الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 33

أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 33

رابعا – من ألبانيا :
وننقل هنا عن اتحاد الطلبة المسلمين في شرق أوروبا :
إذا كانت هنالك معان كثيرة ومختلفة توصف بها حالة شعب من
الشعوب ، لكي تترجم معاني التضحية والصبر ومعاناة الاضطهاد .
وتحمل كل ذلك بنوع كبير من التحدي لكل شئ ، وإن شعب ألبانيا المسلم
لجدير بأن تطلق عليه تلك المعاني والصفات .
وهنا نبدأ بنظرة سريعة مختصرة لتاريخ ألبانيا القريب وذلك إلى
ما قبل خمسين عاما كانت ألبانيا في حوالي العشرينات من هذا القرن
تحكم بواسطة أحمد زوقو حيث كان ملكا عليها ، وكان الشعب في ذلك
الوقت يمارس طقوسه الدينية بحرية سواء المسلمين أو المسيحيين ، وفي
هذا التاريخ بدأت عواصف الشر تهب من بعد حيث وقعت ألبانيا تحت
الحكم الإيطالي في عهد ( فكتور امناولي ) وانتدب ( دوتشه موسيليني )
ليحكم ألبانيا . أما الملك أحمد زوقو فقد نقل إلى إيطاليا .
ثم بدأت الحرب العالمية الثانية وكانت ألبانيا مثل جارتها يوغسلافيا
ترزح تحت السيطرة الألمانية ، ولأسباب الحرب مع الألمان فقد اندمجت
كل من يوغسلافيا وألبانيا تحت قيادة واحدة برئاسة ( تيتو ) وكان من
ضمن القادة البارزين في حرب العصابات كل من ( أنور خوجة ) و ( محمد
شيخو ) الألبانيين اللذين هم الآن يسيطران عن الحكم في ألبانيا
استمر الاتحاد الإئتلافي بين يوغوسلافيا وألبانيا من عام 1944 إلى
1948 ، حيث ظهرت سياسة تيتو المعتدلة مع الشيوعيين والتي لم ترق
القادة الألبانيين فانفصلوا عن يوغسلافيا وتبنوا الحكم الشيوعي
الماركسي المتطرف .
تلك نظرة سريعة ، الهدف منها الوصول إلى معرفة الوسائل التي
أوصلت الحكم إلى ما هو عليه الآن .
ألبانيا يبلغ تعداد سكانها المليونين نسبة المسلمين 80 – 90 %
وباقي السكان مسيحيون ، ويتركز السكان المسلمون في وسط ألبانيا ورغم
أن المسلمين نسبتهم كبيرة إلا أنهم يلاقون أشد المصاعب والاضطهاد
من عنت الحكم الشيوعي الحاقد .
حيث قام الحكام الحاقدون بهدم المساجد ومنع المسلمين من أداء
شعائر دينهم ، كما أن مواليدهم الجدد لا يتم تسجيلهم وإعطاؤهم
الجنسية إلا بأسماء غير إسلامية وكذلك الموتى لا يتركونهم لأهليهم
ليمارسوا عليهم الشعائر الاسلامية ، من غسل وكفن وصلاة ، كذا
لا يدعونهم يدفنونهم في مقابرهم الخاصة بل يجبرونهم بدفنهم في المقابر
العامة مع الشيوعيين أما عند عقد الزواج فيستحيل ذكر الديانة ويتم
العقد تحت اسم مواطن ألباني فقط ، وأما بالنسبة للمناهج الدراسية
فهي حقلهم الخصب في زرع الإلحاد في نفوس الأطفال الصغار منذ نعومة
أظفارهم إلى أن يستوي عودهم وذلك بمختلف الوسائل التعليمية ،
والإعلامية وقد حدثنا أحد أولئك الذين اشتغلوا بمهنة التدريس حيث
يقول بأن الوزارة أمرت المدرسين بأن يهتموا بغرس فكرة عدم وجود
الله في عقول الأطفال ، وقد حدث مرة أن سأل طالب عن الله هل هو
موجود فأجاب الأستاذ نعم الله موجود ، وبسبب هذه الإجابة قضى
ستة أشهر في السجن ، ثم طرد من مهنة التدريس بتهمة أنه
يعلم الأطفال أشياء تضر بمستقبلهم ، ويذكر الأستاذ بأن الإجابة المتعارف
