الرئيسية / تقاريـــر / الجيش السوري يصعد من عملياته لاستعادة المياه

الجيش السوري يصعد من عملياته لاستعادة المياه

صعد الجيش السوري من غاراته على منطقة وادي بردى قرب دمشق، التي تعد الخزان الرئيس للمياه في العاصمة، صباح أمس الجمعة، مع استمرار الهدنة الهشة التي تشهدها الجبهات الرئيسة في سوريا منذ اسبوع، فيما وصفت الامم المتحدة انقطاع المياه عن 5,5 مليون نسمة في دمشق بانه «جريمة حرب». مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال لوكالة “فرانس برس” :ان “القوات السورية صعدت غاراتها على انحاء عدة في منطقة وادي بردى”.

وتزامن تصعيد القصف الجوي، وفق عبد الرحمن، مع “فتح القوات السورية وحلفائها جبهة معارك جديدة مع المسلحين وتنظيم جبهة النصرة الإرهابي شمال غرب وادي بردى بعدما كانت المعارك متركزة جنوب شرق المنطقة”.

ويشهد وادي بردى منذ 20 كانون الاول معارك مستمرة بين الطرفين، اثر بدء القوات السورية وحلفائها هجوما للسيطرة على المنطقة التي تعد خزان مياه دمشق. وتسببت المعارك، وفق المرصد، بتضرر احدى مضخات المياه الرئيسة ما ادى الى قطع المياه عن العاصمة منذ اكثر من اسبوعين.

وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه. وتشهد الجبهات الرئيسة في سوريا وقفا لاطلاق النار بدأ تطبيقه قبل اسبوع بموجب اتفاق روسي تركي. وبالرغم من الهدنة وهي الاولى بغياب اي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في اتفاقات هدن سابقة لم تصمد، تشهد بعض الجبهات وتحديدا في ريف دمشق خروقات متكررة. وقال عبد الرحمن انه على “الرغم من الخروقات فهناك اصرار من تركيا وروسيا على ان تبقى الهدنة على قيد الحياة”. ويستثني الاتفاق التنظيمات المصنفة “ارهابية” وعلى راسها تنظيم “داعش”.

وتصر موسكو ودمشق على ان الاتفاق يستثني ايضا جبهة فتح الشام، وهو ما ينفيه المسلحون ،وتؤكد جبهة “فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) بدورها أنه لا وجود لمقاتليها في وادي بردى. ويزيد هذا التباين من صعوبة تثبيت الهدنة بسبب وجود فتح الشام ضمن تحالفات مع فصائل اخرى مقاتلة في مناطق عدة ابرزها محافظة ادلب (شمال غرب) ابرز معقل متبق للمسلحين بعد خسارتهم مدينة حلب الشهر الماضي. ووصفت الامم المتحدة انقطاع المياه عن 5,5 مليون نسمة في دمشق بسبب المعارك الدائرة بانها “جريمة حرب”.

وخلال مؤتمر صحافي في جنيف رأى يان ايغلاند رئيس مجموعة العمل في الامم المتحدة بشأن المساعدة الانسانية لسوريا انه “من الصعب معرفة الجهة المسؤولة عن هذا الوضع”. وقال :ان “في دمشق وحدها 5,5 مليون شخص حرموا من المياه او تلقوا كميات اقل لان موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك او اعمال التخريب او الاثنين معا”.

وحتى الان، قدرت الامم المتحدة باربعة ملايين عدد سكان العاصمة وضواحيها المتضررين من انقطاع المياه منذ 22 كانون الاول. واضاف ايغلاند اننا “نريد التوجه الى هناك والتحقيق في ما حدث لكن قبل كل شيء نريد اعادة ضخ المياه”. موضحاً ان “اعمال التخريب والحرمان من المياه جرائم حرب لان المدنيين يشربونها ولانهم هم الذين سيصابون بالامراض في حال لم يتم توفيرها مجددا”. ومنطقة وادي بردى تقع على بعد 15 كلم شمال غرب دمشق وتسيطر عليها المعارضة، وفيها الموارد الرئيسة لتزويد العاصمة وضواحيها بالمياه.

وتتهم الحكومة السورية المسلحين بـ”تلويث المياه بالديزل” وقطعها عن دمشق، في حين يؤكد المسلحون أن قصف القوات السورية وحلفائها ادى الى تدمير شبكة المياه. ومن جهته رحب الموفد الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا بمفاوضات السلام التي ستعقد في 23 كانون الثاني في استانة برعاية روسيا وتركيا. وصرح للصحافيين “نعتقد ان كافة الجهود التي تعزز وقف المعارك وتساهم في التحضير للمفاوضات (باشراف الامم المتحدة) في جنيف في شباط مرحب بها بالتأكيد”.

واضاف دي ميستورا “ننوي المشاركة فيها والمساهمة فيها” محددا الثامن من شباط موعدا لاستئناف مفاوضات السلام السورية في جنيف. ومن ناحية أخرى، اعلن الجيش الروسي، أمس الجمعة، انه بدأ في خفض قواته المشاركة في العمليات في سوريا، على ان يسحب قريبا حاملة الطائرات الوحيدة التي ينشرها في المنطقة. وقال قائد الجيش فاليري غيراسيموف انه “عملا بقرارات أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين في 29 كانون الأول، بدأت وزارة الدفاع الروسية خفض قواتنا العسكرية المنتشرة ضمن العمليات في سوريا”، وفق ما نقلت عنه وكالات انباء روسية.

وأوضح غيراسيموف أن “عملية خفض القوات ستبدأ بسحب مجموعة حاملة الطائرات الأميرال كوزنيستوف”، فيما أوضح قائد القوات الروسية في سوريا اندري كارتوبالوف أنه “تم تحقيق الأهداف التي حددت للمجموعة البحرية خلال مهمتها”.

وسبق أن أعلن بوتين في آذار خفض القوات الروسية المشاركة في العمليات في سوريا، غير أن موسكو عادت وعززت انتشارها فيما تصاعدت المعارك في هذا البلد. وكانت المجموعة البحرية الروسية الوحيدة المشاركة في العمليات الجوية في سوريا منتشرة في شرق البحر المتوسط منذ منتصف تشرين الثاني.

وتنفذ موسكو، ابرز حلفاء دمشق، حملة جوية في سوريا لدعم الجيش السوري منذ 30 ايلول، وتوفر الغطاء الجوي لعملياته البرية على جبهات عدة.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...