الاجتماع المرتقب رهان آخر تعتمد عليه السعودية بعد تلقي تحالفها صفعات متتالية على المستويين السياسي والعسكري، وبُعيد أيام من ضجيج المجتمع المدني الدولي حول ارتكاب السعودية جرائم حرب أجبرت هيئات إنسانية ومن بينها أطباء بلا حدود على المغادرة.
تحضيرات اللقاء المرتقب شهد توطئة لكشف جزء من كواليسه قبل انعقاده، إذ أن تصريحات عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تذهب إلى تقديم الأخير مقترحات لإيقاف الحرب في اليمن واستئناف مباحثات السلام.
تصريحات تصطدم باستمرار تقديم الدعم العسكري الأمريكي للسعودية واستمرار بيع صفقات الأسلحة، وينسحب الأمر ذاته على الإدارة البريطانية الحاضرة بقوة في العدوان على اليمن والتي تحضر لبيع صفقات أسلحة جديدة بقيمة 18 مليار دولار.
توقف مفاوضات الكويت دون أن تحقق أدنى الأهداف المرسومة أمريكياً وسعودياً، وعدم رضوخ المكون الوطني لتقديم تنازلات جديدة، مروراً باتفاق القوى الوطنية وإعادة تحريك المؤسسات الدستورية ومن بينها مجلس النواب وصولاً إلى التظاهرة المليونية التي شهدتها صنعاء لتأييد الخطوات الوطنية والاستفتاء على المجلس السياسي، وضعا متغيرات جديدة على مسار الملف اليمني.
تغييراً يتزامن مع إخفاق العدوان ومرتزقة رغم التصعيد ومئات الغارات الجوية في تحقيق أي إنجاز ميداني سواء على محور المواجهات الدائرة غرب محافظة مأرب أو تلك الدائرة في محافظة تعز، فضلاً عن تقدم الجيش واللجان الشعبية المتسارع باتجاه قطاع نجران وجيزان وعسير وتكبيد السعودية خسائر مهولة في العتاد والأرواح.
تقدم أجبر الإعلام السعودي لتحشيد مواقف تضامنية مع السعودية من بعض الدول العربية والغربية، تضامن أوحى للمراقبين تعرض العدوان السعودي الامريكي لنكسات عسكرية غير مسبوقة.
هذه المعطيات مترابطة وتموضع خارطة سياسية وعسكرية يترنح فيها العدوان السعودي الامريكي مقابل الصمود الشعبي والتفوق السياسي والعسكري للقوى الوطنية، مرتكز النقاش الرباعي في جدة الذي لن يخلوا من مصارحة الشركاء بالهزيمة والبحث عن سبل لتلافي توسعها.