“ماريا كاري” تغني ببلاد الحرمين..الى اين تتجه السعودية؟!
من المقرر أن تحيي المطربة الاميركية الشهيرة ماريا كاري، حفلا غنائيا في الـ 31 من يناير الجاري بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية في السعودية.
الخبر أثار موجة غضب في أوساط الشعب السعودي الذي لا يزال يعيش تحت وصاية دعاة وشيوخ الوهابية الذين يفرضون احكاما قاسية على المرأة لا تنطبق مع العقل والشريعة الاسلامية.
تقيم السعودية في الأيام القليلة المقبلة، الفعاليات العالمية والموسيقية لأبرز النجوم العالميين، في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في شمال جدة؛
حيث تقام إحدى الأمسيات الفنية في منطقة الترفيه، وذلك ضمن الفعاليات المصاحِبة للبطولة السعودية الدولية لمحترفي الغولف، في يوم الخميس 31 من الشهر الحالي، عندما ستحيي الفنانة الأمريكية ماريا كاري حفلًا غنائيًّا في الهواء الطَّلْقِ. وسيشاركها في الحفل الموسيقي “تيستو” أحد منظمي الحفلات الأوروبية.
وأكدت مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في تغريدة عبر صفحتها على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي أنه ولأول مرة في المملكة العربية السعودية ستحيي الفنانة العالمية ماريا كاري سهرة موسيقية.
ويقام هذا الحفل الأول من نوعه لمغنية أمريكية، وسط صمت الكثير من شيوخ الوهابية في المملكة، الذين كانت لهم فيما مضى مواقف متشددة حيال الحفلات الغنائية وكانوا يحرمونها، خصوصاً النسائية منها، بحجة أن “صوت المرأة عورة”.
الخبر صاحبته موجة من ردود الفعل السلبية، حيث عبّر مغردون سعوديون عن غضبهم من استقبال نجمة “فاسقة وكافرة” في بلاد الحرمين وعلى بُعد كيلومترات قليلة من قِبلة المسلمين.
كما هاجم آخرون النظام الحاكم في السعودية، بسبب التفريط في قدسية بلاد الحرمين، وبأنهم “خانوا الأمة” التي ائتمنهم عليها المسلمون، في إشارة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
والمزيد والمزيد من التعليقات الغاضبة من المغردين السعوديين التي اخترنا كمية صغيرة منها.
تصريحات مثيرة من المغامسي عن “الترفيه”
وفي هذا السياق أطلق الداعية السعودي “صالح المغامسي” تصريحات مثيرة عن برامج هيئة الترفيه، التي يرأسها المستشار في الديوان الملكي، تركي آل الشيخ.
المغامسي وخلال استضافته من قبل فضائية “إم بي سي”، دعا إلى تجديد الخطاب الديني، قائلا إن “الأمة بحاجة لذلك، نظرا لأن الفترة الماضية شهدت أخطاء في فهم الشرع”، على حد قوله. وأشاد المغامسي بالجهود التي يبذلها تركي آل الشيخ، برغم انتقاده المبطن لشمول مسابقات القرآن الكريم، والآذان، في برامج “الترفيه”، مشيرا إلى أن هذه “شعائر عظيمة يجب أن تحفظ في مواضعها”.
وتغزل المغامسي بخطة 2030 التي أعلنها ولي العهد محمد بن سلمان، واصفا الأخير بأنه شخصية ذات كفاءة عالية.
وأضاف: “نحن معشر العلماء والدعاة نفرح بذلك كثيرا”، في إشارة إلى خطة 2030.
وقال المغامسي إنه إذا كان ولي العهد “هو من يرعى العلماء الصادقين، فإن ذلك سينتج عنه ثمرات، ليس في هذه البلاد فقط، بل لجميع المسلمين”.
وأثارت تصريحات المغامسي جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أن نشطاء فسروا كلامه بأنه موافقة على قرارات هيئة الترفيه الجديدة، ومن أبرزها السماح بالغناء في المطاعم والمقاهي.
وأوضح ناشطون أن المغامسي “انفرد بصدارة الدعاة المنافقين لابن سلمان”، لا سيما أنه الوحيد الذي لا يتجاهل أي قضية، ويعلق عليها، بما فيها جريمة قتل الكاتب جمال خاشقجي التي برأ ابن سلمان منها.
واعتبر ناشطون أن المغامسي الذي يحظى بشهرة واسعة، “يعين الظالم والمجرم على مواصلة ظلمه وجرمه، من خلال تغريداته”.
وكانت المملكة قد استقبلت منذ أشهُر، حشدا من الفنانين العالميين والعرب لإحياء بعض الحفلات الغنائية في عدة مدن سعودية، على غرار الموسيقار العالمي ياني والمطرب إنريكي إيغليزياس، إضافة إلى المطربة ماجدة الرومي، والمطربين عمرو دياب وتامر حسني ومحمد حماقي والمغنية شيرين عبد الوهاب.
وتأتي هذه الحفلات في ظل توجه السعودية إلى بناء مجمّعات ترفيهية تحوي صالات سينما، بعد سياسة “الانفتاح” التي انتهجها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، واعتقل المئات من الدعاة لمعارضتهم تلك السياسة التي تُعدّ مخالفة لمبادئ وقيم المملكة التاريخية.
العالم