الوقت- في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، وبعد 40 يوماً من الإضراب عن الطعام، إنتصر الأسرى المضربون اليوم السبت في معركتهم ضد السجان الصهيوني، وعلّقوا إضرابهم بعد التوصل إلى اتفاق مع لجنة الإضراب بقيادة الأسير مروان البرغوثي وإدارة السجون في سجن عسقلان استمرت لأكثر من 20 ساعة. وهذا ما اكده عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى وقدورة فارس رئيس نادي الأسير.
أبرز المطالب التي ناضل من اجلها الاسرى كانت إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة.
من جهتها ذكرت صحيفة هآرتس أنه وبحسب مصلحة السجون فقد تمّ التوصل إلى اتفاق مع الأسرى، بعد مفاوضات جرت في الأيام الأخيرة. وأشارت إلى أنه في نهاية المفاوضات أعلنت مصلحة السجون عن مضاعفة عدد الزيارات للأسرى من زيارة واحدة إلى زيارتين، لافتة إلى أنها ستجري محادثات بشأن المطالب الأخرى للأسرى ولكن بعد انتهاء الإضراب، بحسب مصلحة السجون.
اللافت ان وسائل الاعلام “الاسرائيلية” تحاول التقليل من أهمية الانتصار الذي حققه الأسرى، حيث تعتبر أن معظم مطالبهم لم تستجب، وأن ما توصلوا إليه بالاتفاق يدور بالأساس حول إعادة الزيارتين للأهل بدلاً من زيارة واحدة خلال شهر، ولكن بتمويل السلطة والصليب الأحمر، وهو الأمر الذي توقف منذ نحو عام فقط.
بيان مصلحة السجون الإسرائيلية
وقد أصدرت مصلحة السجون “الإسرائيلية” بياناً حول أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين شاركوا في الإضراب عن الطعام، تضمن النقاط التالية:
– بتاريخ 17/4/2017 بدأ 1100 أسير فلسطيني بالإضراب عن الطعام.
– خاض الإضراب بالمجمل 1578 أسيراً، معظمهم من حركة فتح.
– خلال الاضراب توقف عن الإضراب أكثر من 750 أسيراً.
– حتى تعليق الاضراب كان 834 من الأسرى يخوضون الإضراب.
– هناك الآن حوالي 18 أسيراً يتلقون العلاج في المستشفيات “الإسرائيلية”، وسيتم إعادتهم للسجون بعد تحسّن أوضاعهم بقرار من الأطباء.
التغذية القسريّة
على صعيد متصل كانت اللّجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني قد اعلنت عن خطوة وصفتها بالأخطر منذ بدء الإضراب، وهي ان بعض مستشفيات الاحتلال بدأت بمناقشة عملية تنفيذ التغذية القسرية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وذلك بإيعاز من المستوى السياسي وإدارة السجون.
الإطعام القسري الذي لطالما اثار جدلا واسعا، وقد بحثت الحكومات ومنظمات حقوق الإنسان الدولية ومصالح السجون والمستشفيات عن صيغة لتنظيمه. وإن نقابة الأطباء العالمية وجمعية الصليب الأحمر الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تعتبره غير مقبول ولا يتماشى مع مبدأ إستقلالية المريض وانتهاكا للحق في الصحة.
وإن نقابة الأطباء في كيان الاحتلال ترفض ذلك حسب ادعائها، وقد منعت أعضاءها من التعاون مع التغذية القسرية، في حين مررت الحكومة تعديلا على قوانين السجن يسمح للمحاكم بإلزام المستشفيات بإدخال التغذية القسرية عندما يتوجه إليها الطبيب الذي يرى أن هناك خطرا على حياة المضرب عن الطعام. ومن الواضح أن للحكومة مصلحة في أن تكون لديها هذه الوسيلة لإلغاء استقلالية المريض عندما يكون من الممكن أن يؤدي الاضراب الى شهادته، مما يثير إضطرابات عامة خطيرة.
البرغوثي رمزٌ وطني
حول قائد الاضراب، هناك اجماع الآن بين المحللين وصانعي القرار الفلسطينيين بأن الاضراب الاخير حوّل البرغوثي الى ما لا يقل عن رمز وطني. ويرون ان من يتوجه الى اي مدينة فلسطينية في الضفة الغربية، سيبات واضحا امامه أن الأسير الأول، الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد بعد ادانته في محكمة مدنية اسرائيلية بتنظيم عمليات قتل خلال الانتفاضة الثانية، يعتبره الفلسطينيون الآن ك”نلسون مانديلا” الفلسطيني.
يذكر بأن نحو 1600 اسير فلسطيني كانوا قد بدأوا اضربا مفتوحا عن الطعام في السابع عشر من نيسان الماضي بعنوان “الحرية والكرامة”، للمطالبة بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، إلا أن سلطات الاحتلال لم تستجب لمطالبهم وصعّدت من اجراءاتها القمعية بحقهم ولم تكترث بأوضاعهم الصحية التي تدهورت الى درجة تثير الخطر على حياتهم، وكانت ترفض إلى وقت متأخر مجرد فكرة الحديث مع البرغوثي وقيادة الإضراب.
https://t.me/wilayahinfo