الرئيسية / تقاريـــر / استمرار الغدير – محمد باقر الحيدري

استمرار الغدير – محمد باقر الحيدري

بسم الله الرحمن الرحيم

استمرار الغدير

لاينبغي للمؤمن ان يتصور انه وبمجرد ان يقول بولاية امير المؤمنين عليه السلام و يتخذ من يوم الغدير عيدا له ويتبادل فيه التهاني والتبريكات فانه قد انهى امتحانه وضمن جنانه ، فان الامتحانات مستمرة والولاية مستمرة والنجاحات مستمرة والاخفاقات مستمرة

( احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لايفتنون )
فكم من انسان ينجح في امتحان ثم يسقط في اخر ، فهناك من كان يؤمن بولاية الغدير ولكنه اخفق مع من يمثل الولاية بعد شهادة الامام الحسن عليه السلام ، وهناك من كان يؤمن بولاية الغدير ولكنه اخفق مع من تتجلى فيه الولاية بعد الامام السجاد عليه السلام ولا يزالون يحتفلون بعيد الغدير ، وهناك من كان يؤمن بولاية امير المؤمنين عليه السلام ولكنه لم ينسجم مع من تجلت فيه الولاية بعد الامام الصادق عليه السلام فصار فطحيا او اسماعيليا ، وهناك من كان يؤمن بعيد الغدير ولكنه خسر في الامتحان بعد الامام الكاظم عليه السلام ولم يؤمن بالامام الرضا سلام الله عليه وهكذا استمر الامتحان في زمن الغيبة الصغرى فهناك عدة من الشخصيات والمقامات المعنوية ومن ذوي السوابق المحمودة وكانوا من وكلاء الامامين العسكريين ومن الثقات ولكنهم لم ينجحوا مع نواب الامام الحجة حتى حفيد النائب الاول وابن اخ النائب الثاني لم يستطع ان ينجح في الامتحان مع من تجسدت فيه الولايه وهو عمه .

هنا ينقدح سؤال مهم وهو هل ان هذا الامتحان قد عطل زمن الغيبة الكبرى ؟
مما لاشك فيه ان الامتحانات مستمرة ، وكما لايعقل ان يرتحل النبي الاكرم صلى الله عليه واله ويترك الامة ولايعين تكليفها في مجال ولاية الامر ، كذلك لايعقل ان يغيب الامام الحجة عليه السلام ويترك الامة ولايعين لها التكليف في مجال ولاية الامر .

لاباس ان نقف على كلمات بعض العلماء لنعرف هل الولاية مستمرة زمن الغيبة ام لا

يقول الشيخ المفيد في كتابه { المقنعة} : ( في غياب السلطان العادل الجدير بالولاية .. على الفقهاء العدول اصحاب الراي والعقل والفضل ان يقبلوا الولاية على كل ماهو في عهدة السلطان العادل )
فالكلام ليس في مجال الفتوى والرسالة العملية وانما يتحدث الشيخ المفيد عن الولاية

ويقول الجواهري في كتابه جواهر الكلام حينما يتكلم عن حكومة الفقيه : ( اطلاق ادلة حكومته – اي حكومة الفقيه – خصوصا رواية النصب التي وردت عن صاحب الامر عليه السلام يُصيّره من اولي الامر الذين اوجب الله علينا طاعتهم )
فالجواهري يرى ان الادلة قد جعلت الفقيه زمن الغيبة من اولي الامر الذين اوجب الله علينا طاعتهم وهذا كلام خطير و مهم جدا

ومن اهم الكلمات التي صدرت من مراجعنا العظام والتي تضع النقاط على الحروف و تربط الولاية زمن الغيبة بولاية الغدير هي ما جاء في الكلمة التي بعثها اية الله العظمى السید الگلپایگانی الى مؤتمر الغدير الذي عقد في لندن عام ١٤١٠ حيث جاء فيها : ( وكذلك تأكيد مذهبنا الشريف على اهمية مراجع الدين نواب الولاية في عصر الغيبة …. وقد تجلت بقيادة الفقيه الراحل مؤسس الجمهورية الاسلامية قدس سره قدرة ولايتهم المتفرعة من الولاية التي بلغها النبي صلى الله عليه واله يوم الغدير ..)

فلم يقل السيد الگلپایگانی ان هذه الولاية المتفرعة من ولاية الغدير قد تجلت في كل مرجع او فقيه بل قال ( قد تجلت بقيادة الفقيه الراحل مؤسس الجمهورية الاسلامية )

هذه الكلمات لم تصدر عن بقال من بقالي الكوفة او جرمقاني من جرامقة الحيرة ولهذا لاينبغي للمؤمن ان يمر عليها مرور الكرام وطوبى لمن يستطيع ان يدخل الى هذا الموضوع المهم بعيدا عن حلبات الجدال والسجال التي تزل فيها اقدام الرجال وبعيدا عن التعصبات التي تضر الانسان في عالم القبور ويوم النشور

( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه). 

 


https://t.me/wilayahinfo

[email protected]

الولاية الاخبارية

شاهد أيضاً

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 20

حتى ينقطع، ويصير كالشن البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسكنته جنتي، ولا أظللته تحت ...