دور أهل البيت عليهم السلام في بناء الجماعة الصالحة
3 أبريل,2017
بحوث اسلامية
1,584 زيارة
أهل البيت(عليهم السلام) الركن الاهم
إنّ هذه الابعاد والخصائص التي يرتبط بعضها بالاخر تؤكّد أهمية هذا الطرح الاسلامي، وفي الوقت نفسه توضّح ما ورد في روايات أهل البيت(عليهم السلام)من أنهم يمثلون أحد (الاركان الاساسية) التي بني عليها الاسلام بل هم (الركن الاهم) فيها.
وهذا الامتياز وذلك الموقع الخاص لاهل البيت(عليهم السلام) (حقيقة) يكاد أن يجمع عليها جميع المسلمين، وإن اختلفوا بعد هذا في الكثير من التفاصيل، سواء في عمقها أو سعتها أو وضوحها.
ويكشف عن هذه (الحقيقة) أيضاً ـ مضافاً إلى نصوص الايات والروايات الصحيحة المتواترة والكثيرة ـ مشاعر التقدير والاحترام والتسليم والحب والولاء التي يكنها جميع المسلمين ـ عدا النواصب ـ لاهل البيت(عليهم السلام).
مع أنّ مجرى الاحداث التاريخية التي عاشها أهل البيت(عليهم السلام) كانت بالاتجاه المعاكس والمضاد لوضوحها والاعتراف بها، لانّ ما تعرَّض له أهل البيت(عليهم السلام)من قتل وتشريد ومحاصرة مادية ومعنوية وبشكل متواصل طيلة قرون من الزمن على يد الامويين والعباسيين والعثمانيين، كان يفرض القضاء ـ أو فرض العزلة على الاقل ـ على مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) في المجتمع الاسلامي.
ولكن نلاحظ ـ مع ذلك كله ـ هذا الواقع المعنوي الواسع الذي يتمتع به أهل البيت(عليهم السلام) في صفوف المسلمين، وليس ذلك إلاّ بسب وجود هذه (الحقيقة الالهية) لاهل البيت(عليهم السلام) في (أصل) النظرية الاسلامية، من خلال القرآن الكريم والسنّة النبوية، وإدراك المسلمين لها من ناحية، والجهود والخدمات العظيمة التي قام بها أهل البيت(عليهم السلام) للاسلام والمسلمين، بحيث فرضت نفسها على الواقع التاريخي على رغم كل العوامل المضادة.
كما أنّ هذا الواقع الايجابي من المسلمين تجاه أهل البيت(عليهم السلام)، هو الذي يفسّر لنا هذا العدد الكبير من الدراسات والكتب والابحاث الخاصة، التي تناولت هذا الموضوع الاسلامي من قبل علماء المسلمين على اختلاف مذاهبهم، أو وجود الاعتراف بهذه الحقيقة في مطاوي كتب المعارف الاسلامية في الفقه والتفسير والحديث والتاريخ وغيرها، بحيث لا نكاد نستثني منها أي كتاب.
ولا يمكن تفسير هذه الظاهرة التاريخية ـ بكل ملابساتها ـ بصورة منطقية ومقبولة إلا على اساس العقيدة الامامية الاثني عشرية في أهل البيت(عليهم السلام)، حيث يرون فيهم (الركن الاساس) الذي يقوم عليه بناء الاسلام ـ الرسالة الخاتمة ـ الذي تعهَّد الله سبحانه وتعالى بحفظه وبقائه، وأهل البيت(عليهم السلام)يمثلون الامتداد الطبيعي والاستمرار والبقاء لهذه الرسالة في مضمونها ومسؤوليتها وإن لم يتصف هذا الامتداد بالنبوة، كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)لعلي(عليه السلام): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيَّ بعدي».
فأهل البيت(عليهم السلام) امتداد للمضمون، لانهم عدل القرآن ومفسروه، ولانهم حملة السنّة النبوية بكل تفاصيلها، وأهل البيت(عليهم السلام) امتداد للمسؤوليات; لانهم أئمة الهدى وأعلام التقى، والمبلغون عن رسول الله وولاة الامر من بعده.
فكما قدّر لهذه الرسالة الخاتمة أن تبقى وتستمر، فلابد أن يبقى أهل البيت(عليهم السلام) حقيقة قائمة ومؤثرة في المجتمع الاسلامي، وهذا هو الواقع الذي لا يمكن لاي باحث أن ينكره مهما تمادى في المكابرة والهروب من الحقيقة والواقع.
2017-04-03