الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 65 لسلطان الواعظين

ليالي بيشاور – 65 لسلطان الواعظين

علي عليه السلام أفضل بدليل المباهلة:

قال تعالى: ( فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )(18).

اتفق المفسرون ، واجمع المحدثون ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امتثل أمر الله عز وجل في الآية الكريمة فأخذ معه الحسن والحسين عليهما السلام لأبنائنا ، وأخذ فاطمة الزهراء عليها السلام تطبيقا لكلمة نسائنا ، وأخذ الإمام عليا عليه السلام ، تطبيقا لكلمة أنفسنا.

ومن الواضح الذي لا يشك فيه إلا كافر ، أن رسول الله ( ص ) سيد الأولين والآخرين ، وخير الخلق ، وأفضل الخلائق ، وبحكم كلمة أنفسنا حيث جعل الله تعالى عليا( ع ) في درجة نفس النبي ، فصار هو كالنبي( ص ) في الفضل ، وأصبح خير الخلق ، وأفضل الخلائق(19).

فأذعنوا واعتقدوا أن مصداق ( والذين معه ) هو سيدنا ومولانا علي( ع )الذي كان من أول عمره ، ومن أول البعثة مع رسول الله( ص ) لم يدعه في الملمات ، وما تركه في الهجمات والطامات ، بل كان ناصره وحاميه ، يقيه بنفسه ، ويدافع عنه بسيفه ، ويفديه بروحه .

حتى أن رسول الله( ص ) فارقت روحه الدنيا ورأسه في حجر الإمام علي( ع ) كما قال في خطبة له في نهج البلاغة: ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد( ص ) أني لم أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال ، وتتأخر الأقدام ، نجدة أكرمني الله بها .

ولقد قبض رسول الله( ص ) ، وإن رأسه لعلى صدري ، ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي ، ولقد وليت غسله والملائكة أعواني … حتى واريناه في ضريحه ، فمن ذا أحق به مني حيا وميتا؟!

ولما وصلنا إلى نهاية خطبة الإمام أمير المؤمنين( ع ) صار وقت صلاة العشاء… فقطعنا كلامنا.. وبعدما أدوا الصلاة شربوا الشاي وتناولوا الفواكه والحلوى ، ولما انتهوا بدأت أنا بالكلام فقلت :

لقائل أن يقول : إذا كان علي( ع ) مع النبي( ص ) في كل مواقفه، فلماذا لم يرافقه بالهجرة من مكة إلى المدينة؟!

أقول: لأن عليا( ع ) قام في مكة بأعمال مهمة بعد النبي( ص ) كان قد ألقاها النبي( ص ) على عاتقه وأمره أن ينفذها ، لأنه( ص ) لم يعتمد على أحد يقوم مقامه ويقضي مهامه غير الإمام علي( ع ) لأن النبي( ص ) ـ كما نعلم ـ كان أمين أهل مكة ، حتى إن الكفار والمشركين كانوا يستودعون عنده أموالهم ولا يعتمدون على غيره في استيداع أماناتهم وحفظها ، فكان( ص ) يعرف بالصادق الأمين .

فخلف رسول الله( ص ) أخاه وابن عمه عليا( ع ) في مكة ليرد الودائع والأمانات إلى أهلها ، وبعد ذلك حمل معه بنت رسول الله وحبيبته فاطمة الزهراء التي كان يعز فراقها على أبيها ، وأخذ معه أمه فاطمة بنت أسد وابنة عمه فاطمة بنت الزبير بن عبدالمطلب وغيرهن فأوصلهن بسلام إلى المدينة المنورة عند رسول الله( ص ) .

فضيلة المبيت على فراش النبي ( ص ):

وإضافة إلى ما ذكرناه ، فإن عليا( ع ) إذا لم يدرك فضيلة مرافقة النبي ( ص ) في الهجرة ، فإنه عليه السلام أدرك مقاما أسمى بالإستقلال لا بالتبع ، وهو مبيته على فراش النبي( ص ) ليلتبس الأمر على الأعداء ، فيخرج رسول الله ( ص ) من بينهم بسلام .

فإذا كانت آية الغار تعد فضيلة لأبي بكر بأن حسبته ثاني إثنين ، فقد جعلته تابعا لرسول الله (ص) ، غير مستقل في كسب الفضيلة ، وإنما حصلها تبعا للنبي( ص ) .

بينما الإمام علي( ع ) حينما بات على فراش رسول الله( ص ) نزلت في شأنه آية كريمة سجلت له فضيلة مستقلة تعد من أعظم مناقبه ، وهي قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد )(20).

