المراجعات بقلم الإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي48
8 أكتوبر,2018
بحوث اسلامية, صوتي ومرئي متنوع
796 زيارة
ش
المراجعة 93 رقم : 23 ربيع الأول سنة 1330
التماس بقية الموارد
أطلنا الكلام فيما يتعلق بسرية أسامة ، كما أطلناه في رزية يوم الخميس ،
حتى بانت الرغوة عن الصريح ، وظهر الصبح فيهما لذي عينين ، فمل بنا إلى
غيرهما من الموارد ، والسلام .
س
المراجعة 94 رقم : 25 ربيع الأول سنة 1330
أمره صلى الله عليه وآله بقتل المارق
حسبك مما تلتمسه ما أخرجه جماعة من أعلام الأمة وحفظة الأئمة . واللفظ
للإمام أحمد بن حنبل في ص 15 من الجزء الثالث من مسنده من حديث أبي سعيد
الخدري ، قال : إن أبا بكر جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : يا
رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا ، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي ،
فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إذهب إليه فاقتله ، قال : فذهب إليه أبو
بكر فلما رآه على تلك الحال ، كره أن يقتله ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله لعمر : إذهب فاقتله ، فذهب
عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبو بكر عليها ، قال : فكره أن يقتله ، قال :
فرجع ، فقال : يا رسول الله إني رأيته يصلي متخشعا فكرهت أن أقتله ، قال : يا
علي إذهب فاقتله ، قال : فذهب علي فلم يره ، فرجع علي فقال : يا رسول الله إني
لم أره ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن هذا وأصحابه يقرأون
القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون
فيه حتى يعود السهم في فوقه ، فاقتلوهم هم شر البرية . ا ه . ( 874 ) . وأخرج أبو
يعلى في مسنده – كما في ترجمة ذي الثدية من إصابة ابن حجر – عن أنس ، قال : كان
في عهد رسول الله رجل يعجبنا تعبده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ، باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينا نحن
نذكره إذ طلع الرجل ، قلنا : هو هذا ، قال : إنكم لتخبروني عن رجل أن في
وجهه لسفعة من الشيطان ، فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلم ، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم : أنشدك الله هل قلت حين وقفت على المجلس : ما في
القوم أحد أفضل مني أو خير مني ؟ قال : اللهم نعم ، ثم دخل يصلي ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من يقتل الرجل ؟ فقال أبو بكر : أنا ، فدخل
عليه فوجده يصلي ، فقال : سبحان الله ، أقتل رجلا يصلي ، فخرج ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله : ما فعلت ؟ قال : كرهت أن أقتله وهو
يصلي ، وأنت قد نهيت عن قتل المصلين ، قال : من يقتل الرجل ؟ قال عمر :
أنا ، فدخل فوجده واضعا جبهته ، فقال عمر : أبو بكر أفضل مني ، فخرج ،
فقال له النبي صلى الله عليه وآله : مهيم ؟ قال : وجدته واضعا جبهته لله ،
فكرهت أن أقتله ، فقال : من يقتل الرجل ؟ فقال علي : أنا ، فقال : أنت إن
أدركته ، فدخل عليه ، فوجده خرج ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، فقال : مهيم ؟ قال : وجدته قد خرج ، قال : لو قتل ما اختلف من أمتي
رجلان ( 875 ) ، الحديث . وأخرجه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي في كتابه
الذي استخرجه من تفاسير يعقوب بن سفيان ، ومقاتل بن سليمان ، ويوسف
القطان ، والقاسم بن سلام ، ومقاتل بن حيان ، وعلي بن حرب ، والسدي ،
ومجاهد ، وقتادة ووكيع ، وابن جريح ، وأرسله إرسال المسلمات جماعة من
الثقات كالإمام شهاب الدين أحمد – المعروف بابن عبد ربه الأندلسي – عند
انتهائه إلى القول في أصحاب الأهواء من الجزء الأول من عقده الفريد ، وقد جاء في
آخر ما حكاه في هذه القضية : أن النبي صلى الله عليه وآله ، قال : إن هذا
لأول قرن يطلع في أمتي ، لو قتلتموه ما اختلف بعده اثنان ، إن بني إسرائيل افترقت
اثنين وسبعين فرقة ، وإن هذه الأمة ستفترق ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا
فرقة ( 1 ) . ا ه .
وقريب من هذه القضية ما أخرجه أصحاب السنن ( 2 ) عن علي ، قال :
” جاء النبي أناس من قريش فقالوا : يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك ، وأن ناسا من
عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه ، إنما فروا من ضياعنا
وأموالنا فارددهم إلينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول ؟ قال : صدقوا أنهم جيرانك .
قال : فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله ، ثم قال لعمر : ما تقول ؟ قال :
صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك ، فتغير وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
فقال : يا معشر قريش ، والله ليبعثن الله عليكم رجلا قد امتحن الله قلبه بالإيمان
فيضربكم على الدين ، فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله ، قال : لا ، قال عمر : أنا
يا رسول الله ، قال : لا ، ولكنه الذي يخصف النعل ، وكان أعطى عليا نعله
يخصفها ” ( 876 ) والسلام عليكم .
ش
المراجعة 95 رقم : 26 ربيع الأول سنة 1330
العذر في عدم قتل المارق
لعلهما رضي الله عنهما فهما استحباب قتله حملا منهما للأمر على الاستحباب
لا على الوجوب ، ولذا لم يقتلاه ، أو ظنا أن قتله واجب كفائي ، فتركاه اعتمادا على
غيرهما من الصحابة لوجود من تتحقق به الكفاية منهم ، ولم يكونا حين رجعا عنه
خائفين من فوات الأمر بسبب هربه إذ لم يخبراه بالقضية ، والسلام .
س
المراجعة 96 رقم : 29 ربيع الأول سنة 1330
رد العذر
الأمر حقيقة في الوجوب ، فلا يتبادر إلى الأذهان منه سواه ، فحمله على
الاستحباب مما لا يصح إلا بالقرينة ولا قرينة في المقام على ذلك ، بل القرائن تؤكد
إرادة المعنى الحقيقي ، أعني الوجوب ، فأنعم النظر في تلك الأحاديث تجد الأمر كما
قلناه ، وحسبك قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن
لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه
حتى يعود السهم في فوقه فاقتلوهم هم شر البرية ، وقوله صلى الله عليه وآله
وسلم : لو قتل ما اختلف من أمتي رجلان ، فإن هذا الكلام ونحوه ، لا يقال إلا في
إيجاب قتله والحض الشديد على ذلك .
وإذا راجعت الحديث في مسند أحمد ، تجد الأمر بقتله متوجها إلى أبي بكر
خاصة ، ثم إلى عمر بالخصوص ، فكيف – والحال هذه – يكون الوجوب
كفائيا .
على أن الأحاديث صريحة بأنهما لم يحجما عن قتله إلا كراهة أن يقتلاه وهو على
تلك الحال ، من التخشع في الصلاة لا لشئ آخر ، فلم يطيبا نفسا بما طابت به
نفس النبي صلى الله عليه وآله ، ولم يرجحا ما أمرهما به من قتله ، فالقضية من
الشواهد على أنهم كانوا يؤثرون العمل برأيهم على التعبد بنصه كما ترى ،
والسلام .
ش
المراجعة 97 رقم : 30 ربيع الأول سنة 1330
التماس الموارد كلها
هلم ببقية الموارد ، ولا تبقوا منها ما نلتمسه مرة أخرى ، وإن احتاج ذلك
إلى التطويل ، والسلام .
2018-10-08