الرئيسية / من / طرائف الحكم / دروب الحياة للفتيات

دروب الحياة للفتيات

الحروب الجديدة سلاح الغزو الثقافي

أدرك الاستكبار أنه مهما فعلت الآلة العسكرية ودمّرت، لن تستطيع السيطرة على الشعوب المتمسّكة بالدين وقيم العزة والحرية، ولذا عمدت إلى نوع جديد من الأسلحة المعبّر عنه بسلاح الغزو الثقافي.

فما المقصود بالغزو الثقافي؟

هو أن تقوم مجموعة سياسية أو اقتصادية بالهجوم على الأسس والمقوِّمات الثقافية، أي على المعتقدات والمعارف والقيم والعادات التي يتبنّاها مجتمع ما بقصد السيطرة عليه، فتجعل ذلك المجتمع أسيراً وتابعاً لها. وفي سياق هذا الغزو تعمد المجموعة الغازية إلى أن تروّج في ذلك البلد معتقدات وثقافة جديدة، مكان الثقافة والمعتقدات السائدة. فعلى سبيل المثال يمكن أن تتجلى قضية الغزو الثقافي في البلاد الإسلامية في سلوك بعض الشباب أو الشابات من خلال طبيعة زينتهم ولباسهم وكيفية حركتهم في الشارع.

إن ما يهدف إليه الاستكبار من وراء هذا الغزو هو الهيمنة على الذخائر المادية والإنسانية للشعوب، والتحكّم بمصيرها…، ومن أجل تحقيق مثل هذا الهدف فإنه يسعى إلى هزيمة الشعوب في شخصيتها، ومواطن إحساسها بالفخر.

يقول عميد كلية كندي في جامعة هارفرد، جوزيف ناي:”يمكن لبلد ما أن يحصل على النتائج التي يريد في السياسة العالمية عندما يكون هناك بلاد أخرى تود اتباعه، تقدر

قيمه، تتخذه كمثال وقدوة، وتطمح للوصول إلى ما وصل إليه من الانفتاح والازدهار”.

من الوسائل التي اعتمدها الاستكبار، ومنذ بداية نفوذه إلى آسيا وأفريقيا، هو العمل على قطع هذه الشعوب بالكامل عن ماضيها. وقد قام بذلك من خلال دفع هذه الشعوب للتخلي عن ثقافتها وأخلاقها، كي تكون أرضاً مهيأة لقبول ثقافة الغرب والاستعمار. وقد انطلت هذه الحيلة بيسر على الشعوب بوجود الحكومات الفاسدة ولا سيما في العالم الإسلامي، فأخذ موج الثقافة الغربية المهاجمة ينحدر كالسيل، وهو يروّج لفكر الاستعمار وثقافته بين الشعوب.

وكانت النتيجة أن شعوبنا المنقطعة عن ماضيها وأمجادها، راحت تشعر بعقدة العجز والحقارة ولا سيما أمام الإنجازات العلمية للغرب، وتصوّرت أن كل ما هو موجود فهو بيد الغرب وحده وحسب، وبأنها إذا ما أرادت التقدّم على المستويات العلمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، فإن عليها أن تسعى أبداً وراء الغرب وترضخ له.

إن مسألة تقليد الغرب في اللباس والمأكل والمشرب واللغة والسلوك لا تقف عند حد الظهور بالمظاهر الغريبة أو مواكبة العصر والتحضّر – وهذه الفكرة بحد ذاتها من آثار الغزو الثقافي – وإنما هي مسألة لها تماس مباشر مع مصيرنا.

ولعل في الحديث القدسي إشارة إلى خطورة هذه المسألة:

إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى بعض أوليائه: “قل للمؤمنين لا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تأكلوا كأعدائي ولا تمشوا كأعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي”.

مجلة المهدي، السنة السابعة، العدد الرابع والأربعون، تموز 2009 م، صفحة33

الزنطرة

اجتمع أفراد جمعية “التحذير من الفساد” للمرة الثانية. وهذه المرة من المفترض أن يناقشوا مشكلة إقبال الفتيات الشديد على الزينة والكماليات والموضة.

