الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / موسوعة شهداء العراق فيلق بدر – 22 أبوحسن التركماني

موسوعة شهداء العراق فيلق بدر – 22 أبوحسن التركماني

الشهيد هادي ‌خورشيد عبد الله ولد في مدينة كركوك ناحية تازة عام1956م، تلك المدينة التي أنجبت العديد من الأبطال الذين سجّلوا أسماءهم في سفر البطولة والفداء والشهادة، عاش في وسط يحمل الإيمان في قلبه والإسلام في وجدانه، وتحمل من أجل ذلک الكثير من الآلام والمعاناة.

Displaying 18.jpg
فقد رفض أشد الرفض الانتماء لحزب البعث المشؤوم، ولذا لم يكن غريبا عليه أن يُعتقل المرة تلو الأخرى، ولكن ذلك لم يزده إلا عزما وإصرارا على مواصلة الطريق.
التحق مجبرا بالخدمة الإلزامية، وكان يشعر بأن مكانه ليس مع الجيش القادم لحرب الإسلام وقتال شعب مسلم آمن، ففي قاطع البصرة كان لايرفع صمام الأمان عندما يطلق قذائف الهاون لكي لاتؤدي إلى قتل الأبرياء، الأمر الذي حدا بأحد ضباط الصف أن يُطلع استخبارات الوحدة بذلك.
لتلك الحوادث وغيرها اضطر إلى ترك الجيش والاختفاء في أطراف مدينة كركوك، ثم من هناك أخذ يبحث عن طريق للهجرة بدينه حتى وجد ضالته في كردستان العراق، التي تمكن من خلالها وبعد شهرين من المسير المضني من الوصول إلى إيران في الشهر التاسع من عام1981م، ليكون من السباقين إلى الجهاد ومقارعة الظالمين من البعثيين أعداء الله وأعداء الإنسانية، فانضم إلى حركة المجاهدين( ).
التحق بالدورة الأولى بتاريخ20/2/1983م، تلك الدورة التي وضعت اللبنات الأولى والأساس لتشكيل قوات بدر، ورابط في خنادق القتال، ولم يترك ميادين الجهاد إلا نادرا، فقد عشق تلك الأرض التي سالت عليها دماء المجاهدين وعرجت منها أرواح الشهداء.

ابو حسن التركماني رحمة الله عليه كان من المدمنين على صلاة الليل متواضع جدا رشح لمناصب عاليه لكنه رفض وبقيه في محرابه في جبهة القتال لم يغادها الا بالشهادة .

 

كنت يوما اماشيه في دزلي التابعة الى مريوان في فصل الشتاء البارد والمنجمد فقلت له  ابوحسن من ودي ابكي قال لماذا قلت الثلج يجرحني وحذائي مثقوي قال تعجل مرارة الدنيا بحلاوت الاخرة غدا بالجنة لابرد هناك عند الحبيب .

 

نقل لي انه شاهدة الامام الحسين عليه السلام فقال له سيدي يروى عند قولا ان تقول من زارني زرته هل هذا صحيح وانا ازورك بزيارة عاشوراء كل يوم مع تسبيحاتها فقال الامام الحسين عليه السلام اروي عني من زارني زرته ومن دخل النار اخرجته . نقلت قوله الى اية الله السيد محمد باقر الحكيم والى علماء اخرون فأحدهم ذكر ذلك في صلاة الجمعة بجامعة طهران ثم نقلت لابي حسن ان السيد قلت له رأياك الامام الحسين وهو نقلها في صلاة الجمعة بجامعة طهران ..فبكى وقال اخشى ان يكون حديثي فيه رياء اللهم استغفرك واتوب اليك .
لم يكن الصفاء والطيبة هي الصفات البارزة فيه فحسب، بل اقترن ذلك بالشجاعة والثقة بالله وبالنصر واليقين بما أعده الله للمجاهدين من الثواب والأجر الجزيل. وهناك صفات أخرى تجلت فيه وهو يشارك إخوته في صد الهجوم البعثي على أحد مواقع المجاهدين بالقرب من مدينة البصرة وذلك في معركة الساتر الترابي المشهورة، إذ يتقدم بشجاعة نادرة أمام الدبابات العراقية والجرّافات الثقيلة.

