لقد قرأت في الساعات الأولى صباح اليوم تعليقات واستنتاجات بأن اليمن ستتعرض إلى حرب إعلامية ونفسية قاسية جدا في الأيام القادمة . وبناء عليه سأنقل ما حصل في المؤتمر وأعيد نشر مقالتي حول أهمية الحرب الإعلامية والنفسية .
وقد استنتجت عكس ما ذهبت إليه التحليلات كليا . فالمؤتمر جاء نتيجة للهزيمة النكراء لإعلام حرب تحالف العدوان في مواكبة اعدوان التحالف على الحديدة بشكل خاص . والهدف هو شيطنة الحوثيين وذلك ضمن سياسة التأطير كونهم “عملاء إيران ” وهذا قمة غبائهم . وإختلاف التصريحات تدل على التخبط في الأهداف . وسأعلق على تصريح كل مسؤول.
وإني أعتبر الإجتماع هو إقرار بالفشل الذريع لكافة خططهم في مواجهة الإعلام الحربي اليمني . وفي نفس الوقت وضع خطط جديدة لمرحلة الحديدة التي يتوقع العدوان عليها مجددا بعد الهزائم المذلة والخسائر البشرية الفادحة التي تكبدوها في مديرية الحديدة . وكوني على معرفة التامة بالعقلية الإماراتية والسعودية المتغطرسة بالإضافة إلى العقلية الإجرامية للضباط الأمريكيين وحلفائهم لا استبعد أن تعمد قوات تحالف العدوان إلى إعتماد سياسة الأرض المحروقة لتحقيق أي نصر ميداني بعد فشلهم وسحق زحوفاتهم في الميدان . فكلنا نتذكر الإعلان الكاذب في السيطرة على مطار الحديدة حيث وزعوا صور مركبة من المطار وعادوا وتراجعوا عن ذلك بعد الفيديو الذي تم توزيعه للسيد محمد.البخيتي من مدخل قاعات مطار الحديدة المعطل أصلا .
ومهما تعددت وسائل عدوانهم فلقد اثبتت قيادة الجيش واللجان الشعبية وحتى أبناء القبائل تفوقهم في إدارة الميدان مهما كان حجم القوات المعادية. وقد عقد المؤتمر لسبب رئيسي وجوهري :- وثق الإعلام الحربي نصرا مؤزرا في سحق روحية ضباط مرتزقة العدوان . فالأعداد الكبيرة من جرحى المرتزقة الذين رووا تجربتهم المريرة في القتال من مسافة صفرية مع رجال الله في الميدان .
فتوثيق الإعلام الحربي لتدمير وإحراق الآليات مع صيحات الله أكبر وتكرار الصرخة وحتى الإتيان بسجدتي الشكر لله قد أصابهم بالصدمة النفسية وعدم التوازن العقلي .فهم لم ولن يستعوبوا بأن مقاتل يمني حافي القدمين يلبس مئزرا يخرج من الصحراء وينتصر على ضابط بالميري ومتخرج من أكبر معاهد وكليات أمريكا واوروبا العسكرية .
وفي العودة إلى وقائع المؤتمر كما نقلته قناة سكاي نيوز ، وسأعلق على الفقرات بشكل مختصر :-
وزراء إعلام التحالف يبحثون جرائم الحوثي.. و”دعاية إيران”
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تعليق:- العنوان يدل عل الإفلاس والهزيمة ورمي المسؤولية على إيران .
عقد وزراء إعلام الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن، إجتماعا في مدينة جدة السعودية، السبت، لبحث انتهاكات ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن.
تعليق :- هذه الفقرة على الرغم من قلة مفرداتها فإنها في قمة سياسة التأطير وقلب الحقائق وشيطنة واتهام أنصار الله بالتبعية لإيران.
ويأتي ذلك ضمن تعزيز تنسيق الجهود الإعلامية لدول التحالف، وتقديم الدعم الإعلامي لدور التحالف العسكري والإنساني في اليمن، كما يهدف الاجتماع إلى كشف جرائم الحوثيين وانتهاكاتهم بحق الشعب اليمني.
تعليق :- هذه الفقرة هي الكذب لقلب الحقائق فبقدرة قادر أصبح الجلاد ضحية وأصبحت الضحية جلادا بحسب زعمهم . وهذا إقرار صريح بفشل كافة خططهم الإعلامية السابقة .
وبحث الوزراء كذلك التصدي للآلة الإعلامية الإيرانية وأدواتها، التي تخوض حربا مفتوحة ضد دول المنطقة.
تعليق:- آمل أن يحتفظ الإعلام الحربي بهذه الفقرة التي تمثل الإعتراف المذل بهزيمتهم الإعلامية وطبعا تحميل إيران المسؤولية . لأن غطرستهم وغرورهم لا تسمح لهم بأن يعترفوا بهزيمتهم أمام شعب بسيط متسلح بالإيمان.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني إن الآلة الإعلامية الإيرانية في اليمن فشلت في تشويه الحقائق، مؤكدا أن ممارسات ميليشيات الحوثي فضحت المخططات الإيرانية.