في هذا الاجتماع ستقرأ رقية على الجميع تقريراً حول هذه المشكلة، تم إعداده من قبل أحد مراكز الدراسات التي تقوم بإعداد بحوث حول المسائل الاجتماعية. وبعدها على الجميع أن يدخلوا في نقاش حول خطورة هذه المشكلة، وكيفية التعاطي معها وتوعية وتحذير الفتيات منها.

التقرير: يلاحظ كل من يدخل إلى مجتمعنا، ويمشي في شوارعنا الاهتمام اللافت بالموضة والزينة. وقد بيّن استطلاع أجري على طالبات المدارس المتوسطة و الثانوية أن نسبة عالية تفوق 80% من مصاريفهن تذهب إلى شراء أدوات الزينة والتجميل.

وعندما طرح هذا السؤال وهو “ماذا

تريدين أن تصبحي في المستقبل” كانت النسبة الكبرى من الأجوبة مشوَّشة وغير محدّدة. فهل هذا يدل على ضياع وحيرة تعيشها فتيات هذا العصر؟

ويلاحظ أن معظم-إن لم نقل كل- المجلّات المتوجهة إلى الفتيات والشباب تركز على مثل هذه الأمور كأدوات الزينة وآخر الصرعات وصور الفنانين، الذين لا يمثّلون قدوة مفيدة لهذا الجيل. فحوالي 95% من مضامين هذه المجلات تتحدَّث عن المظهر الخارجي للفتاة، دون أن تذكر شيئاً حول المحتوى الداخلي والنفسي و التوجّهات المعنوية. وكذلك نجد في كل عدد من هذه المجلات مقالاً أو أكثر يدور حول علاقة الفتاة بالجنس الآخر، و كيفية جلب أنظار الشباب، دون إلفات النظر إلى مخاطر العلاقات غير الواعية وما ستؤدي إليه.

حوالي 80% ممن شملهن هذا الاستطلاع يقضين أكثر من 3 ساعات يومياً في الاهتمام بمظهرهن الخارجي. بينما لا يطالع سوى 15% ولمدة لا تزيد عن ساعتين يومياً.

وإذا تابعنا البرامج التلفزيونية والدعايات، وجدنا أن حوالي 60% من الإعلانات تدور حول آخر الصرعات وأدوات التجميل ومسائل تتعلق بالعلاقة بين الجنسين. ولا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً ما بين الإعلان عن موضة أو صرعة، ونزولها إلى الشارع. ويبدو أن اهتمام الفتيات أصبح منصباً على الحديث عن هذه الأمور ومتابعتها، ويعتبرنها من المسائل الأساسية في الحياة.

وقد علّق أفراد الجمعية على التقرير بالأسئلة التالية:

– ما رأيكن بهذا التقرير الذي أعدّه مركز الدراسات؟

– هل تعرفن كيف يعدّ مركز الدراسات الأبحاث والاستطلاعات؟

– لماذا تُقبل أكثرية الفتيات على إظهار الزينة الخارجية وتجعلها أساساً في حياتها؟

– لماذا يقوم الإعلام بالتركيز والتوجيه نحو الأمور المادية، والنتيجة حالات التفلّت وانحلال القيم التي تميّز وتزيّن الفتاة ؟

– لماذا مستوى المطالعة منحصر بنسبة ضعيفة جداً مقارنة نسبة الاهتمام العالي بالشكل والزينة والأمور المادية ؟ هل هناك علاقة بين الأمرين؟ بيّني ذلك؟

– هل للغزو الثقافي دور في ما هو حاصل ؟ وما هي أبرز وسائله التي يغزونا بها ؟

– هل يُحرّم الإسلام الزينة والالتفات والاستفادة من المظاهر المادية ؟

– ما هي حدود هذه الاستفادة ؟ ومتى تخرج عن حدّها الطبيعي ؟

ما هي أهم المقترحات للحد من هذا الاهتمام؟

– كيف يمكن إعداد برامج عملية من قبل الجمعية لتنفيذ هذه المقترحات؟

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...