وقد ذكر جمع كثير من كبار علمائكم الأعلام والمحدثين الكرام ، خبرا هاما بهذه المناسبة ، وإن كانت ألفاظهم مختلفة ولكنها متقاربة والمعنى واحد ، ونحن ننقله من كتاب” ينابيع المودة” للحافظ سليمان الحنفي ، الباب الحادي والعشرين ، وهو ينقله عن الثعلبي وغيره .

قال الحافظ سليمان : عن الثعلبي في تفسيره ، وابن عقبة في ملحمته، وأبو السعادات في فضائل العترة الطاهرة ، والغزالي في إحياء العلوم ، بأسانيدهم ، عن ابن عباس وعن أبي رافع وعن هند بن أبي هالة ربيب النبي ( ص ) ـ أمه خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها ـ أنهم قالوا:

قال رسول الله( ص) : أوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل : إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر صاحبه ، فأيكما يؤثر أخاه عمره ، فكلاهما كرها الموت ، فأوحى الله إليهما : إني آخيت بين علي وليي وبين محمد نبيي ، فآثر علي حياته للنبي ، فرقد على فراش النبي يقيه بمهجته . إهبطا إلى الأرض واحفظاه من عدوه .

فهبطا ، فجلس جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ، وجعل جبرائيل يقول: بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، والله عز وجل يباهي بك الملائكة !

فأنزل الله تعالى: ( ومن الناس من يشري…. ) .

أقول: الذين نقلوا هذا الخبر بألفاظ متقاربة وبمعنى واحد ، جمع كبير من أعلام العامة ، منهم: ابن سبع المغربي في كتابه ” شفاء الصدور” والطبراني في الجامع الأوسط والكبير ، وابن الأثير في أسد الغابة 4/25 ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 33 ، والفاضل النيسابوري ، والإمام الفخرالرازي ، وجلال الدين السيوطي ، في تفاسيرهم للآية الكريمة ، والحافظ أبونعيم في كتابه” مانزل من القرآن في علي” والخطيب الخوارزمي في” المناقب” ، وشيخ الإسلام الحمويني في” الفرائد” والعلامة الكنجي القرشي الشافعي في” كفاية الطالب” الباب الثاني والستين ، والإمام أحمد في المسند ومحمد بن جرير بطرق متعددة ، وابن هشام في ” السيرة النبوية” والحافظ محدث الشام في” الأربعين الطوال” والإمام الغزالي في إحياء العلوم 3/223وأبو السعادات في” فضائل العترة الطاهرة” وسبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص: 21 ، وغير هؤلاء الأعلام .

ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13/262 ـ ط دار إحياء التراث العربي ـ قول الشيخ أبي جعفر الإسكافي ، قال: وقد روى المفسرون كلهم أن قول الله تعالى: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) أنزلت في علي( ع ) ليلة المبيت على الفراش.

فأرجو من الحاضرين ، وخاصة العلماء الأفاضل ، أن يفكروا في الآيتين بعيدا عن الانحياز إلى إحدى الجهتين ، فتدبروا وقايسوا بينهما ، وأنصفوا أيهما أفضل وأكمل ، صحبة النبي( ص ) ومرافقته أياما قليلة في سفر الهجرة ، أم مبيت الإمام علي ( ع ) على فراش النبي ( ص ) واقتحامه خطر الموت ، وتحمله أذى المشركين ، ورميه بالحجارة طيلة الليل ، وهو يتضور ولا يكشف عن وجهه ، ليسلم رسول الله( ص ) من كيد الأعداء وهجومهم ، ومباهاة الله سبحانه ملائكته بمفاداة علي( ع ) وإيثاره ثم نزول آية مستقلة في شأنه ، أنصفوا أيهما أفضل؟؟

ولا يخفى أن بعض علمائكم الأعلام أنصفوا فأعلنوا تفضيل الإمام علي ( ع ) على غيره ، وفضلوا مبيته على فراش رسول الله( ص ) على صحبة أبي بكر ومرافقته إياه في الهجرة ، منهم: الإمام أبو جعفر الإسكافي ـ وهو من أبرز وأكبر علماء ومشايخ أهل السنة المعتزلة ـ في رده على أبي عثمان الجاحظ وكتابه المعروف بالعثمانية .

لقد تصدى الإسكافي لنقضه بالبراهين العقلية والأدلة النقلية ، وأثبت تفضيل الإمام علي( ع ) على أبي بكر ، وفضل المبيت على الصحبة ، ونقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13/215 ـ 295 ، فراجعه ، فإنه مفيد جدا .

