رمضان فقال عليه السلام: ” لا تقولوا: هذا رمضان، ولا ذهب رمضان، ولا جاء رمضان فإنَّ رمضان اسمٌ من أسماء الله تعالى، لا يجيء ولا يذهب، وإنَّما يجيء ويذهب الزائل، ولكن قولوا شهر رمضان،

 


 فالشهرُ مضافٌ إلى الاسم، والاسمُ اسمُ الله، وهوَ الشهرُ الذي أنزلَ فيهِ القرآن ” 1.

 

2- التذلُّل لله فيه:

 

لأنَّ حرمان النفس مما تحبُّ أثناء النهار ومنعها عن تناول المفطرات ضبط للشهوات، وكبحٌ لنزوات النفس النزَّاعة دوماً لنيل ما تهوى من طيب الملذَّات، وإنَّما جعل الله تعالى الصوم تأديباً لأنفسنا وتشذيباً لتطرُّفها وتعدِّيها في اتِّباع هواها، وبناءً على هذا ينبغي للصائم أن يشعر بالتذلُّل أمام الله تعالى من خلال التقيُّد التامِّ بما ألزمه به من واجب الصيام والتقرُّب به إليه، ففي الرواية عن أبي الحسن الرضا عليه السلام فيما كتب إليه من جواب مسائله: “علَّة الصوم لعرفان مسِّ الجوع والعطش،

1- النوري – حسين الطبرسي- مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل- مؤسسة أهل البيت لإحياء التراث- الطبعة الأولى- ج 7- ص 438- 439


ليكون العبد ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً صابراً، ويكون ذلك دليلاً له على شدائدِ الآخرة مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظاً له في العاجل، دليلاً على الآجل، ليعلم شدّة مبلغِ ذلك من أهلِ الفقرِ والمسكنةِ في الدنيا والآخرة”2.

شاهد أيضاً

سلسلة الآداب والسنن آداب الصوم 29

المعظَّم، فعلينا وداع شهر الله تعالى بخير وداع، وذلك باستغلال آخر لياليه المباركة بالتقرُّب إلى ...