ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام
6 أكتوبر,2017
شخصيات أسلامية
1,182 زيارة
في الغفاريين
من أنصار الحسين ( عليه السلام )
عبد الله بن عروة بن حراق الغفاري
وأخوه
عبد الرحمن بن عروة بن حراق الغفاري ( 1 )
كان عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان من أشراف الكوفة ومن شجعانهم وذوي
الموالاة منهم ، وكان جدهما حراق من أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وممن حارب معه
في حروبه الثلاث . وجاء عبد الله وعبد الرحمن إلى الحسين ( عليه السلام ) بالطف .
وقال أبو مخنف : لما رأى أصحاب الحسين أنهم قد كثروا وأنهم لا يقدرون على
أن يمنعوا الحسين ولا أنفسهم ، تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه ، فجاءه عبد الله
وعبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان ، فقالا : يا أبا عبد الله السلام عليك ، حازنا العدو
إليك فأحببنا أن نقتل بين يديك ، نمنعك وندفع عنك ، فقال : ” مرحبا بكما ، ادنوا
مني ” . فدنوا منه ، فجعلا يقاتلان قريبا منه وإن أحدهما ليرتجز ويتم له الآخر .
فيقولان :
قد علمت حقا بنو غفار * وخندف بعد بني نزار
لنضربن معشر الفجار * بكل عضب صارم بتار
يا قوم ذودوا عن بني الأطهار ( 1 ) * بالمشرفي والقنا الخطار ( 2 )
فلم يزالا يقاتلان حتى قتلا .
وقال السروي : إن عبد الله قتل في الحملة الأولى وعبد الرحمن قتل مبارزة ( 3 ) .
وقال غيره : إنهما قتلا مبارزة ، وهو الظاهر من المراجلة .
جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري ( 4 )
كان جون منضما إلى أهل البيت بعد أبي ذر ، فكان مع الحسن ( عليه السلام ) ، ثم مع
الحسين ( عليه السلام ) وصحبه في سفره من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق .
قال السيد رضي الدين الداودي : فلما نشب القتال وقف أمام الحسين ( عليه السلام )
يستأذنه في القتال ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : ” يا جون أنت في إذن مني ، فإنما تبعتنا
طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا ” ، فوقع جون على قدمي أبي عبد الله يقبلهما ويقول :
يا بن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم ! ؟ إن ريحي لنتن
وإن حسبي للئيم وإن لوني لأسود ، فتنفس علي في الجنة ليطيب ريحي ويشرف
حسبي ويبيض لوني ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ،
فأذن له الحسين ( عليه السلام ) ، فبرز وهو يقول :
كيف ترى الفجار ضرب الأسواد * بالمشرفي والقنا المسدد
يذب عن آل النبي أحمد
ثم قاتل حتى قتل ( 1 ) .
وقال محمد بن أبي طالب : فوقف عليه الحسين ( عليه السلام ) وقال : ” اللهم بيض وجهه
وطيب ريحه واحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وآل محمد ” ( 2 ) .
وروى علماؤنا عن الباقر ( عليه السلام ) عن أبيه زين العابدين ( عليه السلام ) أن بني أسد الذين
حضروا المعركة ليدفنوا القتلى وجدوا جونا بعد أيام تفوح منه رايحة المسك ( 3 ) .
وفي جون أقول :
خليلي ماذا في ثرى الطف فانظرا * أجونة طيب تبعث المسك أم جون
ومن ذا الذي يدعو الحسين لأجله * أذلك جون أم قرابته عون
لئن كان عبدا قبلها فلقد زكا * النجار وطاب الريح وازدهر اللون
انصار الحسين 2017-10-06