ومما يذكره الشيخ أبوجعفر في مقاله ، قال: قال علماء المسلمين: ( إن فضيلة علي( ع ) تلك الليلة لا نعلم أحدا من البشر نال مثلها ) شرح ابن أبي الحديد 13: 260 .

وبعد كلام طويل ـ وكله مفيد ـ قال في صفحة 266 و 267 : قد بينا فضيلة المبيت على الفراش على فضيلة الصحبة في الغار بما هو واضح لمن أنصف ، ونزيد هاهنا تأكيدا بما لم نذكره فيما تقدم فنقول: إن فضيلة المبيت على الفراش على الصحبة في الغار لوجهين :

أحدهما: إن عليا( ع ) قد كان أنس بالنبي( ص ) وحصل له بمصاحبته قديما أنس عظيم ، وإلف شديد ، فلما فارقه عدم ذلك الأنس ، وحصل به أبوبكر ، فكان ما يجده علي( ع ) من الوحشة وألم الفرقة موجبا زيادة ثوابه ، لأن الثواب على قدر المشقة .

وثانيهما: إن أبابكر كان يؤثر الخروج من مكة ، وقد كان خرج من قبل فردا فازداد كراهيته للمقام ، فلما خرج مع رسول الله( ص ) وافق ذلك هوى قلبه ومحبوب نفسه ، فلم يكن له من الفضيلة ما يوازي فضيلة من احتمل المشقة العظيمة وعرض نفسه لوقع السيوف ، ورأسه لرضخ الحجارة ، لأنه على قدر سهولة العبادة يكون نقصان الثواب .

وعالم آخر من علمائكم وهو ابن سبع المغربي ، صاحب كتاب ” شفاء الصدور” يقول فيه وهو يبين شجاعة سيدنا الإمام علي ( ع ) : إن علماء العرب أجمعوا على أن نوم علي( ع ) على فراش رسول الله( ص ) أفضل من خروجه معه ، وذلك أنه وطن نفسه على مفاداته لرسول الله( ص ) وآثر حياته ، وأظهر شجاعته بين أقرانه . انتهى

فالموضوع واضح جدا بحيث لا ينكره إلا من فقد عقله بالتعصب الذي يعمي ويصم عن فهم الحق وإدراك الحقيقة!

أكتفي بهذا المقدار في إطار البحث حول جملة ( والذين معه) وأما جملة ( أشداء على الكفار ) فقد قال الشيخ عبد السلام: إن المراد منها والمقصود بها هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب .

فأقول: نحن لا نقبل الكلام بمجرد الإدعاء ، من غير دليل . والأولى أن نطبق العبارة على الشخص المشار إليه ، فندرس سيرته وحالاته ونعرف صفاته وأخلاقه ، فإذا تطابقت مع الآية الكريمة ، فحينئذ نسلم ، وإذا لم تتطابق ، فنرد إدعائكم وكلامكم ، ونثبت قولنا ورأينا بالدليل والبرهان .

فلنضع الجملة على طاولة التحليل والتحقيق فنقول: الشدة تظهر في مجالين:

1 ـ مجال المناظرات العلمية والبحوث الدينية مع الخصوم .

2 ـ مجال الجهاد الحربي والمناورات القتالية مع الأعداء .

أما في المجال العلمي فلم يذكر التاريخ لعمر بن الخطاب مناظرة علمية ومحاورة دينية تغلب فيها على الخصوم ومناوئي الإسلام وذا كنتم تعرفون له تاريخا وموقفا مشرفا في هذا المجال فبينوه حتى نعرف !

ولكن عليا( ع ) يعترف له جميع العلماء وكل المؤرخون بأنه كان حلال المشكلات الدينية والمعضلات العلمية .

وهو الوحيد في عصره الذي كان قادرا على رد شبهات اليهود والنصارى مع كل التحريفات التي جرت على أيدي الأمويين والبكريين الخونة على تاريخ الإسلام ـ كما يصرح بها علماؤكم في كتب الجرح والتعديل ـ مع ذلك ما تمكنوا من إخفاء هذه الحقائق الناصعة ، والمناقب الساطعة ، والأنوار العلمية اللامعة ، التي أضاءت تاريخ الإسلام مدى الزمان ..

