الرئيسية / زاد الاخرة / مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية

مصباح    37  

ومن تلك العلوم التي تنكشف على قلبك بالإطلاع على المصابيح الماضية يظهر سر

من أسرار “القدر”. فإن القوم قد يقولون فيه أقوالاً لا ترضى، ويذهب كلّ من مذهب لا

يرتضى. وقد ورد عن أهل بيت العصمة خلاف ما توهّموا، ونقضت أحاديث المعصومين،

عليهم السلام، ما غزلوا. كما في كتاب التوحيد لشيخنا، صدوق الطائفة، رضوان الله عليه،

عن الأصبغ بن نباتة، قال أمير المؤمنين، عليه السلام في القدر : ألا، إنّ القدر سر من أسرار الله

وستر من ستر الله؛ وحرز من حرز الله؛ مرفوع في حجاب الله؛ مطوىّ عن خلق الله؛ مختوم

بخاتم الله؛ سابق في علم الله؛ وضع الله العباد من علمه، ورفعه فوق شهادتهم ومبلغ عقولهم؛

لأنهم لا ينالونه بحقيقة الربانية، ولا بقدرة الصمدانيّة، ولا بعظمة النورانيّة، ولا بعزة

الوحدانية، لأنه بحر زاخر خالص لله تعالى؛ عمقة ما بين السماء والأرض؛ عرضه مابين

المشرق والمغرب؛ أسود كالليل الدامس؛ كثير الحيّات والحيتان؛ يعلو مرة ويسفل أخرى؛ في

قعره شمس تضيىء، لا ينبغي أن يطلع إليها إلاّ الله الواحد الفرد؛ فمن تطلع إليها، فقد ضادّ

الله عز وجل، في حكمه، ونازعه في سلطانه، وكشف عن ستره وسره، وباء بغضب من الله،

ومأويه جهنم وبئس المصير . صدق ولى الله. ولعمر الحبيب، إنّ في هذا الحديث الذي صدر

من [33] مصدر العلم والمعرفة أسراراً لا يبلغ عشراً من أعشارها عقول أصحاب العرفان،

فضلاً عن أنظارنا القاصرة وأفكارنا الفاترة! ومع ذلك شاهد عدل على صدق مقالتنا، وكفى به

شهيداً؛ ودليل متقن على كثير مما تلونا عليك وسنتلو من ذى قبل، إن شاء الله؛ وكفى به دليلاً.

فاعتبر بعين البصيرة. ولقد خرجنا عن طور الرسالة، ليكن كلام الحبيب جرّ كلامنا؛ فليعذرني

الإخوان. فلنرجع إلى المقصود .

شاهد أيضاً

العمق المحتل بمرمى صاروخ يمني فرط صوتي.. وما خفي أعظم

 إيمان مصطفى وقف اليمن شامخًا بوجه ثلاثي الشر الأميركي و”الإسرائيلي” والبريطاني، بكلّ جرأة وشجاعة وثبات، ...