الرئيسية / تقاريـــر / الانتخابات الرئاسية في إيران.. كيف يقدم المرشحون برامجهم للشعب الإيراني

الانتخابات الرئاسية في إيران.. كيف يقدم المرشحون برامجهم للشعب الإيراني

الوقت- لفتني منذ أيام تغريدة لشابة عربية على موقع تويتر تقول فيه أنها ورغم اعتراضها على النظام في إيران إلا أنها وبعد الإطلاع على طريقة إجراء الانتخابات الرئاسية والمناظرات بين المرشحين على الهواء مباشرة لم يكن باستطاعتها سوى أن تتمنى أن يكون هناك شيئ مماثل لتلك الديمقراطية في الدول العربية.

لكن ورغم المتابعة الدائمة من قبل الإعلام العربي والأجنبي لهذه الانتخابات، إلا أن المشاهد يلاحظ تركيزا على جوانب دون أخرى. الأمر الذي يهمني أن أبينه في هذا المقال هو كيفية طرح المرشحين لبرامجهم الانتخابية لتصل إلى كافة شرائح الشعب الإيراني وبحرية تامة، وهو ما لا يشير إليه الإعلام الأجنبي كما يجب لسبب أو لآخر.

كنا قد تكلمنا في تقرير سابق عن المناظرات الرئاسية ولحديث المناظرات تتمة.. أما هذا التقرير فسيشرح الفرصة الأخرى التي تعطيها اللجنة المشرفة على الانتخابات للمرشحين وبالتساوي لعرض برامجهم والتواصل مع الشعب الإيراني عبر الإعلام الرسمي. حيث وكما أشرنا سابقا تفتح منظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية هواءها بشكل متساو للمرشحين لعرض هذه البرامج.

بداية قسمت هذه المنظمة الأوقات بين المرشحين على ستة جداول وأوقات مختلفة. لكل مرشح 1110 دقائق بينها 555 دقائق تلفزيونية و555 راديوية، وإذا أضفنا المناظرات يصبح المجموع 1470 دقيقة لكل مرشح.

جرى تقسيم الجداول الستة بين المرشحين، بناء على قرعة أجريت بحضور اللجنة المشرفة على الانتخابات ومندوبي المرشحين الستة، وتم بث هذه العملية على الهواء مباشرة.

أما الجداول وأوقات البث الستة ورغم اختلاف أوقاتها إلا أنها تحوي نفس العناوين وهي كالتالي:

البرامج التلفزيونية وعناوينها: خطاب تلفزيوني مصور (مرة واحدة)، حوار مسجل (مرتين)، الإجابة على أسئلة الإيرانيين المغتربين (مرتين)، حوار خاص أخباري (مرتين)، برنامج وثائقي للمرشح (مرتين لبرنامجين)، إجابة على أسئلة الشباب الإيراني (مرة واحدة)، حوار مع 3 متخصصين (مرة واحدة).

البرامج الإذاعية وعناوينها: تعريف وتقديم البرامج الانتخابية (مرتين)، حوار خاص إخباري (مرتين)، لقاء مع إذاعة  الشباب (مرتين)، لقاء مع إذاعة المعارف (مرتين)، لقاء مع إذاعة الرياضة (مرتين).

وبناء على العناوين التي تقدمت، والتي تشمل مختلف شرائح الشعب الإيراني، يصبح بالإمكان إيجاد تواصل مباشر بين الناخبين والمرشحين. يُضاف إلى ذلك الحق الذي يعطى للمرشحين للقيام بحملات انتخابية في المدن والمحافظات المختلفة والتي يُحظر فيها استخدام أي من إمكانات الدولة وبالخصوص من قبل المرشحين الموجودين على رأس السلطة الفعلية.

كما أن بعض الحملات الانتخابية المختلفة للمرشحين تقوم بتنسيق لقاءات بين متخصصين من قبل الطرفين للبحث في الأمور التخصصية المطروحة في البرامج بالتفصيل ومن خلال مستندات ودراسات، والهدف هو تأكيد الجدية لدى المرشحين وفي محاولة لكل طرف لإثبات أصلحيته ودحض بعض برامج منافسه من خلال إثباتات علمية ملموسة.

يُشار إلى أن بعض المرشحين لهذه الانتخابات قرروا الاكتفاء بالفرصة التي أعطتها لهم منظمة الإذاعة والتلفزيون  الإيراني، فلم يشكلوا حتى حملات انتخابية وإنما خاطبوا الشعب الإيراني من خلال الأوقات المتاحة لهم. فيما بقية المرشحين يقومون بجولات انتخابية واسعة على مختلف المدن والمحافظات الإيرانية لأهداف عدة، منها تأمين التواصل المباشر مع كافة الشرائح، وللوقوف على مشاكل وهموم الناخبين في حال حظوا بفرصة خدمتهم من موقع  رئاسة الجمهورية.

تُشير الإحصاءات التي قامت بها منظمة الإذاعة والتلفزيون إلى أن 60 بالمئة من أفراد الشعب الإيراني قد شاهدوا الحلقة الأولى من المناظرات التي أُجريت يوم الجمعة الفائت تحت عنوان ثقافي-اجتماعي. وهذا مؤشر يدل على الأهمية الخاصة التي يوليها الناخب الإيراني لهذه المناظرات في تحديد موقفه من الأصلح لرئاسة الجمهورية.

التأكيد على الأصلح

بعد انطلاق السباق الرئاسي، وبداية الفرصة المتاحة لكل مرشح للتسويق لنفسه ولعرض برامجه، يبدأ حراك مواز له من قبل الشخصيات الدينية والسياسية المؤثرة في البلاد، وبعضها لا يكون لها مرشح محدد في بداية الأمر ولكن بعض مرور فترة على بداية الحملات الانتخابية تقوم هذه الشخصيات وأحيانا الأحزاب باختيار مرشحيها مؤكدة أنها بناء على المعطيات والتدقيق في البرامج المختلفة فقد تبين لها أن المرشح الفلاني هو الأصلح ليكون رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

أما مرشد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي، فهو يقدم المعايير التي يجب أن يلتزم بها المرشحون، ومنها التأكيد على الاهتمام بمشاكل وهموم الناس، وعدم التطلع إلى الخارج لحل  المشاكل الاقتصادية والاتكال على الإمكانات والطاقات الداخلية، دون أن يحدد إسما محددا  والسبب أنه يُعتبر الأب والمرشد لجميع الشرائح والتيارات إصلاحية كانت أومحافظة.  كما يدعو الناخب الإيراني للتدقيق والتمحيص في اختيار الأصلح من خلال المعايير المذكورة.

وللحديث تتمة…

 

 

https://t.me/wilayahinfo

 

5

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...