من مواليد محافظة ذي قار، ناحية گرمة بني سعيد عام 1961م. نشأ وتربى في مضائف عشائرها الأصيلة، فتغذى منها السجايا الحسنة والعادات الطيبة التي أثرت على سلوكه وبناء شخصيته.
أكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في گرمة بني سعيد، وقُبل في معهد النفط ليتخرج فيه عام 1982م متخصصا في تأسيسات الكهرباء.
استدعي إلى الخدمة الإلزامية في وقت مضت فيه سنين على الحرب التي شنها النظام البعثي المقبور على الجمهورية الإسلامية لكنه لم يكن مؤمنًا بتلك الحرب فكان يعد الليالي والأيام للخلاص منها.
ذات يوم دخلت وحدته العسكرية الإنذار، بسبب لجوء أحد أفرادها( ) إلى الجمهورية الإسلامية، فقدحت تلك الحادثة في ذهنه فكرة الخلاص من تلك المحرقة أولًا، والهجرة للالتحاق بالمجاهدين وحمل السلاح بوجه الطاغوت ثانيًا.
ترجم الفكرة إلى فعلة، واتخذ القرار يوم 19/04/1986م فسلك الأرض الحرام في القاطع الوسط للجبهة ليصل مهرولًا إلى حرس الثورة الإسلامية في إيران حيث استقبل هناك ثم نقل إلى مخيم اللاجئين في مدينة كرج غربي العاصمة طهران.
تطوع في قوات بدر بتاريخ 27/01/1987م ليجتاز الدورة العسكرية الخامسة والعشرين( ) التي بدأت تدريباتها في معسكر الشهيد الصدر أطراف مدينة الأهواز، فعرف هناك بجديته في تطبيق التمارين فقد كان شعلة وقّادة بزي الجهاد وهو يتقدم المجاهدين وكله عزمًا وإصرار على الاشتراك في خطوط المواجهة مع البعثيين للاقتصاص من قتلة المؤمنين الأخيار من أبناء الشعب المظلوم.
أما عن أخلاقه والتزامه فيقول المجاهد أبوحسن اليوسف( ): «إضافة إلى الالتزام الديني العالي والخلق الرفيع، كان يتميز بحرصه البالغ على إقامة الشعائر الحسينية… وكان لايتساهل مع أحد في أية كلمة أو فعل يشيع التفرقة بين المسلمين.
التحق بسوح الجهاد أثناء إحدى العمليات الجهادية على مشارف مدينة البصرة.
يقول السيد عباس الأعرجي «جرحت في عمليات حاج عمران، وبعد خروجي من المستشفى استقريت في إحدى دور الاستراحة، وذات يوم، وبينما أنا جالس، أحسست بيد تمسك بكتفي، فالتفت فإذا هو عباس مچيور الذي كان معي في الوحدة العسكرية في الجيش العراقي فتعانقنا بشوق، ثم قال لي: «لا أنسى فضلك فهجرتك هي التي شجعتني على اتخاذ قرار الهجرة.
اشترك في عمليات تحرير حلبچة، وكان آمرًا لأحد الفصائل في فوج الشهيد الصدر، وكان هدفه مرتفعات مگر المطلة على مدينة حلبچة، وفي اليوم الثاني بعد السيطرة على الأهداف أصيب بشظايا قذيفة مدفع، فسقط شهيدًا يوم 15/03/1988م مضرجًا بدمه ليلتحق بقافلة الشهداء وبخاله الشهيد عبدالرحيم حسن( ) الذي سبقه إلى رضوان الله.
شيع جثمانه الطاهر ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة قم المقدسة.( )
يقول عنه المجاهد أبوحسن اليوسف: «كان له نصيب في كل عمل ينجز في فوج الشهيد الصدر، فكان العامل في إيصال التيار الكهربائي إلى جميع الفوج، والمشارك في ترتيب وتنظيم المراسم الحسينية والاحتفالات، والنشاطات الأخرى.
من وصيته رحمهالله:
إلى أهلي الأعزاء وإخواني وأقاربي وكل من يعرفني ويقرأ أو يسمع وصيتي، أحب أن أقول لهم من باب التذكرة فإن الذكرى تنفع المؤمنين: ألستم تشاهدون صور الشهداء وتسمعون بهم؟ أعزتي هؤلاء حجة عليكم وشهداء عليكم يوم القيامة يوم الحساب… ثبتوا وكثروا أعمالكم وتمموا فرائضكم بالجهاد في سبيل الله… الطريق بحاجة إلى تضحياتكم، اختاروا طريق ذات الشوكة وإن وجدتم الصعوبات فيه لأن ثوابه كبير ولا يحصيه إلا الله عز وجل.
الشهداء أيها الأخوة عبّدوا الجزء الكبير من الطريق وما عليكم إلا أن تتمموه… كالشجرة بحاجة إلى من يسقيها حتى تنمو وتزهر وبالتالي تعطي الثمار، فهذا الطريق بحاجة إلى دمائكم الطاهرة الزكية، أن تضحوا في سبيله وتضحوا بالغالي والنفيس من أجل إقامة حكم الله عز وجل في الأرض.﴿وَمَا لَكُمْ لاتُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ (النساء:75).
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا