ولد في محافظة ميسان عام 1954م وسط أسرة عُرفت بالتدين وبالولاء لأهل البيت عليهمالسلام وعلى ذلك ربت أبناءها، فكان عباس وأخوته قدوة للآخرين في سلوكهم وحسن سيرتهم.
أكمل الابتدائية في مدينة العمارة ودخل المرحلة الإعدادية عندما انتقلت أسرته إلى بغداد لتسكن مدينة الصدر فكانت له وقفات للتصدي للشيوعيين كما أسس علاقات واسعة مع المؤمنين فكان بيته محطة لهم يقصدونه ليغترفوا من معين تلك الأسرة وأبنائها.
بعد تسلط البعثيين على رقاب الناس، عمل جاهدًا للتصدي لهم مع إخوته، لهذا عمدت السلطة المجرمة إلى اعتقال أخويه، فقد حكموا على أحدهم بالسجن عشرين سنة ثم أفرج عنه بقرار العفو الصوري الذي أصدره صدام بعد تنحية احمد حسن البكر، أما الآخر — صبيح — فقد حكموا عليه بالسجن عشر سنوات لكنهم أعدموه داخل سجن أبيغريب.
بعد ان ضاقت أرض الرافدين بأبنائها، قرر عباس الهجرة إلى الجمهورية الإسلامية بتاريخ 23/09/1979م عن طريق هور الحويزة وعند وصوله اتخذ من مدينة الأهواز مقرًّا وسكنًا له لكون معظم سكانها من العرب ولقربها من العراق.
شمّر الساعدي عن ساعديه للوقوف بوجه عملاء حزب البعث الذين استغلوا الظروف للإخلال بأمن الجمهورية الإسلامية الفتية وحاولوا إثارة النعرات القومية، وقاموا بعدة تفجيرات في مناطق مختلفة من محافظة خوزستان، فقد عمل مع المجاميع الجهادية في معسكر الشهيد الصدر التي اتخذت من هور الحويزة منطلقًا لها إلى داخل العراق.
بعد أن شن صدام المقبور حربه على الجمهورية الإسلامية أصبحت ساحة العمل الجهادي أوسع فانطلق المجاهدون لربط خطوط العمل المسلح داخل العراق لضرب الأجهزة الأمنية التي شنت حملة واسعة من الاعتقالات ضد المؤمنين في الأشهر الأولى للحرب.
عمل في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وبتاريخ 01/05/1984م التحق بالدورة الثامنة لقوات بدر — دورة الشهيد أبيوفاء العراقي— فنسب إلى الفوج الثالث وشارك في العديد من الواجبات الجهادية داخل أهوار الحويزة، ثم عاد إلى عمله في المجلس بعد أربعة أشهر.
عاد إلى العمل الجهادي بتاريخ 25/8/1985م وشارك في عمليات حاج عمران وبعد أن أبلى فيها بلاءًا حسنًا وسيطر مع أفراد فوجه على جميع أهدافهم حاول العدو يائسا استعادة ما فقد من مواقع فقد كان له المجاهدون بالمرصاد إذ كبّدوه خسائر كبيرة فهرب من أرض المعركة وراح يغطي فشله بقصف مدفعي فأصيب أبو سمية بشظايا قذيفة وسقط شهيدًا مضرّجًا بدمه الزكي على مرتفعات گردمند بتاريخ 01/09/1986م ليلتحق بركب النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
شيع مع كوكبة من الشهداء، ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة قم المقدسة( ).
تقول الحاجّة أم سمية عن شعورها حين تلقت نبأ استشهاد زوجها «شعوري هو شعور كل امرأة تدعو ربها لخلاص شعبها، وهذا الخلاص لايتم إلا بالتعبئة، تعبئة جميع الطاقات المخلصة ولو تطلب ذلك تقديم ضحايا وشهداء، فالمرأة المسلمة هي تلميذة بطلة كربلاء زينب عليهالسلام، لاتأبه ولا تأسى إذا ما تيتم الأطفال أو ثكلت الأمهات أو ترملت النساء، فالمهم هو الامتثال للحكم الشرعي وإجابة نداء القيادة الشرعية للعلماء المجاهدين سواء كان هذا الامتثال نتيجته نصرًا أم شهادة..
سلام عليه وعلى الشهداء الذين سبقوه إلى دار الخلود.