الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / شرح لدعاء الصباح المروي عن أمير المؤمنين في حلقات

شرح لدعاء الصباح المروي عن أمير المؤمنين في حلقات

11

• شمولية الرحمة الالهية وحاكميتها على العلم والقدرة
• شرح قوله (عليه السلام): (الهي ان لم تبتدئني الرحمة بحسن التوفيق…)

ونقف الان عند مقطع جديد منه وهو قوله(ع): (الهي ان لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي اليك في واضح الطريق …)، هذه العبارة او الفقرة من الدعاء تتضمن استعارة واضحة تتحدث عن الرحمة والتوفيق والسلوك، وهي دلالات لا تحتاج الى توضيح من حيث المعنى العام لها، ولكن من المفيد القاء الانارة على جوانب متنوعة منها، حيث ان النكات التي يمكن ان نستخلصها من ذلك، تظل متسمة بالاهمية …

اذن: لنتحدث عن ذلك، ان الفقرة المتقدمة من الدعاء تتضمن التوسل بالله تعالى بان يوفقنا الى معرفة الطريق الواضح لمبادئ الشريعة والا فان العبد اذا لم يتفضل الله تعالى بهدايته حينئذ يضل طريقه دون ادنى شك هذا المعنى العام للفقرة المذكورة قد صيغ بعبارة استعارية هي ان الله تعالى اذا لم يبتدئ بحسن التوفيق لعبده حينئذ لا سبيل الى ان يسلك طريقا للوصول الى الله تعالى في واضح الطريق ولنقرأ العبارة من جديد:…(الهي ان لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق، فمن السالك بي اليك في واضح الطريق…).

ان قارئ الدعاء مدعو الى ان يدقق نظره في العبارة المذكورة حيث سيظفر بدلالات ونكات تتسم بالاهمية الكبيرة في ميدان السلوك العبادي الذي خلقنا الله تعالى من اجله … كيف ذلك؟

ان اول ملاحظة في هذا النص هي الاشارة الى رحمة الله تعالى حيث قال الدعاء (الهي ان لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق)، ان قارئ الدعاء من الممكن ان تمر الاشارة المذكورة عليه دون ان يمعن النظر فيها حيث ان مفهوم الرحمة من الله تعالى يظل هو المفسر لنا عظمة الله تعالى فيما لا حدود لرحمته، وهو امر ينبغي ان نتبينه في غمرة بحثنا عن مفهوم التوحيد ان الله تعالى “قادر” على كل شيء وعالم بكل شيء، ولكن القدرة والعلم حينما لا ينفصلان عن الرحمة عندئذ نتبين العظمة من الله تعالى … كيف ذلك؟

لو لاحظنا التجربة البشرية في ميدان السلوك نجد ان القوي لا يرحم الضعيف وان العلم لا يوظف من اجل الخير فاذا كان الامر كذلك فان العدوان او الشر يظل هو السائد وهذا ما نشاهده تجربياً على العكس مما لو اقترن العلم بالخير واقترنت القوة كذلك به عندئذ يعم السلام بدلا من العدوان كما هو واضح من عنا حينما تتداعى باذهاننا الى عظمة الله تعالى نجد ان الرحمة هي التي تسبق غضبه تعالى، وانها تعم الجميع بما فيهم المنحرف عن مبادئ الله تعالى حيث نعرف بان الله تعالى وصف ذاته المقدسة بانه “الرحمان الرحيم” والرحمان كما ورد عن اهل البيت عليهم السلام تعني الرحمة العامة للبشر، واما الرحيم، تعني الرحمة الخاصة للمؤمنين …

اذن: نستخلص مما تقدم اهمية هذه الصفة التي بدأ بها الدعاء حينما اشار الى رحمة الله تعالى قبل كل شيء.
ليس هذا فحسب بل نجد ان الرحمة هنا لا تأتي بعد الاختبار للبشر بل قبل ذلك، وهو ما اشارت الفقرة اليه عندما قالت (الهي ان لم تبتدئني منك الرحمة …)، وهذا ما سنحدثكم به مفصلا لاحقا ان شاء الله.


فيتعين علينا ان نستثمر رحمته فنشكره على ذلك ونتصاعد بممارسة الطاعة الى النحو المطلوب.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...