 

فيسقط جريحا وعندما يسأل عن مشاعره في تلك الحالة يجيب:(عندما سقطت جريحا فاقدا الوعي كنت أنتظر الجنة ولكن أدركت أني ما زلت حيا فحمدت الله ودعوته أن يَمنَّ عليّ بفرصة أخرى أنال فيها الشهادة).
هور الحويزة صفحة من أروع صفحات مجاهدي بدر على رغم كل الصعوبات والظروف القاسية، وستبقى تلك الليالي والأيام عالقة في مخيلة المجاهدين وسيخلدها التاريخ. هور الحويزة هو المحطة الأخيرة من حياة أبي حسن، الذي اختير ليكون آمرا لاحدى سرايا الفوج الثالث للواء بدر، ولم تكن صفة المسؤولية وقيادة مجموعة من الفصائل تعني شيئا سوى مزيدا من التواضع وخدمة المجاهدين،

 

وهنا يسجل مأثرة بطولية أخرى حيث توجه مع مجموعة من إخوته للاستطلاع داخل المنطقة الحرام في عمق الأهوار وذلك في زورقين، وكان هو على رشاشة الدوشگا في الزورق الثاني، وحَدث أن اصطدم الزورق الأول بكمين معاد، وبشجاعة نادرة أنقذ الموقف، إذ قام بإطلاق النار على كمين الأعداء بكل ثبات، وقتل العديد منهم وأنقذ رفاقه من موقف صعب.
شارك في عملية تحرير الترابة — وهي جزيرة صغيرة وسط هور الحويزة كان فيها مخفرا حدوديا قبل الحرب- وتقدم كعادته نحو مكامن الخطر، وكان في طليعة المجاهدين الذين فتحوا النار على القوات البعثية هناك، استمر أبوحسن مع إخوته المجاهدين باستحكام مواقعهم في منطقة الترابة والمناطق المحيطة بها، ثم اندفعوا إلى الأمام لتأمين المسالك المؤدية إليها، حاول النظام البعثي استعادة ذلك الموقع المهم فزجّ بقواته، فكان المجاهدون لهم بالمرصاد، فقُتل من قُتل وفرَّ الباقون بين القصب والبردي.

 

قام النظام بعد فشل هجومه بقصف عشوائي مكثف وقعت إحدى القذائف على مجموعة من المجاهدين فاستشهد منهم السيد أبوحسين الهاشمي وكان آمرا للفوج الثالث وأبومهدي الكاظمي وأبوجعفر الكاظمي وأبوفاضل الحيدري وسقطَ معهم أبوحسن شهيدا مخضبا بدمهِ الطاهر

 

يوم22/3/1985م، ليسقي شجرة الإسلام الوارفة بدمه الطاهر، ملتحقا بركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وبذلك تحققت الرؤيا التي رآها ذات يوم( ).
ومن وصيته رحمه‌الله‌تعالى (انبذوا ما يفرق صفوفكم، فإن الأعداء يحاولون زرع الفتنة بينكم فكونوا أذكى من أعدائكم…).
سلام عليه يوم ولد ويوم جاهد واستشهد ويوم يبعث حيا

الشهيد هادي ‌خورشيد عبد الله ولد في مدينة كركوك ناحية تازة عام1956م، تلك المدينة التي أنجبت العديد من الأبطال الذين سجّلوا أسماءهم في سفر البطولة والفداء والشهادة، عاش في وسط يحمل الإيمان في قلبه والإسلام في وجدانه، وتحمل من أجل ذلک الكثير من الآلام والمعاناة.
فقد رفض أشد الرفض الانتماء لحزب البعث المشؤوم، ولذا لم يكن غريبا عليه أن يُعتقل المرة تلو الأخرى، ولكن ذلك لم يزده إلا عزما وإصرارا على مواصلة الطريق.
التحق مجبرا بالخدمة الإلزامية، وكان يشعر بأن مكانه ليس مع الجيش القادم لحرب الإسلام وقتال شعب مسلم آمن، ففي قاطع البصرة كان لايرفع صمام الأمان عندما يطلق قذائف الهاون لكي لاتؤدي إلى قتل الأبرياء، الأمر الذي حدا بأحد ضباط الصف أن يُطلع استخبارات الوحدة بذلك.
لتلك الحوادث وغيرها اضطر إلى ترك الجيش والاختفاء في أطراف مدينة كركوك، ثم من هناك أخذ يبحث عن طريق للهجرة بدينه حتى وجد ضالته في كردستان العراق، التي تمكن من خلالها وبعد شهرين من المسير المضني من الوصول إلى إيران في الشهر التاسع من عام1981م، ليكون من السباقين إلى الجهاد ومقارعة الظالمين من البعثيين أعداء الله وأعداء الإنسانية، فانضم إلى حركة المجاهدين( ).
التحق بالدورة الأولى بتاريخ20/2/1983م، تلك الدورة التي وضعت اللبنات الأولى والأساس لتشكيل قوات بدر، ورابط في خنادق القتال، ولم يترك ميادين الجهاد إلا نادرا، فقد عشق تلك الأرض التي سالت عليها دماء المجاهدين وعرجت منها أرواح الشهداء.

ابو حسن التركماني رحمة الله عليه كان من المدمنين على صلاة الليل متواضع جدا رشح لمناصب عاليه لكنه رفض وبقيه في محرابه في جبهة القتال لم يغادها الا بالشهادة .