وخاصة في عصر الخلفاء الذين سبقوا الإمام علي ( ع ) ، فقد كان علماء اليهود والنصارى وسائر الأديان ، يأتون إلى المدينة ويسألونهم مسائل مشكلة ويوردون شبهات مضلة ، ولم يكن لهم بد من أن يرجعوا إلى مولانا وسيدنا علي( ع ) لأنه باب علم رسول الله( ص ) ، فيرد شبهاتهم ويجيب عن مسائلهم ، وقد أسلم كثير من أولئك العلماء كما نجده مسطورا في التاريخ .

والجدير بالذكر ، أن الخلفاء الثلاثة الذين سبقوا الإمام عليا( ع ) كلهم اعترفوا وأقروا له بتفوقه العلمي وعجزهم وجهلهم أمام علماء الأديان .

وقد ذكر بعض المحققين من أعلامكم عن أبي بكر أنه قال: أقيلوني أقيلوني ! فلست بخيركم وعلي فيكم!

وأما عمر بن الخطاب فقد قال أكثر من سبعين مرة : لولا علي لهلك عمر. وقال: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن .

وذلك لما كان يرى من علي( ع ) حل المعضلات والحكم في القضايا المشتبهات التي كان يحار في حلها وحكمها عمر وحاشيته وكل الصحابة ، وقد ذكر التاريخ كثيرا منها في كتبكم ولكن لا مجال لذكرها ولا منكر لها !! فالأفضل أن يدور بحثنا حول الأهم فالأهم .

النواب : لا أرى موضوعا أهم من هذا، فلو سمحتم…أرجو أن تذكروا لنا بعض الكتب المعتبرة عندنا التي نقلت وذكرت ما نقلتم من قول الخليفة عمر الفاروق ، حتى نعرف الحق والواقع .

قلت : نعم ، إن أكثر علمائكم نقلوا هذه العبارات أو ما بمعناها وإن اختلف اللفظ ، وسأذكر لكم بعضهم حسب ما يحضر في ذهني وذاكرتي .

مصادر قول عمر:

1 ـ ابن حجر العسقلاني ، في تهذيب التهذيب/ 337 ط حيدر آباد الدكن .

2 ـ ابن حجر العسقلاني ـ أيضا ـ في الإصابة 2/509 ط مصر .

3 ـ ابن قتيبة ـ المتوفي سنة 276 هجرية ـ في تأويل مختلف الحديث 201 و 202 .

4 ـ ابن حجر المكي الهيتمي ، في الصواعق: 78 .

5 ـ أحمد أفندي ، في هداية المرتاب: 146 و152

6 ـ ابن الأثير الجزري ، في أسد الغابة: 4/22 .

7 ـ جلال الدين السيوطي ، في تاريخ الخلفاء: 66 .

8 ـ ابن عبد البر القرطبي ، في الإستيعاب: 2/474 .

9 ـ عبدالمؤمن الشبلنجي ، في نور الأبصار: 73 .

10 ـ شهاب الدين العجيلي ، في ذخيرة المال .

11 ـ الشيخ محمد الصبان ، في إسعاف الراغبين: 152 .

12 ـ ابن الصباغ المالكي ، في الفصول المهمة: 18 .

13 ـ نور الدين السمهودي ، في جواهر العقدين .

14 ـ ابن أبي الحديد في شرح النهج: 1/18 ط دار إحياء التراث العربي(21).

15 ـ العلامة القوشجي ، في شرح التجريد: 407 .

16 ـ الخطيب الخوارزمي المكي ، في المناقب 48/60 .

17 ـ محمد بن طلحة القرشي الشافعي ، في مطالب السؤول: 82 الفصل السادس ط دار الكتب .

18 ـ الإمام أحمد بن حنبل ، في المسند والفضائل .

19 ـ سبط ابن الجوزي ، في التذكرة : 85 و87 .

20 ـ الإمام الثعلبي ، في تفسيره” كشف البيان” .

21 ـ ابن القيم ، في الطرق الحكيمة ـ ضمن نقله بعض قضاياه( ع ): 41 ـ 53 .

22 ـ محمد بن يوسف القرشي الكنجي ، في” كفاية الطالب” الباب السابع والخمسين .

23 ـ ابن ماجة القزويني ، في سننه .

24 ـ ابن المغازلي ، في كتابه” مناقب علي بن أبي طالب” .

25 ـ شيخ الإسلام الحمويني ، في فرائد السمطين .

26 ـ الحكيم الترمذي ، في شرح” الفتح المبين” .

27 ـ الديلمي ، في” فردوس الأخبار” .

28 ـ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي ، في”ينابيع المودة” الباب الرابع عشر .

29 ـ الحافظ أبو نعيم ، في”حلية الأولياء” وفي كتابه الآخر المسمى” ما نزل من القرآن في علي” .

