الحلقة07/ومن الواضح ما لمعرفة علامات الظهور من أثر كبير في مجالين :
1 – تحصين الأمة ممن يدعون المهدوية .
2 – الانضمام إلى جنوده عليه السلام لمن وُفَّق لإدراك عصر الظهور .
ويمكن الاستنتاج من مختلف الروايات ومن طبيعة منطق الأحداث الكبرى أن عصر الظهور سيكون صاخباً جداً وحافلاً بالرايات الكثيرة المتضاربة . . . مما يكسب المعرفة بالعلامات أهمية مميزة . . .
وقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله لأحد الرواة :
اعرف العلامة فإذا عرفتها لم يضرك تقدم هذا الأمر أو
تأخر » ( 1 ) .
ويرى بعض العلماء وجوب معرفة علامات الظهور قال في ذلك :
والدليل في ذلك العقل والنقل .
أما الأول فلأنك قد عرفت وجوب معرفته سلام الله عليه بشخصه ، ومعرفة العلائم المحتومة التي تقع مقارنة لظهوره وقريباً منه مقدمة لمعرفته ( 2 ) . . .
ولا مجال للحديث هنا عن علامات الظهور وتفاصيلها الكثيرة الوافية . . . ولا بد أن يرجع في ذلك إلى المصادر التي تتحدث عن علامات الظهور . . .
كل ما أنا بصدده هنا هو الإلفات إلى استحباب معرفة هذه العلامات أو وجوبها . . . لنهتم بالاطلاع عليها . . .
وأكتفي بحديث عن العلامات الخمس الحتمية :
عن الإمام الصادق عليه السلام :
خمس قبل قيام القائم عليه السلام : اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء ،
وقتل النفس الزكية ( 3 ) .
والمراد بالمنادي الخ كما في بعض الروايات أن منادياً من السماء يعلن أن الإمام المهدي عليه السلام هو الإمام أو ينادي بما يوضح ذلك ويرتبط به .
3 – البيعة . . .
* ورد استحباب تجديد بيعة الإمام المهدي عليه السلام بعد كل صلاة من الصلوات الخمس أو في كل يوم أو في كل جمعة . . . ومفهوم البيعة لإمام المسلمين متفق عليه بين المسلمين وقد ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
من مات وليس في عنقه بيعة لإمام المسلمين فميتته ميتة جاهلية ( 1 ) .
وبعض أدعية عصر الغيبة صريحة في تجديد البيعة للإمام المهدي عليه السلام . . .
والفوائد العملية المترتبة على هذه البيعة كثيرة منها :
أولاً – الشعور بالارتباط بالقائد الإلهي الذي يشكل امتداداً واضحاً لمسيرة الأنبياء والأوصياء عبر مراحل مختلف الأديان السماوية . . . وهو وصي رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كما تقدمت الإشارة إليه . . .
ثانياً – إعطاء الارتباط بالفقيه الولي لأمر المسلمين البعد العقائدي الصحيح . . . فمن الواضح أن المرتبط ببيعة للإمام المنتظر المدرك لمقتضيات هذه البيعة ، سيكون شديد الصلة بنائبه الذي أمر عليه السلام بالرجوع إليه في عصر الغيبة الكبرى .
ثالثاُ : الحذر من الركون إلى الظالمين لأن من يبايع قائداً إلهياً أساس دعوته توحيد الله ونفي الآلهة المصطنعة . . . فسيشكل ذلك حاجزاً نفسياً بينه وبين الطواغيت الذي يعيشون في الأرض فساداً ويحكمون بغير ما أنزل الله تعالى .
كيف نجدد البيعة ؟
ورد في زيارة الإمام المهدي المستحبة بعد صلاة الفجر في كل يوم :
« اللهم إني أجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهداً وعقداً وبيعة له في رقبتي » ( 2 ) .
وورد في دعاء العهد المروي عن الإمام الصادق عليه السلام :
« اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من
أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً . . . اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والقرابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه » ( 3 ) .