فقد اعتبر برزانی ، الیوم الجمعة ، أن المادة 140 من الدستور العراقی قد “انجزت و انتهت” بعد دخول قوات البیشمرکة الى المناطق المتنازع علیها عقب انسحاب قطعات الجیش العراقی منها وقال فی مؤتمر صحفی مشترک عقده فی اربیل مع وزیر الخارجیة البریطانی ویلیام هیغ : إن “دخول قوات البیشمرکة الى محافظة کرکوک انهى المادة 140 من الدستور العراقی الخاصة بالمناطق المتنازع علیها” .
و أضاف رئیس منطقة کردستان أن “قوات البیشمرکة ترکزت فی المناطق المتنازع علیها وفق المادة 140 من الدستور بعد انسحاب قطعات الجیش منها ، و سیطرة عصابات داعش الارهابية.
وتابع قائلا ” لقد صبرنا 10 سنوات مع الحکومة الإتحادیة لحل قضیة المناطق المتنازعة وفق المادة 140 لکنها کانت دون جدوى” ، مبینا أن “دخول قوات البیشمرکة إلى تلک المناطق جاء لحمایتها ومنع سقوطها بأیدی الإرهابیین بعد إنسحاب القوات الحکومیة منها” .
وشدد برزانی “الآن بالنسبة لنا المادة 140 أنجزت و إنتهت ، ولن نتحدث عنها بعد الآن” .
و تنص المادة 140 من الدستور على تطبیع الأوضاع فی محافظة کرکوک والمناطق المتنازع علیها فی المحافظات الأخرى مثل نینوى ودیالى، وحددت مدة زمنیة انتهت فی 31 کانون الأول 2007 ، لتنفیذ کل ما تتضمنه المادة المذکورة من إجراءات ، فیما أعطت لأبناء تلک المناطق حریة تقریر مصیرها سواء ببقائها وحدة إداریة مستقلة أو إلحاقها بإقلیم کردستان عبر تنظیم استفتاء .
و کان برزانی قام امس الخمیس بزیارة مفاجئة لکرکوک و قال أنّ السلطات الکردیة مستعدة «إذا اضطر الأمر» لجلب «کل قواتها» إلى المدینة بهدف الحفاظ علیها .
و قال برزانی فی الزیارة الأولى له إلى کرکوک منذ سیطرة القوات الکردیة علیها فی 12 حزیران الحالی اثر انسحاب الجیش : «إذا اضطر الأمر سنجلب جمیع قواتنا للحفاظ على کرکوک وجمیع مکوناتها» . و أضاف خلال لقاء مع مسؤولین محلیین وحزبیین فی المدینة ، التی تعتبر فی قلب صناعة النفط فی العراق.
«إذا اقتضى الأمر سأحمل السلاح بنفسی للدفاع عن کرکوک واهلها» ، معتبرا أن «ما أردناه لحمایة کرکوک وأهلها قد وصلنا إلیه،
وبرغم ذلک فإنّ المحافظة بحاجة إلى حمایة وخطط حکیمة» . و اضاف : «ولّت الأیام التعیسة لکرکوک ، فقد مر سکان هذه المدینة بفترة صعبة، وکانوا مستهدفین من الإرهابیین، ومن الواضح أن مستقبل المدینة سیکون أفضل بکثیر مما هو علیه الیوم،
فکرکوک تنتظرها أیام جمیلة وهادئة، ولدى عودتها إلى إقلیم کردستان العراق، فالجمیع سیرى مدى کرم ونزاهة الشعب الکردی».
وفی حدث مترافق لافت ، أبلغت «إسرائیل» ، الولایات المتحدة الأمریکیة بأن الاستقلال الکردی فی شمال العراق «أمر مفروغ منه» .
وبعید مباحثات أجراها وزیر الخارجیة الأمیرکی جون کیری بشأن الأزمة العراقیة مع نظیره الصهیونی افیغدور لیبرمان امس فی باریس ، نقل المتحدث باسم لیبرمان عنه قوله لکیری إنّ «العراق یتفکک أمام أعیننا ، و سیتضح أن إقامة دولة کردیة مستقلة أمر مفروغ منه» .
وکان الرئیس الصهیونی شمعون بیریز وجه قبل یوم واحد رسالة مشابهة إلى الرئیس الأمیرکی باراک أوباما الذی استضاف بیریز فی البیت الأبیض .