رئيس جامعة المذاهب الإسلامية يروي قصته في الأزهر الشريف
29 ديسمبر,2016
اخبار العلماء
845 زيارة
شرح رئيس جامعة المذاهب الإسلامية، آية الله أحمد مبلغي، لتسنيم تفاصيل زيارته جامعة الازهر في مصر واللقاء مع كبار علماء أهل السنة.
ويشغل آية الله أحمد مبلغي منصب رئيس جامعة المذاهب الإسلامية، كما انتخب ممثلا لمحافظة لرستان في مجلس خبراء القيادة، كما يتولى ادارة مركز العلوم والثقافة الإسلامية للأبحاث، ادارة معهد الفقه والحقوق بالإضافة الى دراسات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
خلال مؤتمر عقده “الأزهر الشريف لمواجهة التطرف والإرهاب” تحت عنوان “احترام الاختلاف والتنوع والتعايش”، زار آية الله مبلغي جامعة الازهر تلبية لدعوة مباشرة من مدير جامعة الازهر، الشيخ أحمد الطيب، وكانت هذه أول مشاركة لعالم شيعي إيراني في مؤتمرات مصر وأنشطتها السياسية والدينية بعد سنوات متمادية.
وفي ظل الظروف الحالية التي تعصف بمنطقتنا تقتضي التعرف على مواقف علماء الأزهر من الناحية السياسية لذا ينبغي لنا معرفة التوجهات التي يتبناها علماء هذه المؤسسة الدينية الهامة، وبطبيعة الحال فإن الكثير من المواقف إنما تصدر على أساس تعقيدات سياسية، لذا لا بد لنا من إجراء حوار ودي أخوي واتخاذ دبلوماسية متقومة على الدعوة للوحدة الإسلامية.
وفي هذا الصدد اجرت وكالة تسنيم الحوار التالي مع آية الله مبلغي:
مراسل تسنيم: سماحتكم أول شخصية دينية إيرانية تتلقى دعوة مباشرة من جامع الأزهر، فيا ترى كيف تقيمون العلاقة بين الحوزة العلمية في قم وجامع الأزهر في مصر بصفته أحد أهم المؤسسات الدينية لدى أهل السنة؟ وما هي الخطوات الضرورية برأيكم لتعزيز العلاقات الثنائية بين الحوزة العلمية في قم وجامع الأزهر؟
آية الله مبلغي: كما تفضلتم فإن جامع الأزهر يحتل مكانة هامة في تأريخ المسلمين وهو اليوم يحظى باهتمام الكثيرين لكونه ينهج نهجاً معتدلاً مقارنة مع سائر المؤسسات ومن المؤكد أن مواقفه التي يتخذها تعتبر مصيرية في الظروف الراهنة.
الظروف الحالية التي تعصف بمنطقتنا تقتضي التعرف على مواقف علماء الأزهر من الناحية السياسية لذا ينبغي لنا معرفة التوجهات التي يتبناها علماء هذه المؤسسة الدينية الهامة، وبطبيعة الحال فإن الكثير من المواقف إنما تصدر على أساس تعقيدات سياسية، لذا لا بد لنا من إجراء حوار ودي أخوي واتخاذ دبلوماسية متقومة على الدعوة للوحدة الإسلامية.
لا شك في أن علماء الأزهر يواجهون بعض العقبات والمشاكل ونحن بدورنا مكلفون بالتعامل معهم لكي نفهم واقع توجهاتهم الفكرية بالنسبة إلى أحداث المنطقة، وأود أن أشير إلى أن الكثير من المواقف السلبية قد نسبت لعلماء الأزهر ولا صحة لها، ومن هذا المنطلق يجب علينا المبادرة إلى إجراء اتصالات في شتى المستويات كي نتوصل إلى نتائج مريحة ومرضية.
أضف إلى ذلك لا بد لنا من اتخاذ مواقف واضحة وأن نتعامل مع الأوساط السنية بغية توحيد المواقف الإسلامية والتصدي لأولئك الذين يهينون المقدسات الإسلامية بحيث نحث الخطى لأجل إصدار فتاوى موحدة في حوزاتنا العلمية لكي نوضح لهم حقيقة التشيع ومصداقية مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من المؤكد أن جامع الأزهر يحتل مكانة هامة على مر تأريخ تأسيسه وهناك الكثير من المسلمين يأملون منه خيراً وذلك لكونه ينتهج سبيلاً معتدلاً ولا شك في أنه من شأنه أن يسهم بشكل كبير في الظروف الراهنة.