30 ـ والفضل بن روزبهان ، في كتابه المسمى بـ : ” إبطال الباطل”(22).

هؤلاء وكثير غيرهم وكلهم من أجلة علمائكم وأعلامكم رووا أن عمر كان يقول: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن !

ويقول: كاد يهلك ابن الخطاب ، لولا علي بن أبي طالب !

ويقول: لولا علي لهلك عمر !

ويقول: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن !

وغيرها من العبارات المتقاربة من العبارات المذكورة .

النواب : نرجو من سماحتكم أن تحدثونا عن بعض القضايا المعضلة التي حكم فيها سيدنا علي كرم الله وجهه، وكذلك عن المسائل المشكلة التي حلها وأجاب عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .

قلت: من جملة القضايا قضية رواها جمع من علمائكم ..

روى ابن الجوزي في كتابه الأذكياء: 18 ، وفي كتابه الآخر أخبار الظراف: 19 .

وروى محب الدين الطبري ، في كتابه الرياض النضرة: 2/197 ، وفي كتابه الآخر ذخائر العقبى: 80 .

وروى الخطيب الخوارزمي ، في المناقب: 60 .

وروى سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 87 ، قالوا: عن حنش بن المعتمر ، قال: أن رجلين أتيا إمرأة من قريش فاستودعاها مائة دينار وقالا: لا تدفعيها إلى أحد منا دون صاحبه حتى نجتمع . فلبثا حولا ، ثم جاء أحدهما إليها وقال: إن صاحبي قد مات فادفعي إلي الدنانير، فأبت ، فثقّل عليها بأهلها ، فلم يزالوا بها حتى دفعتها إليه . ثم لبثت حولا آخر فجاء الآخر فقال : ادفعي إلي الدنانير !

فقالت: إن صاحبك جاءني وزعم أنك قد مت فدفعتها إليه .

فاختصما إلى عمر ، فأراد أن يقضي عليها وقال لها: ما أراك إلا ضامنة .

فقالت: أنشدك الله أن تقضي بيننا ، وارفعنا إلى علي بن أبي طالب .

فرفعها إلى علي ( ع ) وعرف أنهما قد مكرا بها .

فقال: أليس قلتما ، لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه؟

قال: بلى .

قال: فإن مالك عندنا ، اذهب فجيء بصاحبك حتى ندفعها إليكما .

فبلغ ذلك عمر فقال: لا أبقاني الله بعد ابن أبي طالب !

ومن جملة المسائل والقضايا المشكلة التي تحير فيها عمر ، وحلها الإمام علي ( ع ) ، مسائل كانت بين عمر وحذيفة بن اليمان ، رواها العلامة محمد بن يوسف القرشي الكنجي في كتابه ” كفاية الطالب” الباب السابع والخمسين ، بإسناده عن حذيفة بن اليمان ، أنه لقى عمر ابن الخطاب ، فقال له عمر: كيف أصبحت يا ابن اليمان؟

فقال: كيف تريدني أصبح ؟! أصبحت والله أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أره ، وأحفظ غير المخلوق ، وأصلي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء !!

فغضب عمر لقوله ، وانصرف من فوره وقد أعجله أمر ، وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك .

فبينا هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب ، فرأى الغضب في وجهه ، فقال: ما أغضبك يا عمر؟!

فقال: لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف أصبحت؟

فقال: أصبحت أكره الحق !

فقال( ع ): صدق ، فإنه يكره الموت وهو الحق .

فقال: يقول: وأحب الفتنة !

قال( ع ): صدق ، فإنه يحب المال والولد ، وقد قال تعالى :

( … إنما أموالكم وأولادكم فتنة … )(23).

فقال: يا علي ! يقول: وأشهد بما لم أره !

فقال: صدق ، يشهد لله بالوحدانية ، ويشهد بالموت ، والبعث ، والقيامة ، والجنة ، والنار ، والصراط ، وهو لم ير ذلك كله .

فقال: يا علي ! وقد قال: إنني أحفظ غير المخلوق !

قال( ع ): صدق ، إنه يحفظ كتاب الله تعالى ـ القرآن ـ وهو غير مخلوق .

قال: ويقول : أصلي على غير وضوء!

فقال: صدق ، يصلي على ابن عمي رسول الله( ص ) على غير وضوء .

فقال: يا أبا الحسن ! قد قال أكبر من ذلك!

فقال (ع) : وما هو ؟!

قال : قال : إن لي في الأرض ما ليس لله في السماء !

قال : صدق ، له زوجة ، وتعالى الله عن الزوجة والولد .

فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب !

قال العلامة الكنجي بعد نقله للخبر بطوله :

قلت : هذا ثابت عند أهل النقل ، ذكره غير واحد من أهل السير .

فهذا عمر في المجال العلمي عاجز جاهل ، وساكت خامل ، ولكن نرى الإمام عليا (ع) يصول ويقول ، فيرد شبهات الفضول ، ويقنع ذوي العقول .

وأما في المجال الثاني ، وهو الحرب والضرب ،والجهاد والجلاد ، في سبيل الله والمستضعفين من العباد ، فإنا لا نرى أيضا لعمر بن الخطاب موقفا مشرفا ، ولا نعرف له صولة أو جولة ، وشجاعة أو بطولة .

بل يحدثنا التاريخ أنه لم يثبت أمام الكفار والمشركين ، وكان سبب انهزام وانكسار المسلمين!

الحافظ : لا نسمح لك أن تتفوه بهذا الكلام ، ولا نسمح أن تحط من شأن عمر (رض) الذي هو أحد مفاخر الإسلام ، ولا ينكر أحد من الأعلام والمؤرخين العظام ، أن الفتوحات التي حصلت في الإسلام ، أكثرها أهمها كانت في عهد سيدنا عمر وبأمره وسياسته وحسن قيادته ، وأنت تقول إنه كان فرّارا من الحروب ، وإنه سبّب هزيمة المسلمين وانكسارهم !

أتظن أننا نسمع هذه الإساءة والإهانة بخليفة سيد الأنام وأحد زعماء الإسلام ونسكت ؟!

نحن لا نتحمل هذا الكلام ، فإما أن تأتي بالدليل والبرهان ، أو تستغفر الله سبحانه وتعالى من الإساءة والإهانة في الحديث والبيان .

قلت : وهل تكلمت بكلام في طول حوارنا وبحثنا في الليالي الماضية من غير دليل وبرهان ؟!

أو هل رويت حديثا من غير أن أذكر له مصدرا وسندا من كتبكم المعتبرة ومصادركم الموثقة؟!

أما عرفتم أني لا أتكلم عن جهل وتعصب ، ولا أنحاز إلا إلى الحق ، وان مدحي وقدحي لا يكون إلا بسبب مقبول عند ذوي العقول ؟!

وأظن إنما صدرت منكم هذه الزبرة والزفرة والنفرة ! حين سمعتم الكلام من رجل شيعي ، فحسبتموه إساءة وإهانة ، وذلك لأنكم تسيئون الظن بنا ، والله عز وجل يقول : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم … )(24).

فإنكم تظنون أن الشيعة يحرفون التاريخ ، ويضعون الأحاديث ليذموا رجالا ويمدحوا آخرين ، بينما نحن لا نزيد على الواقع شيئا ، ولا نتكلم إلا نقلا من كتب علمائكم ومحدثيكم .

فلا داعي لتغير الحال والغضب ، وشدة المقال والعتب ، أو أن تنسب إليّ الإساءة باللسان ، والإهانة في البيان ! بل من حقك أن تطالبني بالدليل والبرهان .

وإن أردت مني فأقول :

ذكر كثير من علمائكم ومؤرخيكم ، أن القتال الذي لم يحضره الإمام علي عليه السلام لم ينتصر فيه المسلمون ، والذي حضره سجل النصر والانتصار للدين ، وأهمها غزوة خيبر ، فإن عليا عليه السلام غاب عن المعسكر لرمد أصابه في عينه فأعطى النبي (ص) الراية لأبي بكر ، فرجع منكسرا ، فأعطاها لعمر بن الخطاب ، فرجع وهو يجبن المسلمين وهم يجبنونه !

الحافظ ـ وهو غضبان ـ : هذا الكلام من أباطيلكم ، وإلا فالمشهور بين المسلمين أن الشيخين كانا شجاعين ، وكل منهما كان يحمل في صدره قلبا قويا ليس فيه موضع للخوف والجبن .

قلت : ذكرت لكم كرارا ، أن شيعة أهل البيت عليهم السلام لا يكذبون ولا يفترون ، لأنهم يتبعون الأئمة الصادقين عليهم السلام ، وهم يحسبون الكذب من الذنوب الكبائر ، والافتراء أكبر منه خسائر .

ونحن كما قلت مرارا ، لسنا بحاجة لاثبات عقائدنا وأحقية مذهبنا ، أن نضع الأحاديث ونتمسك بالأباطيل .