عليها عن الله ورسوله ، هي أن الله والعياذ بالله هو ( أنور خوجة ) ربهم
ومالك نعمتهم ، وأن ( محمد شيخو ) رسول والمتصرف بأمره .
هذا جزء بسيط ، وقطرة من بحر عميق مما يلاقيه المسلمون في ألبانيا
المسلمة .
خامسا : من الصومال :
أعلن زعيم الانقلاب العسكري محمد زياد بري الاشتراكية
العلمية ( الماركسية ) ثم أصدر بعض النصوص القانونية :
التي تسوي بين الرجل والمرأة في الميراث – وصرح تعليقا على
ذلك لإحدى المجلات المصرية ( 1 ) ولأن الاسلام دين ثوري فقد قام
بحل بعض المشكلات حلولا فورية ثورية وكتب شيخ الجامع الأزهر يقول
أنه تثبت من قتل بعض علماء الاسلام الذين كتبوا لرئيس الانقلاب
يوضحون له حكم الله في الموضوع لقد قتلهم أشنع قتلة لأنهم بينوا
حكم الله .
أما الذي لم يفصح عنه الإمام الأكبر فهو أنهم قتلوا حرقا ( 1 )
ليعيد إلى الأذهان قصة أصحاب الأخدود .
” النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين
شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ( 2 ) ” .
المبحث الثالث
كيف يعملون الآن في العالم الاسلامي
وننقل هنا عن مجلة كومونيست السوفيتية في أول يناير
سنة 1964 .
أن بين الاشتراكية العلمية والأديان السماوية صراعا مستمرا .
لقد أوصانا لينين منذ البدء بأن إعادة التنظيم الفكري للعقيدة الدينية
ومفاهيمها إنما هي بمثابة ( التنقيح للدين ) وتحدياته للاشتراكية
العلمية .
ثم تقول :
ستظل العقيدة الاشتراكية في نزاع مع العقيدة الدينية ولن يستقر
التحول الاشتراكي الصحيح إلا بسيادة الاشتراكية على الدين
ثم تقول :
وإذا اقتضت مراحل التحويل الاشتراكي تعايشا مع العقيدة الدينية
أو إظهار الاهتمام بها في بعض الحالات ، كما هو الحال في المناطق
الاسلامية ، فإن هذا الاهتمام هو من قبيل التدبير المؤقت .
ثم تقول : وفي بعض النظم الاشتراكية الجديدة نجد جماعات من أصحاب
المسؤوليات وهم اشتراكيون فكرا واقتناعا – يمارسون الفروض الدينية
ويشجعونها وهم يفعلون ذلك للسيطرة على زمام المعاقل الدينية لئلا
تتحداهم وترى مرحلة التحويل الاشتراكي مرحلة قاسية ، ونحن في
الاتحاد السوفيتي لجأنا إلى هذا الأسلوب أيضا في مناطقنا الاسلامية .
كما يلجأ إليه أقطاب الحزب الشيوعي في إيطاليا الكاثوليكية .
وتضيف المجلة :
ففي مثل هذه المناطق الاسلامية وجدنا أن ممارسة الطليعة
الاشتراكية للفروض الدينية يساعدنا كثيرا على مرحلة التحويل الاشتراكي
هناك ( 1 ) لأن العبادة العلنية في الوسط الاسلامي تعبر عن احترام الطليعة
الاشتراكية للمشاعر المحلية ، وبالتالي تنتزع هذه الطليعة من هذا
الوسط الاسلامي الاحترام والطاعة للقيادة الاشتراكية .
وتضيف :
ولكن من الضروري أن يأتي وقت تقرر فيه القيادة الاشتراكية قرارا
حازما بألا مبرر بعد للهدنة مع الميراث الديني وأصحابه وإلا أدت هذه
المهادنة إلى بعث ديني جديد فيه خطر على التجربة الاشتراكية .

شاهد أيضاً

اليمن – رمز الشرف والتضامن العربي مع غزة فتحي الذاري

  ان الحشد المليوني للشعب اليمني بكافة قواه الفاعلة والاصطفاف الرشيد بقيادة السيد القائد عبدالملك ...