استطاعت ايران الاقتراب من منظومة صواريخ الدفاع الجوي والصاروخي اس 400 الروسية ، بعد قيامها بصنع وتطوير منظومة باور 373 .
وكما اعلن قائد قوات الدفاع الجوي للجيش الايراني العميد علي رضا صباحي فرد: “اننا استطعنا زيادة مدى منظومة باور 373 من 150 كيلومتر الى اكثر من 300 كيلومتر خلال 16 شهرا الماضية لكننا لن نتوقف ونريد الوصول الى مدى 400 كيلومتر وسنبلغها باذن الله تعالى.
وقد قامت وزارة الدفاع الايرانية بازاحة الستار مؤخرا عن صاروخ صياد 4 بي وزودت قوات الدفاع الجوي للجيش الايراني به وهو ما تسبب بزيادة مدى منظومة باور 373 الى اكثر من 300 كيلومتر .
وعبر هذا الانجاز اصبحت ايران ثاني دولة في العالم قادرة على تصميم وصنع منظومة دفاع جوي وصاروخي بعيد المدى وعالي الارتفاع بمدى تزيد عن 300 كيلومتر.
ومع هذا التطوير استطاعت منظومة باور 373 ان تتفوق على منظومة اس 300 والاقتراب من قدرات منظومة اس 400 . لكن هناك أوجه تشابة واختلاف بين باور 373 واس 400 سنشير اليها فيما يلي.
أوجه التشابه والاختلاف بين باور 373 و اس 400
هاتان المنظومتان تتشابهان في العديد من الأوجه ، مثل رادارت الكشف ورادارات الاعتراض ورادارات الاشتباك ، فكلا المنظومتين قادرتين على اعتراض 100 هدف في آن واحد، كما ان ارتفاع مدى الاشتباك ايضا لكلا المنظومتين هو بين 30 و 32 كيلومتر. لكن في مجال كشف الاهداف فان منظومة باور 373 يمكنها كشف ورصد الاهداف من مسافة 450 كيلومتر في حين تستطيع منظومة اس 400 كشف ورصد الاهداف من مسافة 600 كيلومتر.
وهناك فارق آخر في مجال رادارات الكشف لدى المنظومتين، فمنظومة اس 400 قادرة على كشف اهدافها الباليستية (الصواريخ الباليستية) على بعد 60 كيلومترا لكن هذا المدى لم يعلن عنه في منظومة باور 373.
وحين الاشتباك ، يمكن لأحدث نسخة من منظومة باور 373 ان تصيب اهدافها بصواريخ صياد 4 وصياد 4 بي من مسافة 200 و 304 كيلومتراات ، في حين تستطيع منظومة اس 400 تدمير اهدافها باربعة انواع من الصواريخ وهي 9M96E2 و 48N6E2 و 40N6 و 48N6E2 على بعد 120 و 200 و 250 و 380 كيلومتر على التوالي.
ولكلا المنظومتين خصائص محددة في اعتراض اهدافهما، فمنظومة باور 373 يمكنها التعامل مع انواع الاهداف الطائرة والباليستية مثل الطائرات المسيرة ومقاتلات الجيل الخامس ذات المقطع العرضي الضئيل جدا، وصواريخ كروز، والصواريخ الباليستية والمروحيات. وبامكان منظومة اس 400 التعامل ايضا مع صواريخ كروز توما هاوك والصواريخ الموجهة الدقيقة وطائرات الشبح بالاضافة الى الصواريخ الباليستية متوسطة المدى.
الاطلاق الساخن أو الاطلاق البارد … أيهما أفضل
تعتبر منظومة باور 373 من منظومات الاطلاق الساخن في العالم وقد ادخلت ايران اول منظومة عامودية الاطلاق من نوع الاطلاق الساخن الى الخدمة بازاحة الستار عن منظومة باور 373 .
اما آلية العمل في منظومات الاطلاق الساخن هي على النحو التالي : يتم تشغيل الصاروخ داخل الاسطوانة او المخزن الموجود فيه ، وعادة تخرج الحرارة عبر منافذ خاصة في المخزن او الاسطوانة وثم يبدأ الصاروخ حركته نحو الاعلى ويبدأ التحليق.
وفي المقابل تستخدم منظومة اس 400 آلية الاطلاق البارد ، وفي هذا النوع من الاطلاق يتم الاستعانة بمصدر هواء مضغوط يدفع بالصوارخ نحو الاعلى وخارج المحفظة او الاسطوانة ومن ثم يبدأ محرك الصاروخ بالعمل.
ولكلا الاسلوبين ايجابيات وسلبيات ، فهامش الأمن الكبير هو من ايجابيات منظومات الاطلاق البارد لأن محرك الصاروخ يبدا العمل خارج المحفظة او الاسطوانة وهذا يقلل من احتمال انفجاره وتدمير المنظومة . لكن لهذه الطريقة ايضا سلبيات مثل زيادة الوزن والتكلفة والتصميم والاستخدام المعقد.
وفي المقابل فان ايجابية منظومات الاطلاق الساخن هي عدم الحاجة لمنظومات اضافية لانتاج الغاز من اجل دفع الصاروخ . كما ان انخفاض التكلفة هنا ايضا من الايجابيات. لكن السلبية الكبيرة في هذه المنظومات هي زيادة احتمال انفجار الصاروخ داخل محفظته او اسطوانته وتدمير المنظومة بالكامل .
هل توصلت ايران الى تقنية الاطلاق البارد ؟
لقد توصلت الصناعات العسكرية الايرانية مؤخرا الى تقنية الاطلاق البارد عبر صنع منظومة دزفول للدفاع الجوي (النسخة الايرانية من منظومة TOR M-1 الصاروخية، وقد ازاحت ايران الستار عن ذلك في مناورات ” مدافعو سماء الولاية” للدفاع الجوي في العام الماضي. ولذلك يمكن ان نتوقع ايضا ظهور نسخة الاطلاق البارد لمنظومة باور 373 اضافة الى الاطلاق الساخن.
ونظرا الى تقليص الفارق الزمني بين التصميم والانتاج في الصناعات الدفاعية الايرانية فان خبراء الصناعات العسكرية في ايران يمكنهم احداث التغييرات التي يشاؤونها في المنظومات محلية الصنع وهذا يعني احتمال ان نشهد زيادة مدى صواريخ منظومة باور 373 وكذلك زيادة تنوعها.