فإن غزوة خيبر من أهم الغزوات التي سجلها التاريخ من يومها إلى هذا اليوم ، وجميع مؤرخيكم ذكروها باختصار أو بتفصيل ، منهم : الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء 1/62 ، ومحمد بن طلحة في مطالب السؤول :40 وابن هشام في السيرة النبوية ، ومحمد بن يوسف الكنجي في الباب الرابع عشر من ” كفاية الطالب ” وغير هؤلاء من الأعلام ، ولا يقتضي المجلس أن أذكرهم جميعا ، ولكن أهمهم الشيخين ، البخاري في صحيحه 2/100 ط. مصر سنة 1320هجـرية ، ومسلم في صحيحه 2/324 ط. مصر سنة 1320 هجرية .

فإنهما كتبا بالصراحة هذه العبارة : ” فرجع أيضا منهزما ” أي : عمر .

ومن الدلائل الواضحة على هذه القضية الفاضحة ، أشعار بن أبي الحديد ، فإنه قال ضمن علوياته السبع المشهورة :

ألم تخبر الأخبـار فــي فتــح خيبـــر * ففيها لذي اللب الملــب أعـــاجـيب

وما أَنْس لا أنْــس اللذيـــن تقدمـــا * وفرهما و الفـر قد علـــمــا حــوب

وللراية العظمى وقـد ذهبـــــا بهــا * ملابس ذل فوقهـــا و جـــــلابـــيــب

يشلهما من آل موســى شمـــردل * طويل نجاد السيف أجـــيد يعــــبــوب

يمـــج منونـــا سيفـــه وسنانـــــه * ويلهـب نـارا غـــمـــــده والأنابــيــب

احضرهما أم حضرا خرج خاضب * وذانهما أم ناعـــم الخــد مخضــوب

عذرتكما ، إن الحمــــام لمبغــض * وإن بقاء النفس للنفــــس محبــوب

ليكره طعم الموت والموت طالـب * فكيف يلذ الموت والموت مطلوب ؟!

فنحن لا نريد إهانة أحد الصحابة ، وإنما ننقل لكم ما حكاه التاريخ ورواه المؤرخون عنهم ، وبعد هذا عرفنا أن عمر ما كان صاحب صولة وجولة ، وشدة وحدة ، في الحروب والغزوات التي كانت بين المسلمين وبين أعدائهم ، فكيف نؤول الجملة من الآية الكريمة ( أشداء على الكفار ) بعمر ونطبقها عليه؟!

ولكن إذا راجعنا تاريخ الإسلام ودرسنا سيرة الإمام علي( ع ) وطالعنا تاريخه المبارك ، نجده أشد المسلمين على الكفار في المجال العلمي والمجال الحربي ، والله تعالى يشير إليه بقوله: ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم…. )(25).

الحافظ : إنك تريد أن تحصر الآية الكريمة التي تصف عامة المؤمنين في شأن علي كرم الله وجهه؟!

قلت: لقد أثبت لكم أني لا أتكلم بغير دليل ، ودليلي على هذا، أن الآية إذا كانت تصف جميع المؤمنين ، لما فروا في بعض الغزوات من الميادين !

الحافظ : هل هذا الكلام من الإنصاف إذ تصف صحابة النبي( ص ) الذين جاهدوا ذلك الجهاد العظيم ، وفتحوا تلك الفتوحات العظيمة ، وتقول: إنهم فروا ؟!

أليس قولك هذا إهانة لصحابة رسول الله( ص ) ؟!

قلت : أولا : أشهد الله سبحانه أني لم أقصد إهانة أي فرد من الصحابة وغيرهم ، وإنما الحوار والنقاش يقتضي هذا الكلام .

ثانيا: أنا ما أنسب إليهم الفرار ، ولكن التاريخ هكذا يحكم ويقول : إن في غزوة أحد ، فر الصحابة حتى كبارهم ، وتركوا النبي ( ص ) طعمة لسيوف المشركين والكفار، كما يذكر الطبري والمؤرخون الكبار ، فماذا تقولون حول الآية الكريمة التي تشمل أولئك الذين ولوا الدبر وفروا من الجهاد وخالفوا أمر الله عز وجل إذ يقول :

( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير )(26).

ثالثا: لقد وافقنا في قولنا بأن الآية نزلت في شأن الإمام علي( ع ) كثير من أعلامكم وكبار علمائكم ، منهم : أبو إسحاق الثعلبي ـ الذي تحسبوه أمام أصحاب الحديث في تفسير القرآن ـ قال في تفسير” كشف البيان” في ذيل الآية الكريمة 54 من سورة المائدة : إنما نزلت في شأن الإمام علي (ع) ، لأن الذي يجمع كل المواصفات المذكورة في الآية لم يكن أحد غيره .

