بســم الله الرحمن الرحيم
مـا أرانـي إلا قـريبَ الرحـيلِ شيِّعونـي لحفـرتي بالعـويلِ
وَسَّـدُوا خَـدِّيَ الـترابَ وراحوا تركوني في وحـدتي وذهولي
ليت شعري إن أجلسوني بقـبري ما جوابي عن عمريَ المَطْلولِ
أنـا يـا ربِّ مُـذعـنٌ بالخطايا ومقـرُّ إقـرارَ عبـدٍ ذلــيلِ
غـير أنـي مؤمِّـلٌ منـكَ عفـو فَتَلَطَّـفْ برحمتي وقَبـولـي
إنَّ لـي إليـكَ حَـْبـلَ وِدَادٍ برسول الهـدى وآل الرسـولِ
كنـتُ فيهـمْ مُـتَيَّماً مستهام لم أُطـعْ فيهِمُ كلامَ العـذولِ
صَفْـوُ حُبَِـي لهمْ وصَفْوُ دموعي ونشيدي في بكرتـي وأصـيلي
فهُــمُ نُـوركَ المبـينُ وفيهـمْ محكماتُ التـنزيلِ والتـأويل
وهُــمُ العـروةُ التي ليس يَخشى من إليها انتمـى بأدنى سبـيل
وهمُ الحاكمونَ في ساحةِ الحشْرِ أيبقى مُحبُّهـم فـي الغُـلول
أيهـا الســادةُ الكـرامُ وحاش أن تـروْني أُقـادُ قَـوْدَ الذليل
أنا لمْ أنْسَ حبَّكـمْ في حياتـي هل جزاءُ الجميلِ غيرُ الجميل
كـنتُ خِـلاً لحِبِّكـم ، وعـذاب مستطيراً على العَـدُوِّ الجهـول
كـم سهــامٍ لناصبـي خـبيث راشَـها نحـوكـم بقلـب غَلول
فتلقيـت نَصْلَــها بأكُـــفِّي ورميتُ النصولَ فوقَ النصول
ونجــومٍ قطفتـها مـن علاكم أين منها الشموس ذات الأفول
زيَّنَـتْ مَحْفَلي وأغْلَـتْ كتـابي وأضاءتْ عقـولَ أهـلِ العقولِ
رَدَّدَتْـهَا المـخـدَّراتُ نـشيد عبقـرياً في مـدح آل الرسـول
وتلاهـا الداعونَ في روضة النـور ففاحَتْ أشْـذَاؤُها في الحقول
إنمـا الكـونُ بلقــعٌ أنعشتــهُ منكمُ نفحـةُ العطــاء الجزيل
أنا يا سادتـي ربيب حُـجُـورٍ زاكيـاتٍ بحبكـم ، وأصـول
مُعْـرقٌ في ولائكـم من جـذوري فـي رُبى عامـلٍ بأرضِ الجليلِ
فخـرُنـا أنـنـا مَـوالـي عـلـيٍّ إسمـه عنـدنـا شفـاءُ العليل
أرضعتنيه حُـرَّةٌ مـــعْ حليبـي فجرى في دمي وحَـلَّ غليلي
فأنــا عبــدكـم وكـلُّ قَبِيلـي كيفَ لا أرتجي لديْكم قَبُولي