جنة الخلد – لا يعدو الإنسان المنزلة الحيوانية عند التجرّد عن الروحانية
5 أغسطس,2019
القرآن الكريم, صوتي ومرئي متنوع
734 زيارة
لا يعدو الإنسان المنزلة الحيوانية عند التجرّد عن الروحانية:
وبفضل القرآن ومعارفه وتعاليمه الأخلاقية يترفّع الإنسان عن حد البهيميّة فيستحيل إنساناً، وبغير ذلك يبقى الإنسان موجوداً حيوانياً يمشي على رجلين، ولعله يتسافل وينحدر في شهواته إلى ما دون أي حيوان آخر، بل قد يتوحش في سلطان غضبه إلى الدرجة التي تهون دونه كل الوحوش الكاسرة، أو يصبح حريصاً على جمع الأموال فيتفوق على كل حيوان (ذلك مبلغهم من العلم) (سورة النجم، الآية: 30). لذلك تأتي بركة القرآن الكريم في تنظيم وتقنين الاستفادة من الروح وملكاتها كما يؤكد هذه الحقيقة الحديث الشريف الذي استشهد به عامة أصحاب التفاسير في قول الرسول (ص) (أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل) لأن الشرف الذي يكتسبه الناس من القرآن سواء كان معرفة أو كمالاً انما هو شرف حقيقي استودعه القرآن لبني البشر، وعلى ذلك كان الأفراد المشتغلون والمتعاطون للقرآن هم الذين قد اكتسبوا الشرف والكمال لما في القرآن من نظام للحياتين في داري الدنيا والآخرة، ولقد كان القرآن شفاء من علل واسقام الجهل، إذ ان الطب الإلهي القرآني هو الذي يتصدّى لعلاج وشفاء الأمراض والادواء الباطنية للنفس والهوى وما يعتلج في الصدور (وشفاء لما في الصدور) (سورة يونس، الآية: 57). وكذلك فان القرآن يأخذ بأيدي الناس نحو الهدى والرشاد من خلال آياته المشتملة على المعارف القرآنية وتحديد ملامح المبدأ والمعاد واستعراض صفات الله تعالى وأفعاله، ولولا القرآن لما أطلّع أحد على أبناء مبدأه ومعاده وحقيقة وجوده بشكل واضح.
2019-08-05