أكد عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود أن استخدام روسيا للفیتو امام القرار الأمريكي يفتح مجالاً لأمريكا للبحث عن مساحات مشتركة مع روسيا وان ترامب قد يتجه لمواجهة الإرهاب ليس من اجل القضاء عليه بل من اجل الحفاظ على مصالح ادارته التي لم تعد تأمن من خلال الحرب في الميدان.
وفي سياق التصويت على فرض عقوبات جديدة على سوريا في مجلس الأمن الدولي واستخدام روسيا والصين حق الفيتو ضد قرار أمريكا وحلفائها، صرح العضو في مجلس الشعب السوري خالد العبود لوكالة مهر للأنباء ان مايحصل في منصة مجلس الامن هو محاولة من قبل اطراف العدوان لمحاصرة الدولة السورية بأكثر من عنوان وبأكثر من شكلل من اشكال الحصار.
واضاف خالد العبود ان هذه ليست اول مرة حاولت فيها هذه الأطراف كسر إرادة الدولة السورية واسقاطها وبالتالي تفكيكها واعادة انتاجها حسب ماتريد من خلال ادواتها في الميدان، مشيراً الى المشروع الأمريكي الذي اراد ان يغير خريطة المنطقة و يعيد انتاجها.
وتابع النائب السوري حديثه قائلاً “ان الولايات المتحدة والى جانبها اوروبا وممالك العربان وبعض الحكومات الظلامية التي هي بشكل من الاشكال ناتجة عن حركة الاخوان المسلمين كحكومة اردوغان وحكومة مرسي، تحاول ان تشتبك بأكثر من مفصل واكثر من عنوان واحدى هذه المفاصل هو مجلس الامن”، موضحا: في المراحل الاولى كانت تعمل هذه الجهات على اصدار قرار من مجلس الامن يساهم في التضييق على الدولة السورية وإسقاطها ولكن بجهود الدولة السورية والتضحيات التي قدمتها هي والشعب السوري، لم تستطع هذه الجهات ان تلوي ذراع الدولة السورية او تفكيك جغرافيا الوطن السوري. فتذهب هذه الجهات من اجل الاشتباك مع الطرف الروسي والطرف الصيني سياسياً ودبلوماسياً.
واضاف خالد عبود بما ان الروسي الان سيد الآستانة وهو اللاعب الرئيسي في جنيف 4 وفي جهة اخرى نرى ان الولايات المتحدة غائبة واوروبا دورها ضعيف، لهذا يعملون لإنتاج ملف في مجلس الأمن من اجل المقايضة والسمسرة عليه لإيجاد مكانة لهم ان كان في جنيف او في الاستانا.
وفي سياق العلاقات الأمريكية الروسية سيما بعد استخدام روسيا حق الفيتو في وجه القرار الأمريكي، اضاف ان الإدارة الامريكية الجديدة لم تضع نفسها على السكة التي تريدها لحد الآن، قد عبرت عن ذاتها بالتصريحات والمواقف التي تتخذها ولكنها لم تعبر بعد عن ذاتها بشكل عملياتي.
وأكد النائب السوري في حديثه لوكالة مهر للأنباء على ضرورة الفصل مابين ماحصل في مجلس الأمن في الساعات الماضية وما يرمي له ترامب من خلال تصريحاته المتتالية بادياً برأيه “ان في هذه المرحلة لايمكن اصدار حكماً قياساً بما حصل في مجلس الأمن ولو كانت ادارة ترامب في هذه المرحلة هي المسئولة عن قرارات البيت الأليض ربما عملت بشكل آخر”.
واضاف ان في تقديره لم يؤثر هذا الفيتو سلبا على علاقات كرملين والبيت الابيض لأنه يساعد على فتح المجال للبحث عن نقاط مشتركة ومساحات مشتركة في ملف مواجه الارهاب في المنطقة.
وشدد خالد عبود على أن ترامب لم يذهب لمواجة الارهاب للقضاء عليه بل يوجد هناك اهداف اخرى لهذا الغرض، الهدف الأول انه يريد ان يأخذ لنفسه شهادة حسن السلوك ويقدم نفسه امام الأمركيين على اساس انه واجه الإرهاب وهزمه مع حلفائه الدوليين والهدف الثاني هو ان الولايات المتحدة لم تستطع ان تصل الى الاهدافها من خلال ادواتها في الميدان فلذلك من اجل الحفاظ على حد الأدنى من مصالها مضطرة الى ان تتجه لتبريد المنطقة والبحث عن مشتركات اقليمية مع الطرف الآخر للتنسيق مع اولئك الذين صمدوا وانتصروا معنياً بذلك سوريا وحلفائها.
ونوه خالد عبود بالاستراتيجية التي اتخذتها الإدارات السابقة للولايات المتحدة والتي هي الفوضى الخلاقة حيث لم تحقق اهداف أمريكا ولذلك نرى هذا التغيير في توجهات الإدارة الجديدة واصفاً هذه الخطوة بحجز موطيء قدم في معادلة تبريد المنطقة والذي هو ضروري للحفاظ على حد الأدنى لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وبخصوص موقف مصر تجاه فرض العقوبات على سوريا في مجلس الأمن الدولي قال نائب البرلمان السوري ان الأشقاء المصريين رجحوا الامتناع عن التصويت ليتخذوا موقفاً معتدلا بشكل او بآخر لكي لايسخنوا اكثر في مابينهم وبين حكومات الخليج الفارسي ولكي لا يشعلوا الغبار الدبلوماسي حول مصر معرباً عن رأيه بأن المصريين لايريدون اي ضغط على الدولة السورية وعلى الجيش السوري في هذه المرحلة.
وفي سياق آخر تطرق خالد عبود الى موقف الأخير لرجب طيب اردوغان حيث قام بتعليق تقدم قواته في الرقة ملتزماً بتنسيق روسي امريكي مصرحاً أن اردوغان بات يدرك اكثر من غيره أنه قد نصب له فخ في جغرافيا الوطن السوري وان اردوغان استدرج الى هذه الجغرافيا وانه لمس جيدا ان بإنتظاره استنزاف كبير للقوات التركية وايضا قد استوعب اردوغان ان اي توغل اكبر في الأراضي السورية ووضع اهداف افتراضية تحاكي الأهداف التي رفعها منذ مطلع العدوان على سوريا، سيضع تركيا وجشيها في مكان خطير جداً وعلى الأرجح انه يحاول الآن البحث سياسياً عن ممرات او منافذ للخروخ من مستنقع سوريا وتبرير سياساته امام الداخل التركي والمعارضة التركية.