الشيعة وفلسطين – عبد الستار الجابري – الحلقة الرابعة عشرة– الموقف الشيعي الرسمي من طوفان الاقصى1
في عالم السياسة يطلق الموقف الرسمي على مواقف الدول، وبين دول العالم هناك دولتان شيعيتان هما جمهورية ايران الاسلامية ذات الغالبية الشيعية المطلقة والتي يحكمها الشيعة بعنوانهم الاسلامية وتليها جمهورية اذربيجان وهي احدى الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي، وفيها اغلبية شيعية مطلقة ايضاً.
الموقف الرسمي الاذري
خضعت اذربيجان لحكم الدول التي قامت في شرق العالم وخاصة الامبراطوريات الفارسية وخضعت كذلك لحكم الاسكندر الاكبر وتمكنت حركة الغزو العربي التي عرفت بالفتوحات الاسلامية من احتلال ارمينيا واذربيجان اثناء العقود الاربعة الاولى من عمر الدولة الاسلامية ثم خضعت لسيطرة العديد من الدول التي حكمت البلاد الاسلامية وكانت من توابع الدولة الصفوية التي نشرت التشيع في ربوع تلك البلاد وكذا تبعت الدول الزندية والقاجارية، وقامت روسيا القيصرية بضمها اليها سنة 1813 ثم استقلت عنها عام 1918 ثم اعيد احتلالها من قبل الاتحاد السوفيتي سنة 1920 ثم استقلت عنه سنة 1991.
اذربيجان دولة علمانية لها علاقات مع الكثير من دول العالم وبعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي انتقلت الى الحضن الامريكي ولها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، واراضيها من المناطق التي يمارس عليها الكيان الصهيوني عملياته التجسسية ضد جمهورية ايران الاسلامية، وبين فترة واخرى يحصل تصعيد امني على الحدود بين ايران واذربيجان بسبب محاولة اذربيجان الاضرار بحرية الحركة التجارية بين ايران وروسيا التي تمر عبر ارمينيا والتي لها منفذ وحيد يربط بينها وبين ايران يمر من خلال الاراضي الاذرية، مضافاً النشاطات الاسرائيلية المشبوهة على الحدود الاذرية الايرانية. يعيش في اذربيجان العديد من القوميات والاغلبية هي القومية الاذرية وهم من الاتراك والديانة الغالبة هي الاسلام ومذهب الاغلبية هو المذهب الشيعي الاثني عشري.
ومن هذا الموجز في السياسية الاذرية يتضح الموقف الدولة الاذرية الرسمي من القضية الفلسطينية فهم ليسوا افضل حالاً من الدول العربية المطبعة من الكيان الصهيوني او من تركيا التي لا تزال سفارة اسرائيل فيها تنعم بالنشاط التام.