أكد الأمين العام لحزب الله لبنان سماحة السيد حسن نصرالله “ان المشروع الغربي سيسقط ، و سوريا ستنتصر كما سينتصر محور المقاومة ، و قال في كلمة القاها مساء الاحد خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير في مدينة بنت جبيل” في العام ۲۰۰۶ : ان دفاعنا عن سوريا هو تثمين لدورها في دعم المقاومة ، مشددا على أن انتصار ۲۵ ايار في العام ۲۰۰۰ هو المؤسس لزمن الانتصارات ، و سقوط مشروع «اسرائيل» الكبرى .
السید نصر الله قال فی کلمة القاها مساء الاحد : “فی العام 2006 سقطت نسخة «مشروع الشرق الاوسط الجدید» التی کانت معرکتها فی لبنان اما الیوم فهناک نسخة جدیدة لهذا المشروع لکن المعرکة فی سوریا التی تقاتل عن الامة وحلفاؤها یساعدونها” . واعلن ان “هذا المشروع سیسقط کما ستنتصر سوریا ومحور المقاومة سینتصر وهذه الأمة لن تسمح للمشروع الامیرکی ان یفرض جدوله واهدافه علینا ، وسیأتی الیوم الذی یقف فیه الجمیع سیشکرون سوریا لصمودها وانتصارها لأنهم سیکتشفون ماذا منعت سوریا من تداعیات، حتى الحکومات التی تآمرت على سوریا ودفعت الاموال وکذلک فی لبنان کل الذین انتقدونا حول التدخل فی سوریا” . و اضاف : “فی مثل هذا الیوم من العام الماضی ومن بلدة مشغرة تناولت الاحداث فی سوریا والمخاطر على المنطقة ولبنان، قلت یومها اننا سنتحمل المسؤولیة ولن نقف متفرجین وحددت الموقف، وجاءت الاحداث لتؤکد صحة کل التحلیلات وصحة هذا الموقف” . واضاف السید نصر الله “اعود واقول لکم الیوم لماذا نقف مع سوریا وندافع عنها للتذکیر ، ان سوریا کانت وما زالت قلب العروبة ووقفت فی وجه التمدد «الاسرائیلی» وهی التی ما زالت تحمل وحیدة شرف عدم التواصل مع العدو او التوقیع مع العدو وحمت ودعمت وما زالت المقاومة اللبنانیة والفلسطینیة، سوریا هذه هی التی ندافع عنها فلماذا لا یمکن لنا ان ندافع عن سندنا فی وقت یؤتى بشذاذ الافاق من کل العالم لیدافعوا عن خرافة بالاجرام والعنصریة”.
• الهدف مما یجری فی المنطقة هو تقسیمها
ولفت نصر الله الى انه “الیوم یتضح المشروع أکثر ، ومع الوقت ستتضح الصورة اکثر بأن الهدف مما یجری فی المنطقة هو تقسیمها لیس فقط على أساس مذهبی او طائفی او عرقی بل على اساس امارات وقطاعات لکل جماعة مسلحة”. و اشار ان “امیرکا والغرب یأتون بکل الارهابیین من کل انحاء العالم یقدمون لهم التسهیلات والتسلیح والنفقات والاعلام والغطاء السیاسی ویاتون بهم الى سوریا لیدمروا سوریا ویدمروا محور المقاومة الذی بات یهدد اصل المشروع الصهیونی”. و قال امین عام حزب الله لبنان “تبین بوضوح ان الذین جیء بهم لتهدید سوریا اصبحوا یهددون الجمیع، والعالم وجد ان سوریا ومحور المقاومة لم یسقطا ومن جاء بهم بعضهم یعود الى اوروبا وهذا تهدید للامن الاوروبی”. و لفت الى “انکشاف الدور «الاسرائیلی» فی الاحداث السوریة والامور “صارت عالمکشوف”: علاقات سیاسیة ولقاءات سیاسیة مع «الاسرائیلی» ، التعاون على حدود الجولان، المساعدة اللوجستیة ، المساعدة الناریة، اهداف یقصفها الجیش «الاسرائیلی» لمصلحة المعارضة المسلحة”. واشار السید نصر الله الى “انکشاف حجم التهدید الذی تمثله هذه الجماعات على دول الجوار خاصة لبنان” . واکد ان “المیدان یبقى العامل الاساسی وصمود سوریا قیادة وجیشا وشعبا”. ولفت الى ان “سوریا صمدت وتماسکت ومحور المقاومة صمد وتماسک، أن یحقق المشروع الاخر انتصارا حقیقیا او حاسما انتهى، سوریا ومحور المقاومة یتقدمان، سوریا تتقدم فی المیدان وفی المصالحات الشعبیة وفی المزاج العام والمراجعة الداخلیة، تتقدم نحو الانتخابات الرئاسیة .. الآن هم یلجأون الى تعطیل الانتخابات بقوة الحدید والنار”.
