أبصرت عيناه النور في ناحية الثغر، قضاء القرنة، محافظة البصرة عام 1968م في أسرة مؤمنة يرجع نسبها إلى الدوحة المحمدية، فربته على نهج وحب أجداده الطاهرين عليهالسلام.
أكمل الدراسة الابتدائية ولكن مضايقات قوى الأمن البعثي لأسرته التي كانت مأوى المجاهدين والهاربين من أجهزة صدام القمعية فأجبرتهم على ترك وطنهم واللجوء إلى الجمهورية الإسلامية عبر هور الحويزة بتاريخ 30/06/1983م واتخذت من مدينة الأهواز سكنًا لها.
لم يكن هدف السيد منشد وأخوته الخلاص من مضايقات حزب البعث والعيش بأمان بعيدًا عن الحرب وصعوباتها، بل هدفهم أسمى من ذلك فقد كانوا يريدون ان يتوجوا الهجرة بالجهاد والجهاد بالشهادة فالتحق السيد جميل — الأخ الأكبر — ثم شمر منشد عن ساعديه وحمل حقيبته، فاعترضته أمه وهي تحاوره:
— إلى أين يا حبيبي؟
— إلى الجهاد يا أماه!
— لقد ذهب سيد جميل ويكفي عنك؟!
— لايا أماه سيد جميل ذهب يؤدي واجبه عن نفسه،
أما أنا فالواجب يحتم عليّ أن التحق بإخواني المجاهدين.
— بعد وكت يا وليدي أنت بعدك إزغير( )؟!
— لايا أماه أنا ذاهب إلى معسكر المجاهدين وسترين إنهم سيقبلوني أم لا؟
ودّع والديه وخرج إلى معسكر المجاهدين الذي يبعد 25كم عن مدينة الأهواز ثم اتجه إلى دائرة القبول التي رفضت تطوعه لصغر سنه.
وعن مسألة تطوعه يقول الحاج المجاهد خالد الأسدي( ): «كان صغير السن وجاء إلى معسكر التدريب ولم يقبلوه إلا انه أصر وقام بتوسيطي لدى مسؤول المعسكر وبعد مداولات ومباحثات أصر هذا الشاب المؤمن على الانخراط في قوات بدر، وأخذ يبكي إلى ان قبل تطوعه.
وعن سؤال في استمارة التطوع، ما الهدف من التحاقك في قوات بدر؟ أجاب: «هو الإطاحة بنظام صدام. فبتلك الهمة حمل السلاح يافعًا.
هكذا كانت الصورة في جبهة الحق، في جبهة صراع المجاهدين ضد الطاغوت، صور لم نجد مثيلًا لها إلا في أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام. أما في المعسكر الآخر فكانت فرق الإعدام تقف بوجه كل من يحاول ان يترك الحرب ويهرب، بل ينجو بنفسه، وكم أعدمت من أولئك البؤساء الذين كانوا يحاولون الفرار والخلاص، صور على طرفي نقيض.
خاض التدريب مع الدورة الحاديةعشرة من دورات مجاهدي بدر بتاريخ 23/01/1985م وكان فرحًا مسرورًا ومخلصًا ومطيعًا في تنفيذ الأوامر وتطبيق التمارين، وبعد انتهاء الدورة نُسّب إلى فوج الإمام موسى الكاظم وكان أول واجب كلف به في هور الحويزة، حيث لم تكن بيئة الأهوار غريبة عليه فقد كان منزلهم في العراق لايبعد كثيرًا عن هور الحويزة، لذلك كان يعتمد عليه في الكثير من الواجبات كالاستطلاع ونصب الكمائن.
اتصف بالأخلاق الفاضلة على الرغم من صغر سنه، وقد كان ملتزمًا بأداء الواجبات ومواظبًا على المستحبات، كما كان يشارك في المواكب الحسينية ومجالس الذكر والزيارة خاصة زيارة عاشوراء.
اشترك في عمليات القدس التي نفذت بتاريخ 23/07/1985 للسيطرة على النصف الجنوبي لبحيرة أم النعاج حيث كان دوره مشهودًا، كما اشترك ايضا في عمليات عاشوراء مع فوج الإمام موسى الكاظم للسيطرة على النصف الشمالي لبحيرة أم النعاج، حيث بدأ الهجوم في الساعة الثانية بعد منتصف ليلة 23/10/1985م وتمت السيطرة على كل المواقع بعد أقل من نصف ساعة بما فيها نقاط العدو العائمة التي كانت تحمل سلاح الديمتروف( ) وتمتد على عرض البحيرة.
وفي أحد الواجبات الجهادية التي كلف بها مع أحد إخوته المجاهدين شمال غرب بحيرة أم النعاج، أصيب بشظايا قذيفة هاون في رأسه فاستشهد في منطقة المچري( ) يوم الثلاثاء 06/01/1986م، ورجعت روحه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.
شيعه جمع من المجاهدين والعراقيين في المهجر ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة الأهواز.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا