الابحاث العرفانية – السيّد محمّد الحُسين الحسينيّ الطهرانيّ
کتاب الشمس الساطعة
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلّي الله عليه محمّد و آله الطاهرين و لعنة الله علی أعدائهم أجمعين.
أفضل الحمد و أجدره للمعبود الذي خلق الإنسان فجعله مرآة تامّة لجماله و جلاله، و اختصّ لنفسه اسم أحسن الخالقين، و الذي هدي البشر بتجليّاته الربّانيّة من ظلمات الجهل الی أعلي ذروة العلم و البصيرة و المعرفة وا لتوحيد. و أتمّ الصلاة الخاصّة بخاتم الانبياء و قائد الرسل و المبعوثين الإلهيين:
محمّد بن عبدالله صلّي الله عليه وآله وسلّم، المخاطب بخطاب: فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ، المرتدي للخلعة الجميلة للعلم و المعرفة بالانوار المكوتيّة و السبحانيّة للربّ الودود.
و علی وزيره و وصيّه الاوحد ذي المحتد الكريم: أميرالمؤمنين و قائد الموحدّين عليّ بن أبيّ طالب، الذي كشف بدرر بيانه المعضلات للباحثين عن سبيل السعادة والتوحيد، و صار مُفَصِّلَ مجمل القرآن و مؤوّلَ تنزيل الفرقان الإلهيّ، و علی أولاده الاحد عشر، و خاصّة صاحب العصر و الزمان الحجّة بن الحسن العسكري أرواحناه فداه، الذين قادوا الواحد بعد الآخر، بتحمّلهم أعباء الولاية و مهمّة الإمامة الخطيرة ـ قافلةَ عالم الوجود في سعيها الی الوطن المألوف و مقرّ الامن و الامان الإلهيّ، و دَعَوا البشر من الظلمات البعيدة للغرور و العُجب و حبّ الذات و الإستكبار و الإنشغال بالنفس، الی البحث عن الله و معرفته. و أجمل التحيّة و الإكرام و الدعاء و الإعظام، علی الارواح الطاهرة لعلماء الامّة الحقيقيين و مفكّريها الراسخين، الذين كانوا ربّانيّي متعلّمي سبيل النجاة، و الذين قادوا علی الدوام، بيُمن تعليمهم وتربيتهم، المشرّدين و المعذّبين في طريق الله العزيز الی مقام عزّ التوكّل و الرضا و التفويض و التسليم، و هدوهم الی أعتاب التوحيد.
و خاصّة علی أستاذنا المرتحل حديثاً: فقيد العلم و العرفان، و فقيد التزكية و الاخلاق، ربّانيّ الباحثين بلهفة عن سبيل النجاة، و مربّي طلاّب أنوار المعرفة؛ الاستاذ الذي لا بديل له، العلاّمة بلا نظير، آية الله الاكرم الحاج السيّد محمد حسين الطباطبائي التبريزي أفاض الله علينا من بركات تربته الشريفة.
الذي سعي في إعلاء راية التوحيد في قلوب الوالهين اتّباعاً لنهج الائمّة بالحقّ، و أوصل دعوة الإيمان و الإيقان الی الحافّات النائية و الاعماق البعيدة للقلوب الحيّة المهيّئة.
اللهمَّ أَفْضِ عَلَيْهِ صِلَةَ صَلَواتِكَ وَ سَلاَمَةَ تَسْلِيمَاتِكَ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ مَاتَ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً آمِينَ رَبَّ العَالَمِينَ.
هَجَمَ بِهِمُ العِلْمُ علی حَقِيقَةِ البَصِيرَةِ؛ وَ بَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ؛ وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ المُتْرَفُونَ، وَ أَنسُِوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ، وَ صَحِبُوا الدُّنيَا بِأَبْدانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَلإ الاَعْلَي.
أُولَئِكَ خُلَفَآءُ اللَهِ فِي أَرْضِهِ؛ وَالدُّعَاةُ الی دِينِهِ.
آهِ، آهِ شَوقاً الی رُؤيَتِهِمْ. [1]
و قد ذكر أميرالمؤمنين عليه السلام هذه الفقرات في بيان حال العلماء بالله، الذين هم حجج الله في الارض، الذين يصونون الآيات الالهية و البيّنات الربّانيّة عن الإندراس و البُطلان. ذوو العدد القليل و القدر المنزلة الجليلة العظيمة. اولئك الذين يحفظ الله بهم حججه و بيّناته، حتّي يودعوها أمثالهم، و يزرعوها في قلوب أشباههم و نظائرهم.
و حقّاً فانّنا لوشئنا الإشارة الی فردٍ يمثّل مصداقاً و معياراً لهذا الكلام، لكان العلاّمة الطباطبائي من الطراز الاوّل.
فقد كان ذلك الرجل ملجأً للحوزة العلميّة، و ملجأً للطّلاب و الدارسين، و ملجأً للعلم و المرفعة، و ملجأً للاخلاق و العلم، و ملجأً للإيمان و الإيقان، و ملجأً للتصحية و الإيثار، و ملجأً للصبر و الثبات.
الرجل الذي تُكب عالم المعرفة و العلم بفقده، و اكتست وجوه أهل الفضل غبار الحزن في مأتمه.
الرجل الذي شعر عالم العلم و الادب بالخُسران لفقده، إذ كان مُرشد النهضة الفكريّة و العلميّة.
و حقّاً فقد كانت أخلاق العلاّمة الطباطبائي و أدبه و فكره و عرفانه و علمه و معرفته دليلاً علی أخلاق الائمّة الطاهرين و أخلاقهم و علومهم و معارفهم. و كان سيماؤه آية من تلك الانوار الطيبّة، و نهجمه و سيرته حكاية عن تلك الارواح المقدّسة، منهم و اليهم.
و قد ذكر الحقير في مؤلّفاته بالتفصيل مطالب قرآنيّة و علمية و فلسفيّة و عرفانيّة و أخلاقيّة لآية العلاّمة الطباطبائي، و نوّهتُ بتلك المطالب النفيسة ليستفيد منها العموم دونما مقابل.
و قد ألّفت حالياً، احتراماً و أدباً أمام تربته الطاهرة، ما علمتُه عنه من حقائق و وقائع في رسالة للذكري مفصّلة قدراً ما، تحت عنوان: «الشمس الساطعة: رسالة في ذكري العلاّمة الطباطبائي»، قدّمُتها و أقدّمتها للطبع، علی أمل أن يُصار الی طبعها ف زمن قصير لتُقدّم لمطالعة أصحاب البصيرة.
و لهذا، فحين طُلب أخيراً من الحقير كتابة شيء بعنوان رسالة في ذكري العلاّمة، فقد امتثلتُ بمحض الادب مقابل اسمه المقدّس، و اكتفيت بهذه الصفحات المعدودة، و أوصي القرّاء الكرام بمطالعة كتاب «الشمس الساطعة» رسالة في ذكري العلاّمة الطباطبائيّ».
أسأل الله التوفيق لجميع المتولّهين بسبيل الخلاص، و عشّاق لقاء المعبود، ليسعوا في سبيل المقصود بمطالعة أحوال الاعلام من أمثال الاستاذ الجليل: العلاّمة الطباطبائي، ولكي لا يكفّوا عن الطلب و القصد حتي نيك المنشود.
اللَّهُمَّ احْشُرهُ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهرِِينَ وَاخْلُف علی عَقِبِهِ فِي الغَابرينَ، و أَيِّدّ وَ سَدِّد و زِدْ وَ بَارِك علی المُتَعِّمِينَ مِن سَمَاحَتِهِ علی سَبِيلِ نَجَاةٍ.
وَ وَفِّقِ اللَهُمَّ إِيَّانَا وَ جَمِيعَ إِخْوَانِنَا المُخَلصِينَ مِن بَرَكَاتِ رَشَحَاتِ قَلَمِهِ، وَ مِن شَآبِيبِ زَحماتِ نَفْسِهِ فِي يَوْمِنَا بَعْدَ أَمسِهِ.
حرّر في المشهد المقدس للرضا عليه السلام، يوم الجمعة 26 ربيع الاوّل لسنة ألف و أربعمائة و اثنتين هجريّة
إقرأ المزيد ,,
مشهد مصور عن حقائق من الميدان في غزة _ طوفان الاقصى
إقرأ المزيد ,,
الإمام الخامنئي: الشعب الفلسطيني فضح الغرب وأمريكا وادعاءاتهم الكاذبة بشأن حقوق الإنسان
إقرأ المزيد
الشيعة وفلسطين _.._ قراءة في عملية طوفان الاقصى (جميع الحلقات)
إقرأ المزيد
لنصرة غزة قاطق المنتجات الاسرائيلية
فلسطيني رقص على الدبكة خلال الاشتباكات يُذكر بـ “رقصة الحرية” للهنود الحمر
إقرأ المزيد
ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا
إقرأ المزيد
( أُمُّ الْبَنِينَ ابْكِ عَلىٰ أَحْزانِها ) – قصيدة من ديوان مدائح الأطهار
*غولاني” يُسحب من غزّة.. المقاومة تُحطّم جنود “النُخبة”
*أبو عبيدة: إذا أراد العدو أسراه أحياءً فعليه وقف العدوان
*أمير عبداللهيان: الشعب الفلسطيني ومقاومته اثبتا تفوق قدرتهما وارادتهما على آلة القتل الصهيونية
*السيد الحوثي: البوارج الأميركية هدف لصواريخنا إذا اعتدت واشنطن علينا
رئيسي لـ “بابا الفاتيكان” : أتمنى أن نرى عشية العام الجديد وقفاً فورياً لقتل ألابرياء في غزة
محلل عسكري صهيوني: لسنا قريبين من تحقيق أهداف الحرب على غزة