قصص و خواطر من اخلاقيات علماء الدين
25 أبريل,2019
صوتي ومرئي متنوع, قصص وعبر
1,092 زيارة
رائعة من مكارم الأخلاق
كتب لي سماحة آية الله السيد محمد باقر الشيرازي (حفظه الله ) نجل المرجع الراحل السيد عبد الله الشيرازي :كنت في الخامس عشر من العمر حينما خرجت مع والدي قدس سره وجمع من زملائه لمرافقة المرجع الأعلى في ذلك العصر سماحة آية الله العظمى السيد أبي الحسن الأصفهاني (أعلى الله مقامه )إلى شاطئ نهر الكوفة وكانت أيام شدة الحر في النجف الأشرف حيث يخرج العلماء إلى هناك لتغيير الجو في عطلة يومي الخميس والجمعة
وذات مرة غبت عن الجمع فنقل لي الأصدقاء :كنا نستظل بظل الأشجار بالقرب من النهر إذ أمرنا السيد الأصفهاني أن نحضر عنده كيسا أشار إليه وكان ثقيلا فلما أحضرناه فتحه وأخرج منه رسائل وأوراق كثيرة وأخذ يمزقها ويرميها في النهر
سأله الحاضرون باستغراب ما هذه الأوراق ولماذا تفعل بها هكذا ؟
فقال السيد قدس سره : إنها رسائل وردتني من مخالفي وفيها شتم وإهانات وإني أُتلفها كي لا تقع من بعدي في أيدي من يستغلها للإساءة بهم وتشويه سمعتهم بين الناس
هذا ونقل لي سماحة العلامة السيد محمد الميلاني أنه كان جالسا عند عمه ( والد زوجته المكرمة ) سماحة العلامة السيد محمد كلانتر عميد جامعة النجف الدينية حيث جاء ابن السيد الأصفهاني بعد وفاته بكيس من هذه الرسائل فقام السيد العم بإتلافها
وهذا إن دل أمر فهو ليس إلا العفو عمن ظلمك وهو من روائع مكارم الأخلاق التي قلت في زماننا مع الأسف
2019-04-25