أكدت مؤسسة “راند” الأمريكية للدراسات والأبحاث التابعة للقوات الجوية الأمريكية أن فيلق القدس التابع لقوات حرس الثورة الإسلامية في إيران تمكن من إفشال خطط أمريكا في العراق.
وقالت المؤسسة في تقرير لها إن إيران تمكنت عبر خططها الإقتصادية والسياسية والعقائدية والدبلوماسية من إفشال خطط أمريكا في العراق بعد غزوها لهذا البلد عام 2003.
وأضاف التقرير الذي حمل عنوان “حرب الإستنزاف ومدى تحمل أمريكا في الحروب العالية المستوى” إن روسيا وإيران والصين تمكنوا من خلال تدابير قصيرة وبعيدة المدى من إستدراج أمريكا للتورط عسكرياً في مناطق عديدة من العالم لاسيّما في الشرق الأوسط وشرق أوروبا وشرق آسيا.
وأشار تقرير “راند” إلى أن تدابير روسيا وإيران والصين تمكنت من إلحاق هزائم وخسائر عسكرية كبيرة بأمريكا دون الحاجة لخوض حرب مباشرة معها، مضيفاً إنّ هذه التدابير تم تنفيذها في أغلب الأحيان من قبل قوات عسكرية خاصة.
وأكدت مؤسسة “راند” الأمريكية إن إيران ورغم الحظر المفروض عليها على خلفية أزمتها النووية مع الغرب إستطاعت من خلال فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية أن تجهض إستراتيجية أمريكا في العراق، في حين لم تتمكن واشنطن من إتخاذ أيّ إجراءات عسكرية للحد من قوة ونفوذ فيلق القدس في هذا المجال.
وأعربت المؤسسة عن إعتقادها بأن إيران قد تحوّلت إلى أكبر قوة مؤثرة في العراق وتحديداً منذ أوائل عام 2015، وذلك من خلال دعمها المستمر والواضح للقوات العراقية في مواجهة الجماعات الإرهابية.
وأشار تقرير “راند” إلى أن أمريكا فقدت الكثير من تأثيرها ونفوذها في العراق بعد قيام فيلق القدس الإيراني بمساعدة القوات العراقية في دحر الإرهاب، وذلك في إطار إستراتيجية تنتهجها طهران منذ سنوات لإضعاف قوة أمريكا والحد من نفوذها وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر التقرير إن أمريكا دعمت نظام صدام حسين في العراق خلال حربه ضد إيران في ثمانينات القرن الماضي من أجل إضعاف قوة طهران العسكرية إلاّ أنها لم تتمكن من تحقيق هذا الهدف بفضل الإستراتيجية الناجحة التي تنتهجها إيران في هذا المجال منذ ذلك الوقت وحتى الآن.
وأشارت مؤسسة “راند” البحثية إلى أن فيلق القدس الإيراني تمكن من تنفيذ برنامج متعدد الأبعاد وسرّي للغاية لمواجهة خطط أمريكا في العراق منذ إحتلالها لهذا البلد في 2003، وإستطاع من خلال ذلك تغيير موازين القوى لصالحه على المديين القريب والبعيد في العراق وفي عموم المنطقة.
وأعربت المؤسسة كذلك عن إعتقادها بأن إيران نجحت أيضا في دعم العراق ومساندته للخروج من أزمته السياسية رغم محاولات أمريكا للحد من تأثير طهران في هذا المجال.
وتطرقت “راند” إلى التقارير التي أعدّها الخبيران “جوزيف فلتر” و”برایان فیشرمن” والتي أكدا فيها بأن أمريكا قد فشلت في وقف برامج إيران الإقتصادية والسياسية والعقائدية والدبلوماسية في العراق، نتيجة نجاح فيلق القدس الإيراني في تنفيذ هذه البرامج بمهنية وقدرة عالية على التكيف مع المتغيرات والتطورات التي حصلت وتحصل في العراق في مختلف المجالات.
وأشار تقرير “راند” أيضاً إلى أن إيران قدّمت مختلف أنواع الدعم للعراق منذ عام 2003 وحتى الآن، وشمل هذا الدعم إستثمار مئات الملايين من الدولارات لتطوير البنى التحتية في العراق، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي تقدمها طهران بشكل مباشر وغير مباشر إلى هذا البلد.
وختمت المؤسسة تقريرها بالقول بأن إستراتيجية إيران قد نجحت إلى حد بعيد في إفشال خطط أمريكا في العراق بعد عام 2003 وحتى الوقت الحاضر، كما نجحت بكين في التفوق على إستراتيجية واشنطن في منطقتي شرق وجنوب بحر الصين، وكما تمكنت روسيا من إفشال خطط أمريكا في أوكرانيا خلال عامي 2014 و2015