• عید المقاومة والتحریر
واشار الأمین العام لحزب الله فی کلمته الى انتصار المقاومة فی 25 ایار عام 2000 و قال “نلتقی فی هذه المناسبة لنؤکد سنة بعد سنة وجیلا بعد جیل على تاریخیة وعظمة هذا الانتصار ودلالاته ومعانیه واهمها سقوط مشروع «اسرائیل» الکبرى وما زالت اثار هذا الانتصار مستمرة على طرفی الجبهة عندنا وعند عدونا، ولولا هذا الانتصار لما کان ما بعده من انتصار. نستطیع ان نصف هذا الانتصار بالانتصار المؤسس لزمن الانتصارات الذی جاء وولت فیه الهزائم”. و اکد ان “هذا الانجاز وطنی لبنانی عربی قومی اسلامی لا یمکن اختصاره لا بحزب او فصیل او منطقة ولا حتى وطن انما بالامة التی تخوض مشروع المواجهة مع الهیمنة على الارض والمقدسات، ونریده دائما ان یکون عیدا للوطن والامة کلها”. واکد “على تمجید التضحیات الجسام التی قدمها شعبنا وحرکات المقاومة بکل فصائلها والجیش اللبنانی والجیش السوری والفصائل الفلسطینیة”. واشار السید نصر الله الى “اننا من خلال احیاء المناسبة نرید تعزیز ثقافة الامل بالمستقبل والثقة بالانتصار وهزیمة اعتى جیوش الاحتلال، وان زمن الانتصارات هو ولید هذه الثقافة وهذه الثقة” . وقال “الیوم یتم ترسیخ مشهد یحاول ان یربط بین الاسلام، الحرکة الاسلامیة، الاطار الاسلامی وبین القتل العشوائی والذبح والتدمیر والابادة الجماعیة”. ولفت السید نصر الله الى ان “امامنا نموذجا مختلفا هو انتصار المقاومة ، فی مثل هذه الایام دخل الاف المقاومین الى منطقة الشریط المحتل وفیها اهلنا من دیانات وومذاهب اتجاهات مختلفة، ورغم تورط البعض فی کل ما جرى على لبنان والجنوب، الکل یتذکر کیف حفظت الانفس والکرامات والاموال والناس والکنائس ودور العبادة والحجر والبشر ولم یمس احد بسوء”.
واشار الى ان “هذه المقاومة صنعها الاسلام، هذه المقاومة اسلامیة، هی مقاومة وطنیة لبنانیة عربیة صحیح، لکن اسلامیة، وما قدمته من تجربة عام 2000 تعبیر صادق عن الاسلام واخلاق وسماحة الاسلام ومحمد بن عبد الله نبی الاسلام العظیم”.
وقال “فی عید المقاومة والتحریر نؤکد تمسکنا بالمعادلة الذهبیة معادلة الجیش والشعب والمقاومة، هذا المضمون موجود فی البیان الوزاری الحالی ، البعض یقف عند الکلمات لکن المهم المضمون وان یمتلک لبنان هذه القدرة لحمایة البلد فی الوقت الذی ندعم فیه تعزیز قدرات الجیش”. واکد “ان المقاومة رغم کل الاحداث فی منطقتنا تحافظ على قدرة الردع هذه والمقاومة تعمل فی اللیل والنهار على تطویر قدرة الردع هذه وهو ما یقلق العدو”. وقال “فی هذه المناسبة نؤکد على سیاسة الردع مع العدو «الاسرائیلی» لحمایة کل ما لدى لبنان من مقدرات ففی ظل اختلال توازن القوى مع العدو لا یوجد سوى هذه السیاسة لتحقیق غایة حمایة لبنان”.
