حقّ المسلم على المسلم
سأل الإمام الصادق عليه السلام أحدُ أصحابه المعلى بن خنيس عن حقوق الإخوان، فقال أبو عبد الله: له سبع حقوق واجبات, ما منهن حق إلا وهو عليه واجب, إن ضيّع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته, ولم يكن لله فيه نصيب. قلت جعلت فداك, وما هي؟
قال: يا معلى إنّي عليك شفيق, أخاف أن تضيع ولا تحفظ وتعلم ولا تعمل.
قلت: لا قوة إلا بالله.
وحينئذ ذكر الإمام السبعة بعد أن قال عن الأول منها: أيسر حق منها أن تحب له كما تحب لنفسك, وتكره له ما تكره لنفسك.
3- النحل، 90.
4- الكافي، ج2، ص163.
5- الكافي، ج1، ص405.
والحقوق السبعة التي أوضحها الإمام عليه السلام هي:
– أن تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك, وتكره له ما تكره لنفسك.
– أن تجتنب سخطه, وتتبع مرضاته, وتطيع أمره.
– تعينه بنفسك, ومالك, ولسنانك, ويدك, ورجلك.
– أن تكون عينه, ودليله, ومرآته.
– أن لا تشبع ويجوع, ولا تروى ويظمأ, ولا تلبس ويعرى.
– أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم, فواجب أن تبعث خادمك, فتغسل ثيابه, وتصنع طعامه, وتمهد فراشه.
– أن تبر قسمه, وتجيب دعوته, وتعود مريضه, وتشهد جنازته, وإذا علمت له حاجة تبادره إلى قضائها, ولا تلجئه أن يسألكها, ولكن تبادره مبادرة.
ثم ختم عليه السلام كلامه بقوله: “فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك”6.
ارتباط الجزاء بالعمل
يقول الله سبحانه: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾7.
إنّ أعمال الخير وأعمال الشرّ تبقى ولا تزول، وهي محور جزاء الإنسان في الدنيا والآخرة. ومن أجل أن يدفعك الإسلام إلى أن تجتهد في سبيل عمل الخير، ولا تدع عمل خير إلّا وتقوم به، ولا تبقي من عمرك لحظة إلّا وتعمّرها بعمل الخير، فإنّ القرآن يبين أنّه في يوم القيامة سيُنصب ميزان توضع في كفّة منه أعمال الإنسان الخيّرة وفي الكفّة الأخرى أعماله الشريرة، وعندها سيشعر الإنسان بقيمة حبة الخردل من عمله،
6- الكافي، ج 2، ص 169.
7- الزلزلة، 7-8.
هذه الأعمال الصغيرة التي قد نستهين بها اليوم، إلاّ أنّنا نشعر بقيمتها غداً. وإذا كنا الآن عقلاء واستشعرنا أنفسنا وتحسّسنا ذلك الموقف، فإنّنا نستطيع أن نعمل اليوم، لكي ننتفع به في الآخرة. أما بعد فوات الأوان فإننا لا نستطيع أن نعمل، فنندم، والندم لا ينفع شيئاً نعوذ بالله من ذلك اليوم. ففي ذلك اليوم إذا رجّحت كفّة الحسنات على كفّة السيئات، يحق لك أن تفتخر، أما اليوم وقبل أن تعرف مصيرك فلا تستطيع أن تقول شيئاً.
يقول تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ﴾8.
الولاية الاخبارية