الرئيسية / بحوث اسلامية / الاولاد والسعادة

الاولاد والسعادة

الأثر الخالد في الولد والوالد

الانسان منذ نعومة اظافره يحب السعادة ويهرب من الشقاء ، فأنّه يسعى ويجد بكلّ قواه لنيل السعادة والعيش الرغيد المفعم بالراحة والهناء ويحاول بكلّ طاقاته أن يسعد نفسه أولا ثمّ اسرته ومجتمعه والحق سعادة الانسان والمجتمع في نظام الاسلام الشامل الذي سنّه الله وأنزله والبشرية منذ ميلادها وحتى اليوم وغدا لم تجد نظاماً رصينا في قوانينه ومقاصده وطريقه كالدين الاسلامي القويم اذ هو دين الله والفطرة .

 

والاسلام جاء لاسعاد الانسان وادارة دفة السفينة البشرية وسوقها نحو ساحلها المأمون وشاطئها المامون شاطئ السعادة والعدالة والحرية وساحل الرفاه والسلام والتقدم والازهار والوصول الى الكمال المطلق وتوحيد الله الأعظم .

والنصرحليف الاسلام شاءت الأعداء أم أبت والله متم نوره ولو كره المشركون ، وقد أمرنا أن ندعو لسعادة أولادنا ونطلب من الله ذلك وهم أجنّة في بطون أمهاتهم .

بحار الأنوار ج 5 ص 155 : باسناده عن كتاب علل الشرائع عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : تعتلج النطفتان في الرحم فأيهما كانت أكثر جاءت تشبهها فأن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه وقال : تحول النطفة في الرحم


( 11 )

أربعين فمن أراد أن يدعو الله عزوجل ففي تلك الأربعين قبل أن تخلق ثم يبعث الله عزوجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها الى الله عزوجل فيقف منه ماشاء الله فيقول : الهي أشقّي ام سعيد ؟ فيوحى الله عزوجل من ذلك ما يشاء ، ويكتب الملك فيقول اللهم كم رزقه وما أجله ؟ ثمّ يكتبه ويكتب كلّ شيء يصيبه في الدنيا بين عينيه ثمّ يرجع به فيردّه في الرحم فذلك الله عزوجل :(( مااصاب مصيبة في الأرض ولا في انفسكم الا ّفي قبل أن نبرأها )) .
نهج الفصاحة ص 260 حديث 1257 : عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : ثلاث من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح والمسكن الواسع والمركب البهي .
ان الله تعالى وكّل بالرحم ملكا يقول : أي رب نطفة أي رب عقلة ، أي رب مضغة ، فأذا أراد أن يقضي خلقها ، قال : أي رب شقي أو سعيد ذكر أو انثى ؟ فما الرزق فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمّه .