الوقت- تتزايد الشهادات الغربية والأمريكية التي تتكلم حول القدرات الإيرانية العسكرية، وخاصة القدرات الدفاعية في مختلف القطاعات الجوية البحرية والبرية. وأمام هذا الواقع تتزايد الهجمة الإقليمية على أيران من جيرانها في دول الخليج الفارسي وتركيا والمنظمات التي تدور في فلكها.
وأما حول تطور القدرات العسكرية والدفاعية الإيرانية فقد نفذت إيران مناورة على مساحة خمسة ملايين كيلومتر مربع، استخدم خلالها صواريخ دقيقة الإصابة تمكنت من إصابة أهدافها بدقة لتؤكد ايران للعالم أن أي هجوم قد يستهدفها في المستقبل سيكلف المعتدي الكثير، وعبرت إيران من خلال هذه المناورة عن رد فعلها على التصريحات المعادية من القاصي والداني. وأثبتت أنها تمتلك القدرة على السيطرة على منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان. فإذا ما أراد أي من أعداء إيران الاعتداء عليها فإن الخسائر التي ستتكبدها إيران ستكون نقطة في بحر خسائر أعدائها كافة.
وأما حول شهادات أعداء إيران حول قدراتها فقد أوردت صحيفة جروزاليم بوست منذ أيام تقريرا حول التجربة الناجحة التي نفذتها إيران مع منظومة S300 للدفاع الجوي. وفي رد فعل على التجربة الناجحة ونقلا عن جنرال صهيوني كتبت: إسرائيل تتابع بدقة التطورات في أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، ومنظومة S300 ليست منظومة يمكن عدم أخذها بعين الاعتبار.
فعلى رغم أن هذه المنظومة لا تستطيع رصد واستهداف طائرات F35 التي يمتلكها الكيان الإسرائيلي إلا أنها تستطيع إسقاط معظم طائرات الكيان من النسل الثالث والرابع والتي تشكل الجزأ الأكبر من الأسطول الجوي الإسرائيلي.
كما أن الإيرانيين أصبحوا قادرين على تصنيع هذا النظام وأنظمة أكثر تطورا، مما يشكل تهديدا جديا لأي مشروع هجوم محتمل في المستقبل قد يفكر فيه الكيان اتجاه المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية.
وتضيف الصحيفة نقلا عن الجنرال الإسرائيلي، لو أردنا أن نشن هجوم على إيران في المستقبل، يجب أن نأخذ هذه الأمور في عين الاعتبار، فعلينا الالتفات أن ايران أصبحت تمتلك هكذا أنظمة فعالة جدا في رصد الأهداف الجوية، ويستطرد الجنرال الإسرائيلي، طبعا أنا لا أقول أننا ننوي أن نقوم بهكذا عمل قاصدا الهجوم على ايران.
وفي تقرير آخر وهذه المرة لقناة فوكس نيوز الأمريكية، بدورها ادعت أن طهران قامت الأحد باختبار صاروخين بالستيين قصيري المدى من بندر جاسك، وتدعي القناة أن الحرس الثوري هو من قام بهذه التجربة، وقد رصدت الأقمار الصناعية الأمريكية الصاروخين حيث تمكن أحدهما من إصابة سفينة على بعد 150 ميلا (240 كم) في بحر عمان ودمرها بشكل كامل. ونقلت القناة هذا الادعاء عن مسؤولين رفيعي المستوى في أمريكا.
وفي سياق لا ينفصل عن هذه الأخبار نقلت رويترز عن مسؤول أمريكي أن الزوارق الإيرانية قد اقتربت من سفينة أمريكية بشكل يهدد سلامتها قرب مضيق هرمز وأجبرت السفينة على تغيير مسارها.
هذه التقارير وغيرها من التصريحات لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ناهيك عن مسؤولين عرب يؤكد على القدرة الكبيرة التي أصبحت تمتلكها إيران من الناحية العسكرية والتي بدأت تقض مضاجعهم. مما يجعلهم يصرحون وبشكل علني بهذه القدرات التي كانوا للأمس القريب ينكرونها.
وانطلاقا مما ورد أعلاه فإن محللين ومراقبين يرون أن هذا الأمر يؤكد على العزم الإيراني على زيادة قدراتها العسكرية والصاروخية وخاصة الدفاعية منها، لجعلها في مأمن أمام أي تهديد محتمل أمريكي أو غير أمريكي. وهذا الأمر لا يستحي منه الإيرانيين بل يؤكدونه في كل مناسبة وموقف. والملفت أيضا أن إيران تسعى وبشكل مضطرد وبشكل علني إلى زيادة قدراتها الدفاعية والهجومية في البر والبحر والجو، ولا يمر وقت قصير إلا ويتم الإعلان عن إنجاز جديد لدى القوات الإيرانية من قوات الحرس الثوري والجيش على حد سواء.