نحن جميعاً لدينا – أماني وامال و مشاريع في حياتنا وخيالتنا واسعة نتمنى تحقيقها ، هذه الأماني والأحلام وألاهداف لن نصل اليها بسهولة مالم تكن هناك موجبات مخطط لها مسبقاً . إن الفرق الأساسي بين الإنسان وغيره من الكائنات الحية أنه وحده الذي يمتلك القدرة على رسم الأهداف وتحقيقها ، فإذا لم يحدد الإنسان اهدافه في الحياة فإنه لا يستحق إنسانيته لأنه يُضيع حياته عبثاً . في حين اذا ما كان يمتلك أهدافًا حقيقية ورسالة فاعلة وصحيحة في الحياة يعني انه قد أعطى لحياته ما تستحق من تقييم ، أما الذي لا يملك أهدافًا محددة في الحياة فإنه سيبقى يتخبط في حياته بعشوائية , لا يدري أي الطرق يسلك ولا يعرف أين يسير.
الطموح أن يكون هناك دافع يجعل الإنسان قادراً على اداء أعماله، وعدم استكانته وضعفه وخنوعه واستسلامه ، وبالتالي فهذا الدافع يدفع الإنسان لامتلاك قوة ما لقبول التحدي والصبر و الحكمة، حيث توظف هذه القوة في تحقيق الهدف المرجو والغاية المنشودة. وهذه القوة التي يسعى الانسان إلى امتلاكها لها أشكال وأنواع متعددة منها ما هو مادي ومنها ما هو عاطفي أو اجتماعي او سياسي وما إلى ذلك من أمور. كل هذه القوى تجعل الإنسان قادراً على أداء أفعالٍ محددة بين المهم والاهم وفي اختيار الطرق الانسب والاصلاح السليم للوصول اليها،
حينما يحدد الأنسان هدفه الأعلى وغاية مناه في الحياة فإنه يجعل كل رغباته وطموحاته في أتجاه ذلك الهدف لأنه يعلم أن أي رغبة أو طموح في أتجاه هذا الأمل الكبير هي حقة وصحيحة وكل ما خالفها هو باطل زائف ولكن بلوغ الآمال والطموحات الفضلى بحاجة في الخطوة الأولى إلى دوافع خيرة وثقة بالنفس ثم إلى السعي والثبات والصبر وألاناة والتوكل على اللطيف المتعال وطلب العون منه سبحانه وتعالى والاستفادة من نبي الرحمة وآله الطاهرين وهم الدليل في كل الأحوال وخصوصا في اشتداد الفتن والظلمات.
إذا عاش المرء بدون تحديد لأهدافه واماله قد يبدو سعيداً لمن حوله ولكنه في الحقيقة يظل يدور في دوائر مفرغة باستمرار، ويظل يشعربانطواء علي نفسه وانعزال وتنقطع العلاقة الحقيقية بينه وبين من حوله أو من يعيش معهم ،ويستبدل هذه العلاقات الحقيقية بآلاف العلاقات الوهمية فهو في الحقيقة قد احاط نفسه بعشرات الاوهام ويبقي وحيداً تماماً في داخله، من آفات بلوغ الآمال عدم تحديد الهدف من الحياة وعدم معرفة الحاجات الحقيقية والأماني الحقة وعدم الاكتراث بالحياة الخالدة وينتابه حالات الكسل والجزع من الآفات ، الانشغال بالأعمال الباطلة ، والمشاغل الضارة ،او الانحطاط الأخلاقي والعملي والادهى من كل ذلك عدم الاعتماد على المواهب الفطرية الربانية والاعتماد على ما سوى الله في الحياة ، وآفات بلوغ الآمال سيادة الأراذل وهو ما لاحظناه من سيادة بعض المسؤولين غير الأكفاء في مجالات مختلفة سواء في الجانب السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي فرأينا خيبة امل المجتمع واضحة من العمل السياسي وكذلك الأداء الإعلامي وغيرها والتراجع حتى وصلت النوبة إلى العمل الديني ، وبالنتيجة فإن تصدي غير الأكفاء يؤدي إلى خيبة الأمل فكم نحتاج إلى تصحيح هذه الامور و ذلك يلزم مضاعفة الجهود الخيرة
اولاً : لإعادة الأمل وهو ما يتطلب مساعي مشتركة في أنجاح هذه االمهمة بين المثقفين والجامعات والاعلام ورجالات المجتمع من شيوخ العشائر الأخيار و علماء الحوزات العلمية الاصيلة ، ثانياً :لاعادة الثقة التي فقدت . بالاعتراف بالخطأ وتجنب الوقوع فيه من اولى الخطوات لاستعاده كسب ثقه ، فالاعتذار ، والتواضع ، واجراء تغييرات صحيحة وملموسة هي بعض مفاتيح النجاة .
تستمدّ الدعم من جهات المجتمع المعنية على مستوى المدرسة والجامعة والمحلّة والمنطقة، ومن افراد المجتمع بشكل عام . على ان لا تكون مجرد محاولة لكسب مزيد من الوقت و امتصاص الضغوط الداخلية و الخارجية .
لقد تغيرت الشعارات التي رفعها أعداء الدين والتي يتهمون الدين بكل المصائب التي حلت بالدولة بسبب بعض من لبسوا لباس الدين لاغراض دنيئة ، والدين منهم براء، إزالة الفساد بين المجتمع، والتوفيق بينهم . هو نقيض الفساد ، فالاصلاح هو التغيير الى إستقامة الحال وفق ما تدعو إليه الحكمة ،لكن تظل هناك إشكاليات صعبة في طريق الإصلاح، تتعلق بتكوين النخب السياسية والاقتصادية، ومدى قدرتها على قبول هذا النوع من العقلانية لأن النخب في الأصل مكتفية بنفسها ومحدودة الخيال، كما أن أقساماً منها طائفية أو قبلية .
ويجب ان نعرف ان المجتمع لا يصلح إلَّا إذا صلحت أنظمةُ الحكم، وصلحتْ الشُّعوبُ، وصلحت القوى النَّاشطة؛ (القوى الدِّينيَّة، القوى السِّياسيَّة، القوى الثَّقافيَّة، القوى الحقوقيَّة، القوى الاجتماعيَّة ) بشرط الانتصار على (الأنا) الذي يحتاج إلى مستوياتٍ أعلى وأعلى من الإرادة،ِ والنَّزاهة والموضوعية ويجب أنْ تتضافر جهودٌ والقدراتٌ لتتجاوز جهودَ وقدراتِ الأفراد كما ان المحاسباتِ العامَّةِ تحتاج إلى شروطٍ أصعبَ اذا لم تتوفر لها الارضية الازمة لانها الاعقد وألاشدَّ، وألاخطر .
نسعى وطموحنا أن تسير بحياة مجتمعنا وأُمتنا كحياة الشعوب والأمم الأخرى المتحررة التي نالت إستقلاليتها وحريتها في الحياة من جديد والتي أُتيحت لها الظروف زماناً ومكاناً ! لان يملئ الحب والعدل والسلام ربوع مجتمعهم وازدهر حياة الفرد بإطلاق كافة الطاقات لنمو البلاد نمواً استطاع معه الناس أن يعيشوا حياة مليئة بالكرامة والعدل والمساواة ، بعد ان اصبحت الخيارات كلها متاحة لهم .