12 – قال أمير المومنين رضى الله عنه: الجزع عند البلاء تمام المحنة. أقول: الجزع ضد الصبر والبلاء والمحنة هي المصيبة سميت بهما لكونها سبب الابتلاء والامتحان، وقد يطلق البلاء على النعمة لكونها ابتلاء واختبارا للمنعم عليه، هل يشكر فيثاب، ام يكفر فيستحق العقاب.
يعنى ان من ترك الصبر عند المصيبة وأتى ما فعله الجهال من خدش الوجه ولطمه وشق الجيب والبكاء مع الصوت تكمل مصيبه ويتم محنته حيث أوقع نفسه في نصب ومشقة وحرم عن (2) ثواب مصيبته ومحنته بل استحق بارتكابه المنهى بعذاب ونقمة ولا مصيبة أشد منها فالاولى للعاقل ان يصبر عند المصيبة حتى لا يحرم عن (3) الثواب وتخلص عن استحقاق العقاب.
(1) – قائل هذا الكلمة الشريفة ايضا امير المؤمنين عليه السلام وهى مروية في نهج البلاغة بل صدرها معدود في عداد هذه الكلمات المائة المختارة للجاحظ من كلمات امير المؤمنين (ع) أيضا وتأتى مع شرحها (انظر عدد 67). (2 و 3) – كذا والاولى عدم الحاجة الى ” عن ” في الموضعين لان حرم يتعدى الى مفعولين بنفسه.