• المقاومة لن تسکت ای اعتداء على احد من شعبنا على الحدود
واشار السید نصر الله الى ان “ارتفاع وتیرة الخروقات الاسرائیلیة فی الفترة الاخیرة على الحدود الدولیة مع فلسطین المحتلة هو تعبیر عن انزعاج «اسرائیلی» من وجود أهالی القرى الجنوبیة فی ارضهم حیث یتصرفون بحریة کبیرة”، واکد انه “اذا وصلت الامور الى مستوى یستدعی تدخل المقاومة فهی لن تسکت على ای اعتداء على احد من شعبنا على الحدود الدولیة ، وهی تملک من الشجاعة والقدرة والحکمة والحسابات الدقیقة ما تستطیع فیه ان تمنع هذا الواقع الذی یرید ان یکرسه العدو على الحدود”.
• الملف الداخلی
فی الملف الداخلی لفت الامین العام لحزب الله لبنان الى اننا “أمام مرحلة مهمة وحساسة جداً بدأت من الیوم و یجب ان نتعاطى مع المرحلة الدقیقة والحساسة بهدوء وان نحافظ على هذا المستوى من السلم الاهلی، والمهم ان نبذل جمیعا الجهد لتقصیر المسافة الزمنیة وان یکون لدینا رئیس منتخب فی اقرب وقت وان لا ینتظر احد متغیرات اقلیمیة”.
• ما زال هناک فرصة داخلیة لانتخاب رئیس قوی وقادر
واکد انه “ما زال هناک فرصة داخلیة لانتخاب رئیس قوی وقادر على حفظ الاستقرار والسلام ویتمتع بحیثیة شعبیة حقیقة وقادر على طمأنة القوى السیاسیة والمساعدة لیتجاوز لبنان هذه المرحلة الصعبة محلیا واقلیمیا ودولیا، هناک تفاوض جدی بین تکتل التغییر وتیار المستقبل”.
• المشروع الحقیقی کان التمدید لرئیس الجمهوریة
ولفت الى ان “ما حصل حتى هذه اللحظة هو ترشیح تحدی لقطع الطریق على ترشیح جدی تجری مناقشته فی الاروقة الوطنیة والمشروع الحقیقی بناء على معلوماتی والاتصالات التی حصلت معنا ومع العدید من اصدقائنا لم یکن انتخاب رئیس قبل 25 ایار، المشروع الحقیقی کان التمدید لرئیس الجمهوریة .. لم یکونوا یریدون انتخاب رئیس کانوا یریدون التمدید للرئیس ومن اجل هذا التمدید قُدمت اغراءات کثیرة، ما جرى تقدیم ترشیح تحدی وتعطیل انتخاب الرئیس من اجل التمدید”.
• نرید رئیسا لا یتآمر على المقاومة
واکد السید نصر الله ان “المهم الیوم مواصلة العمل والمهم الان المسعى الجدی استکمال الحوار للوصول لمکان یفتح الافق”. وقال “نرید رئیس جمهوریة بأسرع وقت ممکن، نحن لا نبحث عن رئیس یحمی المقاومة فی لبنان؛ المقاومة فی لبنان تحمی الدولة والشعب والوطن والکیان وتحمی السیادة وتحمی الأمة .. نحن نرید رئیسا لا یتآمر على المقاومة، لا یطعن المقاومة فی ظهرها ، یثبت على موقفه من المقاومة”.
وتطرق السید نصر الله الى ضرورة انجاز ملف سلسلة الرتب والرواتب مناشدا العمل على انجازه وقال “بالنسبة لملف سلسلة الرتب والرواتب ولملف الجامعة اللبنانیة بالحد الادنى نأمل تحییدهما عن الخلافات السیاسیة فی الفترة المقبلة”. وختم السید نصر الله قائلاً “عهدنا لکل القادة، للامام السید موسى الصدر ولکل الشهداء القادة السید عباس والشیخ راغب والحاج عماد ولکل الشهداء ولکل امتنا ولکل الشرفاء ان نبقى سویا فی هذا الموقع وان نصمد فی زمن الانتصارات، ویجب ان نثق بقدرتنا على مواجهة التحدیات أیا تکن فلا نخشى «اسرائیل» و لن نخشى تهدیداتها ، فمحور المقاومة یتقدم وسینتصر”.