 

كنت يوما اماشيه في دزلي التابعة الى مريوان في فصل الشتاء البارد والمنجمد فقلت له  ابوحسن من ودي ابكي قال لماذا قلت الثلج يجرحني وحذائي مثقوي قال تعجل مرارة الدنيا بحلاوت الاخرة غدا بالجنة لابرد هناك عند الحبيب .

 

نقل لي انه شاهدة الامام الحسين عليه السلام فقال له سيدي يروى عند قولا ان تقول من زارني زرته هل هذا صحيح وانا ازورك بزيارة عاشوراء كل يوم مع تسبيحاتها فقال الامام الحسين عليه السلام اروي عني من زارني زرته ومن دخل النار اخرجته . نقلت قوله الى اية الله السيد محمد باقر الحكيم والى علماء اخرون فأحدهم ذكر ذلك في صلاة الجمعة بجامعة طهران ثم نقلت لابي حسن ان السيد قلت له رأياك الامام الحسين وهو نقلها في صلاة الجمعة بجامعة طهران ..فبكى وقال اخشى ان يكون حديثي فيه رياء اللهم استغفرك واتوب اليك .
لم يكن الصفاء والطيبة هي الصفات البارزة فيه فحسب، بل اقترن ذلك بالشجاعة والثقة بالله وبالنصر واليقين بما أعده الله للمجاهدين من الثواب والأجر الجزيل. وهناك صفات أخرى تجلت فيه وهو يشارك إخوته في صد الهجوم البعثي على أحد مواقع المجاهدين بالقرب من مدينة البصرة وذلك في معركة الساتر الترابي المشهورة، إذ يتقدم بشجاعة نادرة أمام الدبابات العراقية والجرّافات الثقيلة.

 

فيسقط جريحا وعندما يسأل عن مشاعره في تلك الحالة يجيب:(عندما سقطت جريحا فاقدا الوعي كنت أنتظر الجنة ولكن أدركت أني ما زلت حيا فحمدت الله ودعوته أن يَمنَّ عليّ بفرصة أخرى أنال فيها الشهادة).
هور الحويزة صفحة من أروع صفحات مجاهدي بدر على رغم كل الصعوبات والظروف القاسية، وستبقى تلك الليالي والأيام عالقة في مخيلة المجاهدين وسيخلدها التاريخ. هور الحويزة هو المحطة الأخيرة من حياة أبي حسن، الذي اختير ليكون آمرا لاحدى سرايا الفوج الثالث للواء بدر، ولم تكن صفة المسؤولية وقيادة مجموعة من الفصائل تعني شيئا سوى مزيدا من التواضع وخدمة المجاهدين،

 

وهنا يسجل مأثرة بطولية أخرى حيث توجه مع مجموعة من إخوته للاستطلاع داخل المنطقة الحرام في عمق الأهوار وذلك في زورقين، وكان هو على رشاشة الدوشگا في الزورق الثاني، وحَدث أن اصطدم الزورق الأول بكمين معاد، وبشجاعة نادرة أنقذ الموقف، إذ قام بإطلاق النار على كمين الأعداء بكل ثبات، وقتل العديد منهم وأنقذ رفاقه من موقف صعب.
شارك في عملية تحرير الترابة — وهي جزيرة صغيرة وسط هور الحويزة كان فيها مخفرا حدوديا قبل الحرب- وتقدم كعادته نحو مكامن الخطر، وكان في طليعة المجاهدين الذين فتحوا النار على القوات البعثية هناك، استمر أبوحسن مع إخوته المجاهدين باستحكام مواقعهم في منطقة الترابة والمناطق المحيطة بها، ثم اندفعوا إلى الأمام لتأمين المسالك المؤدية إليها، حاول النظام البعثي استعادة ذلك الموقع المهم فزجّ بقواته، فكان المجاهدون لهم بالمرصاد، فقُتل من قُتل وفرَّ الباقون بين القصب والبردي.

 

قام النظام بعد فشل هجومه بقصف عشوائي مكثف وقعت إحدى القذائف على مجموعة من المجاهدين فاستشهد منهم السيد أبوحسين الهاشمي وكان آمرا للفوج الثالث وأبومهدي الكاظمي وأبوجعفر الكاظمي وأبوفاضل الحيدري وسقطَ معهم أبوحسن شهيدا مخضبا بدمهِ الطاهر

 

يوم22/3/1985م، ليسقي شجرة الإسلام الوارفة بدمه الطاهر، ملتحقا بركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وبذلك تحققت الرؤيا التي رآها ذات يوم( ).
ومن وصيته رحمه‌الله‌تعالى (انبذوا ما يفرق صفوفكم، فإن الأعداء يحاولون زرع الفتنة بينكم فكونوا أذكى من أعدائكم…).
سلام عليه يوم ولد ويوم جاهد واستشهد ويوم يبعث حيا

 

شاهد أيضاً

آداب الأسرة في الإسلام

رابعاً : حقوق الأبناء : للأبناء حقوق علىٰ الوالدين ، وقد لخّصها الإمام علي بن ...