الرئيسية / بحوث اسلامية / دور أهل البيت عليهم السلام في بناء الجماعة الصالحة

دور أهل البيت عليهم السلام في بناء الجماعة الصالحة

دور النخبة في عهد الخلفاء الثلاثة:

وقد تبين لنا أنّ هذه النخبة الصالحة كان لها دور عظيم في قيادة التيار الاسلامي الجماهيري الذي كان يدعو لخلافة الامام عليّ(عليه السلام) منذ زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ويضغط خلال ذلك الزمن باتجاه أن يكون الخليفة بعده هو الامام علي(عليه السلام). ولكنّ ترشيح الخليفة عمر للخليفة بعده على أساس تقليص دور الشورى وجعلها محصورة في ستة أشخاص، وكذلك جعله الخيار بيد عبد الرحمن بن عوف إذا انحصر الامر بين شخصين، إنما كان محاولة لامتصاص هذا التيار الجماهيري بطريقة محسوبة ودقيقة.

ومع ذلك فقد وجدنا أنّ الضغط الجماهيري يفرض على ابن عوف أن يطلب في البداية من عليّ(عليه السلام) أن يتصدى للخلافة. ولكنّه يضع شرطاً لهذه البيعة وهو يعرف مسبقاً أن علياً(عليه السلام) سوف يرفضه، وهو أن يتقيد الامام علي(عليه السلام)بسيرة الشيخين، بالاضافة إلى الكتاب الكريم والسنّة النبوية([1][5]).

وتتوضح فاعلية هذا التيار الجماهيري بشكل واضح بعد ذلك عندما تحدث (فتنة) قتل الخليفة عثمان، حيث تنهال الجماهير بصورة فريدة على بيعة الامام علي(عليه السلام) بحيث كان هذا الشيء مما اختص به(عليه السلام) وامتاز به من جميع الخلفاء الذين سبقوه أو الذين جاءوا من بعده. حيث كانت بيعة أبي بكر من خلال الاجتماع في سقيفة بني ساعدة، الذي اختلف فيه المسلمون، وغاب عنه بعضهم من ذوي الحل والعقد، وكانت بيعة عمر بنص من ابي بكر، وسكوت من المسلمين، بعد ان لم يقبل ابو بكر اعتراض بعضهم كطلحة وكانت بيعة عثمان من خلال عملية الشورى السداسية التي مرت الاشارة إليها([2][6]). واما الخلفاء بعده فكانوا يحكمون بالنص وقوة السلاح والقهر، كما هو معروف في التاريخ.

([1][5]) لقد وضع هذا الشرط أساساً وقاعدة جديدة في المجتمع الاسلامي، وهو تحويل سيرة الشيخين إلى مستوى من القدسية يشبه مستوى قدسية سيرة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه. وهذا ما لا يقبله الامام علي(عليه السلام)، وكذلك أهل بيته والتيار الذي يؤمن بولايته.

([2][6]) راجع: معالم المدرستين 1: 477 ـ 484 وهو ينقله عن شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 4 : 8 ـ 9. تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم.

شاهد أيضاً

آداب الأسرة في الإسلام

رابعاً : حقوق الأبناء : للأبناء حقوق علىٰ الوالدين ، وقد لخّصها الإمام علي بن ...