تعليق :- هذه الفقرة من ضمن سياسة التاطير ضد إيران . وقلب الحقائق بإسلوب فاشل وعقل ساذج ،
وأكد وزير الدولة، رئيس المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات، سلطان الجابر، أهمية عملية الحديدة التي تنفذها القوات اليمنية المشتركة بدعم من التحالف العربي، مشددا على أن تحرير المدينة سيعزز فرص التوصل لحل سلمي.
تعليق :- لقد تطرق وزير الدولة إلى السبب الحقيقي في العدوان الحديدة ولكنه كذب في توضيح الأهداف الإستراتيجية من نوايا إحتلال الحديدة . ولنركز على الكلمة التي استعملها بحيث يريد المحتل الإماراتي “تحرير” الأرض من وجود المحتل اليمني على أرضه . وقاحة واستخفاف بالعقول ما بعدها وقاحة .
كما أكد وزير الإعلام الكويتي محمد الجبري وقوف بلاده مع دول تحالف دعم الشرعية في اليمن، لوضع خطة إعلامية بهدف إبراز دور التحالف في العمليات العسكرية والإنسانية في اليمن.
تعليق:- هذه الفقرة من ضمن قلب الحقائق فالحصار البري والبري والجوي وارتكاب المجازر بحق المدنيين هي أهداف “إنسانية” لمنتمي حقوق الإنسان ومرتكبي جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية .
وأكدت وزيرة الدولة الأردنية لشؤون الإعلام جمانة غنيمات دعم الأردن للشرعية في اليمن ، ودعت إلى حل سياسي مبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني .
تعليق :- “ضربة على الحافر وضربة على المسمار”. تؤيد الدعم للتحالف. مع إشارة معارضة ذكية للحل العسكري بالدعوة إل حل سياسي .
كما شدد وزير الإعلام السوداني أحمد عثمان على أن استعادة الشرعية في اليمن قضية لها تداعيات أمنية وسياسية، مؤكدا أن السودان يدرك مكر المخطط الإقليمي الذي يستهدف إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة.
تعليق :- فضح الوزير السوداني الهدف الرئيسي من العدوان على اليمن وهي إحتلال كافة المنفذ البحرية على طول الساحل لضمان حرية الملاحة بما فيها البواخر التي تحمل علم الكيان الغاصب ضمن مشاريع مشتركة بين السعودية والكيان الغاصب . والمقام غير مناسب لذكر كافة التفاصيل المتعلقة بالمشروع .
وأكد رئيس المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام في مصر مكرم محمد أحمد، ضرورة فضح رفض المتمردين الحوثيين لكل الحلول السياسية للأزمة اليمنية.
تعليق :- قلب الحقائق هي سياسة دول تحالف العدوان والوزير المصري يريد بمواقفه أن يضمن حزمة المساعدات الإقتصادية لمصر التي تعاني عجزا اقتصاديا لا مثيل له .
وفي تصريح لوزير الإعلام السعودي نقلته الميادين :-
قال وزير الإعلام السعودي عواد العواد في كلمة له خلال مؤتمر وزراء الإعلام في التحالف السعودي إن “ما تقوم به وسائل الإعلام المعادية يدعونا لتوحيد الخطاب الإعلامي لدول التحالف لكشف الأكاذيب والتضليل الإعلامي”.*
وإذ ادعى أن ” التحالف تمكّن من استعادةوتحرير ما يزيد عن 85 % من الأراضي اليمنية، قال إن الأخير التحالف “ملتزم بقواعد الاشتباك وحماية المدنيين ودعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية في مقاومة المعتدين “.
تعليق :- المقطع الأول إعتراف بالتفوق الإعلامي للإعلام الحربي ويريدون قلب الحقائق . والمقطع الثاني الإدعاء الكاذب بتحرير 85% من تحرير الأراضي اليمنية من أبنائها اليمنيين .
فعبارة “تحرير الأراضي” استعملها السعودي والإماراتي تكشف النوايا الخبيثة لهم . فأصبحت بقدرة قادر اليمن أراض سعودية وإماراتية محتلة من قبل اليمنيين وهم أبطال التحرير . وتتماهى هذه السياسة كليا مع سياسة الكيان الغاصب الذي “حرر” الأراضي التي استوطنها من الفلسطينيين الذين أحتلوا ارض الميعاد .
وجاء رد مبكر لكشف نوايا لدول تحالف العدوان من عضو المكتب السياسي لأنصار الله السيد ضيف الله الشامي والذي نقلته الميادين نت :- “إن إجتماع وزراء إعلام تحالف العدوان يهدف إلى شن حملة تزامناً مع معركة الحديدة ” .
وأضاف الشامي يؤكد “أنّ اجتماع وزراء إعلام تحالف العدوان الأميركي السعودي الإماراتي اليوم هو لتغطية انتكاساتهم وخسائرهم وهزائمهم الكبيرة التي منيوا بها إعلامياً وسياسياً وعسكرياً في معركة الساحل الغربي “.