مراسل تسنيم: اجتمع علماء أهل السنة مؤخراً في الشيشان وكان فيهم علماء من الأزهر أيضاً، ولأول مرة اتخذوا موقفاً مشتركاً مناهضاً للفكر الوهابي، فما هو تقييمكم لهذا الموقف الشجاع؟ وما هو رأيكم بالنسبة إلى هذا الموقف الذي أثار حفيظة حكام آل سعود ومشايخ الوهابية؟
آية الله مبلغي: نحن لا نشعر بالسرور أبداً من حدوث خلافات بين المسلمين سواء في ذلك الشيعة والسنة، فنحن نتمنى أن يتوحد صف أتباع مذهب أهل البيت وكذلك أتباع مذاهب أهل السنة، فهما الجناحان اللذان يحلق بهما الإسلام، ولكن في الحين ذاته علينا تعريف المسلمين والعالم قاطبة بأولئك الذين يثيرون الفتن والتفرقة، ومن المؤكد أن الفكر الوهابي هو السبيل الوحيد اليوم لتشتيت وحدة المسلمين، فهي في الحقيقة مشروع خبيث لضرب الإسلام من الصميم، وقد أدرك أهل السنة خطورة هذا المشروع الشيطاني.
من المؤسف أن أتباع الفكر الوهابي يحظون بدعم كبير ولديهم طبقة خفية متغلغلة في الكثير من المؤسسات، لذا ينبغي لنا نحن الشيعة والسنة أن نجلس ونتداول حول هذا الموضوع بغية وئد الفتنة والحيلولة دون حدوث تفرقة بيننا والعمل على توحيد الصف الإسلامي، ومن هذا المنطلق يجب علينا التزام جانب الحيطة والحذر كي لا نقع في مكائد الأعداء والالتزام بآراء علماء الأزهر والتعليمات القيمة لقائد الثورة الإسلامية السيد الإمام علي الخامنئي (حفظه الله).
مراسل تسنيم:في العام الماضي زرتم الأزهر الذي يعد أكبر مؤسسة دينية لدى أهل السنة، فهل بإمكانكم إخبارنا عما جرى فيها والإنجازات التي تحققت إثرها؟ وما هي رؤية شيوخ الأزهر بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
آية الله مبلغي: نعم، سافرت إلى مصر قبل سنة ونصف تقريباً، وعلماء الأزهر أكدوا لي على رغبتهم في حضور إيران في شتى المجالات وسألوني عن المؤتمرات الدينية التي تعقد في مدينة قم لمواجهة المد التكفيري وقالوا إنهم يتابعون الموضوع باهتمام، ولا شك في أن تزامن هذه المؤتمرات في إيران ومصر سوف تكون له نتائج مثمرة.
كما سألوني عن كيفية ونوعية محاربة التكفير في مدينة قم وأعربوا عن اهتمامهم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن يمثلها، وكانت لي لقاءات خاصة مع بعض الشخصيات التي أعربت عن رغبتها في معرفة وجهات نظرنا حول شتى القضايا، ومن المؤسف أن عدم علمهم بمواقفنا المبدئية ناتج من تلك الأجواء التي خيمت على الأوساط الإعلامية والسياسية والدينية والتي وجهت سهامها نحو إيران بحيث كانت دائماً تخوف المصريين من شبح إيران في المنطقة والعالم، لذا بصفتنا شيعة إيرانيين لو تمكنا من تنقية هذه الأجواء الضبابية وأجرينا حواراً صريحاً وشفافاً مع إخوتنا في الأزهر، فسوف نخطو خطوة كبيرة جداً نحو وحدة الأمة الإسلامية برمتها وليس الشعبين المصري والإيراني فحسب.
مراسل تسنيم: ما هو رأيكم بإدارة جامع الأزهر الحالية؟ فهل المتصدون لذلك يتبنون أفكاراً معينة؟
آية الله مبلغي: التيار الفكري السائد في جامع الأزهر اليوم هو من التيارات التي تحترم التصوف، وهذا الأمر بطبيعة الحال من شأنه أن يكون مقدمة لإيجاد أواصر قوية مع الشيعة، ناهيك عن أن أبرز شخصياته أمست اليوم عرضة لهجمات سلفية شرسة ومتطرفة لأنهم يعرفون حق المعرفة أن دعاة التصوف والعرفان أناس مسالمون ويدعون إلى وحدة المسلمين والحفاظ على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم.
إذن، لا بد لنا من الاهتمام بالجامع الأزهر والتدوال مع علمائه حول أهم المواضع التي تحظى باهتمام مشترك، وبالطبع لديهم مطالب خاصة يجب علينا احترامها وهي بطبيعة الحال ليست مطالب صعبة المنال.
2016-12-29