ولم يذكر أحد من المؤرخين من المسلمين وغيرهم ، بأن الإمام عليا ( ع ) فر من الميدان ، حتى ولو مرة ، أو أنه تقاعد وتقاعس في حروب النبي ( ص ) وغزواته مع الكفار ، ولو في غزوة واحدة .

بل ذكر المؤرخون أنه في معركة أحد حينما انهزم المسلمون ، حتى كبار الصحابة ، ثبت الإمام علي ( ع ) واستقام واستمر في الجهاد ومقاتلة المشركين الأوغاد ، وهم أكثر من خمسة آلاف مقاتل بين راكب وراجل ، وعلي ( ع ) يضرب بالسيف خراطيمهم ويحصد رؤوسهم ، فذب عن الإسلام ، ودفع الطغام ، عن محمد سيد الأنام ، حتى سمع النداء من السماء : ( لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي )(27).

وقد أصيب في جسمه يوم أحد بتسعين إصابة غير قابلة للعلاج ، فعالجها رسول الله بعدما انتهت المعركة عن طريق الإعجاز ، إذ مسح عليها بريقه المبارك الذي جعل الله فيه بلسم كل جرح ، ودواء كل داء .

الحافظ : ما كنت أظن أن تفتري على كبار الصحابة إلى هذا الحد وتنسبهم إلى الفرار! وهم المجاهدون في سبيل الله وخاصة الشيخان (رض) فإنهما ثبتا ودافعا عن النبي ( ص ) إلى آخر لحظة حتى انتهت المعركة .

قلت : إني لست بمفتر ، ولكنكم ما قرأتم تاريخ الإسلام ، وليس لكم فيه تحقيق وإلمام ، حتى نطقتم بهذا الكلام !

لقد ذكر المؤرخون وأصحاب السير: أن المسلمين انهزموا في غزوة أحد وخيبر وحنين ، أما خبر خيبر فقد ذكرته لكم عن صحيح البخاري ومسلم وغيرهما (28).

وأما الخبر عن غزوة حنين وفرار المسلمين فيها ، فراجع الجمع بين الصحيحين للحميدي والسيرة الحلبية: 3/123 .

وأما فرارهم في غزوة أحد ، فحدث ولا حرج! فقد ذكره عامة المؤرخين ، منهم: ابن أبي الحديد عن شيخه أبي جعفر الإسكافي في شرح النهج 13/ 278 ط دار إحياء التراث العربي ، قال: فر المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه[ النبي ( ص )] إلا أربعة : علي والزبير وطلحة وأبو دجانة (29).

وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج 14 : 251 ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 34 ، وغيرهما من الأعلام ، قالوا: وسمع ذلك اليوم صوت من قبل السماء ، لا يرى شخص الصارخ به ، ينادي مرارا: لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي !

فسئل رسول الله( ص ) عنه ، فقال: هذا جبرائيل ـ والنص لابن أبي الحديد ـ .

فكان علي( ع ) في كل الحروب التي خاضها مؤيدا من عند الله ومنصورا بالملائك .

روى محمد بن يوسف الكنجي القرشي في كتابه” كفاية الطالب” في الباب السابع والعشرين ، بإسناده عن عبدالله بن مسعود ، قال: قال رسول الله( ص ) : ما بعث علي في سرية إلا رأيت جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره والسحابة تظله حتى يرزقه الله الظفر .

وروى الإمام الحافظ النسائي في كتابه خصائص الإمام علي( ع ) ، ص8 ط مطبعة التقدم بالقاهرة ، بسنده عن هبيرة بن هديم ، قال: جمع الناس الحسن بن علي( ع ) وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه ، فقال: قد كان قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، وإن رسول الله( ص ) قال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه …. إلى آخره .

نعم ، كان النصر معقودا براية الإمام علي( ع ) وسيفه ، وكان الظفر ينزل على المسلمين في كل ميدان ينزل فيه علي( ع ) ، حتى قال النبي ( ص ): ما قام الدين وما استقام إلا بسيف علي عليه السلام .

شاهد أيضاً

ليالي بيشاور – 19 حوارات اسلامية و بحوث هادفة

الغلاة ليسوا من الشيعة : لقد نسبت أشعار الغلاة الإيرانيين إلى الشيعة الموحدين المؤمنين، فخلطت ...