أجمع قادة ومحللون سياسيون وأمنيون على ان”معركة الفلوجة أعطت دروسا وعبرا في التخطيط والتكتيك ومآثر في تضحيات قواتنا المسلحة والشرطة والحشدين الشعبي والعشائري”، هذا ما استهلوا به حديثهم عن السرعة في حسم المعركة الستراتيجية المهمة التي اذاقت الدواعش مر الهزيمة. وقال آمر فوج الكرمة الأول: ان معركة الفلوجة كانت مثالا رائعاً للعرب والعالم أجمع بالتضحية والفداء وسرعة الحسم وكل هذا ما كان ليتحقق لولا جهود القوات المسلحة من الجيش العراقي و جهاز مكافحة الارهاب والحشدين الشعبي والعشائري.
وأضاف العقيد محمود مرضي الجميلي في تصريح خص به “الصباح”: ان الجنود بدؤوا بتقديم الطعام والشراب إلى النازحين في عامرية الفلوجة على الرغم من احتياجهم له في مثل هذه الأوقات، الا ان القوات العراقية معروفة بتضحياتها وتقديمها الغالي والنفيس من أجل ان ينعم أبناء الشعب بالأمان، منتقداً مسؤولي المحافظة الذين لم يكلفوا أنفسهم بتقديم أي شيء لمن نزح مؤخراً من المديـنة، مـؤكـداً ان الخطوة المقبلة هي مكافحة الفساد والمفسدين ومن باعوا أبناء جلدتهم وأرضهم إلى هؤلاء الارهابيين الذين عاثوا فيها فساداً واولغـوا فـي دمـاء أبنـاء الفلوجة.وقدم الجميلي شكره إلى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني الذي أصدر فتواه بـ “ الجهاد الكفائي” التي بفضلها عادت جميع المناطق التي استولى عليها عناصر عصابات «داعش» إلى حضن العراق، كذلك شكر القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي وقائد عمليات الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي وجميع الضباط الذين شاركوا في هذه المعركة لتخليص قضاء الفلوجة من سطوة الدواعش الأراذل التي استمرت أكثر من سنتين.
تحرير الفلوجة
من جانبه قال الخبير الأمني سعيد الجياشي ان أبطال القوات المسلحة والحشدين الشعبي والعشائري قالوا قولتهم في هذه المعركة وتحررت 60 بالمئة من مناطق الفلوجة ورفرف العلم العراقي فوق المجمع الحكومي، مشيراً إلى ان ما تبقى هي عمليات مطاردة وملاحقة وتنظيف لخمس مناطق فقط والتي ستنجز خلال الساعات المقبلة مما سيغير مجرى المعركة مع عصابات الشر والخزي. وأضاف في تصريح خص به “الصباح”: ان قضاء الفلوجة قد تحرر وعاد إلى حضن الوطن والعمل يجري على استكمال تحرير المناطق الأخرى التي يؤشر فيها وجود نشاط أو جيوب من الارهابيين الذين يلعقون مر الهزيمة الآن، مبيناً ان المجتمع العراقي لا يقبل أن تسيطر مثل هذه الشرذمة وأفكارها الظلامية المتخلفة على أرضه وقتل رجاله وسبي نسائه وتجويع اطفاله، منبهاً إلى اننا رأينا أبناء الفلوجة يقاتلون جنباً إلى جنب مع أبطال القوات المسلحة والحشد الشعبي ليكون لهم شرف المشاركة في تحرير مدينتهم من براثن الإرهابيين.
توقعات المحللين
وبشأن ما توقعه المحللون العرب والأجانب من ان المعركة ستكون طويلة، ألمح الجياشي الى انهم اخطؤوا في هذا لان القيادات الميدانية العراقية استطاعت ان تقرأ تفكير العدو وحققت الصدمة والمباغتة ووجهت له ضربات لم يكن يتوقعها، اذ كان يتجحفل ويتمترس في خط معين ولكنه يتفاجأ بان القوات العراقية تأتي من زاوية أخرى فيتلقى الصدمة وينهار العدو أمام هذه القطعات، مؤكداً ان الدروس المستنبطة من هذه المعركة انها فاجأت الجميع بتقنياتها وتكتيكاتها بعد ان كبدت العدو خسائر فادحة في حين ان قواتنا قدمت تضحيات محدودة في سبيل تحقيق الأهداف المرسومة وهي الآن في قلب الفلوجة بمعنويات وروحية عاليتين.
خابت توقعات السيئين
في حين وصف الخبير الأمني فاضل أبو رغيف عملية تحرير وتطهـير الفلوجة ونواحيها الأربع بأنها قلـبت طـاولـة التـوقـعـات للوطنيين وخـابـت ظنـون السـيئين من السلبيين المتواجدين خـارج العـراق والمغـرضين والدجالين والذين نفخوا بأبواق الشر والفتـنة، وأعطـت زخـمـاً للاعلاميين وقدرة ايجابية كبـيرة وارتـفـع سـقـف مـعنــويـات الجـندي الـعـراقـي ومتطوعي الحشد الشعبي المجاهد وللمواطن الفـلوجي على وجه التحديد.وأضاف في تصريح خص به «الصباح»: ان كل هذا يدل على قدرة قواتنا واستطاعتها الوصول إلى أي نقطة اغتصبها الدواعـش فـي العـراق، منوهاً بأن معركة الفـلوجة ستكون مثالاً تستنبط منه المؤسسات الأكاديمية العسكرية الدروس والعبر التي سطرها الأبطال في تحرير المدينة وما سيليها من مناطق.
-بغداد – عمر عبد اللطيف