الرئيسية / زاد الاخرة / الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

کتاب الشمس الساطعة

سلسلة‌ نسب‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌

 امّا نسب‌  أستاذنا العلاّمة‌، فانّه‌ من‌ جهة‌ أبيه‌ من‌ نسل‌ الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ عليه‌ السلام‌ و من‌ أولاد  إبراهيم‌ بن‌ إسماعيل‌ الديباج‌، كما انّه‌ من‌ جهة‌ امّه‌ من‌ نسل‌ الإمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌، لذا فقد ختم‌ كتبه‌ التي‌ ألّفها في‌ منطقة‌ شادآباد» في‌ تبريز بذكر اسمه‌ آخرها علی النحو التالي‌: «السيّد محمد حسين‌ الحسني‌ الحسيني‌ الطباطبائي‌».

 امّا سلسله‌ نسبه‌ فبهذا التفصيل‌:

 السيد محمّد حسين‌، بن‌ السيّد محمّد، بن‌ السيّد محمّد حسين‌[14]،   بن‌ السيّد علی أصغر، ابن‌ السيّد محمّد تقي‌ القاضي‌، بن‌ الميرزا محمّد القاضي‌، بن‌ الميرزا محمّد علی القاضي‌، بن‌ الميرزا صدرالدين‌ محمّد، بن‌ الميرزا يوسف‌ نقيب‌ الاشراف‌، بن‌ الميرزا صدرالدين‌ محمّد، بن‌ مجد الدين‌، بن‌ السيد اسماعيل‌، بن‌ الامير علی أكبر، بن‌ الامير عبدالوهاب‌، [15]  بن‌ الامير عبدالغفّار، بن‌ السيد عماد الدين‌ و باعتبار امّ ابراهيم‌ الغَمْر هي‌ فاطمة‌ بنت‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلالا، لذا فإنّ السادات‌ الطباطبائيّين‌ المنتحين‌ الی ابراهيم‌ طباطبا حفيد ابراهيم‌ الغمر هم‌ بأجمعهم‌ حسينيّون‌ من‌ جهة‌ الامّ.

 امّا المرحوم‌ القاضي‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌، فابن‌ السيّد الميرزا حسين‌ القاضي‌، بن‌ الميرزا أحمد القاضي‌، بن‌ الميرزا رحيم‌ القاضي‌، بن‌ الميرزا تقي‌ القاضي‌، و هذا الميرزا تقي‌ الجدّ الثالث‌ للمرحوم‌ القاضي‌ هو السيّد محمد تقي‌ القاضي‌ لجدّ الثالث‌ للعلاّمة‌ الطباطبائي‌. و بذلك‌ فقد تشخصّصت‌ أيضاً سلسلة‌ نسب‌ المرحوم‌ القاضي‌. و كان‌ المرحوم‌ القاضي‌ قد صحّح‌ كتاب‌ «الإرشاد» للمفيد في‌ سنّ الحادية‌ و العشرين‌ (أي‌ في‌ سنة‌ 1306 ه) ثم‌ كُتب‌ بخطّ محمّد بن‌ حسين‌ التبريزي‌ في‌ 17 ربيع‌ الاوّل‌ لسنة‌ 1308 ه و أُعدّ للطبع‌. و قد ذكر ذلك‌ المرحوم‌ في‌ نهاية‌ الكتاب‌ سلسلة‌ نسبه‌ الشريف‌ الی أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ علی النحو الذي‌ أوردناه‌ هنا.

 هذا و قد استفسر الحقير استاذَه‌ الكريم‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ عن‌ تصحيح‌ كتاب‌ «الارشاد» للمفيد بقلم‌ المرحوم‌ القاضي‌ و طبعته‌ المصحّحة‌ وس‌ لسلة‌ نسب‌ ذلك‌ أمير الحاجّ، بن‌ فخر الدين‌ حسن‌ بن‌ كمال‌ الدين‌ محمّد، بن‌ السيّد حسن‌ بن‌ شهاب‌ الدين‌ عليّ، بن‌ عماد الدين‌ عليّ، بن‌ السيّد أحمد، بن‌ السيد عماد، بن‌ أبي‌ الحسن‌ عليّ، بن‌ أبي‌ الحسن‌ محمّد، بن‌ أبي‌ عبدالله‌ أحمد، بن‌ محمّد الاصغر المعروف‌ ب «ابن‌ الخزاعيّة‌»، بن‌ أبي‌ عبدالله‌ أحمد، بن‌ ابراهيم‌ الطباطبا، بن‌ اسماعيل‌ الديباج‌، بن‌ ابراهيم‌ الغَمْر، بن‌ الحسن‌ المثنّي‌، بن‌ الإمام‌ أبي‌ محمد الحسن‌ المجتبي‌، بن‌ الإمام‌ الهمام‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌.

 المرحوم‌، فأيّد ذلك‌ كلّه‌، و أضاف‌ بأنّ المرحوم‌ الميرزا السيّد محمد تقي‌ الطباطبائي‌ هو الجدّ الثالث‌ لنا و له‌، ثمّ انّنا بعد ذلك‌ مشتركان‌ في‌ النسب‌.

 و كان‌ أب‌ العلاّمة‌ و أجداده‌ الی الرابع‌ عشر منهم‌، بأجمعهم‌ من‌ العلماء الاعلام‌، و كان‌ السادس‌ منهم‌ (و هو اقا الميرزا محمّد علی القاضي‌) قاضي‌ قضاة‌ منطقة‌ آذربيجان‌، و كانت‌ جميع‌ تلك‌ الناحية‌ تحت‌ نفوذه‌ العلمي‌ و الفقهي‌ و القضائي‌، و قد لُقّب‌ بالقاضي‌ لهذه‌ الجهة‌، فلزم‌ هذا اللقب‌ أولاده‌ و أحفاده‌.

 و كانت‌ والدة‌  العلامة‌ الطباطبائي‌  قد توفيّت‌ و هو في‌ الخامسة‌ من‌ عمره‌، ثمّ توفّي‌ أبوه‌ و هو في‌ التاسعة‌ من‌ عمره‌، و لم‌ يُخلّفا غيره‌ و غير أخيه‌ الاصغر و اسمه‌ السيّد محمّد حسن‌. و قد عمد وصيّ المرحوم‌ أبيه‌ ـ حفظاً علی حياتهما من‌ التداعي‌ ـ الی تنظيم‌ وضعهما علی نفس‌ النحو السابق‌، و الی تعيين‌ خادم‌ و خادمة‌ لهما، [16]  و كان‌ يُشرف‌ علی اُمورهما بدقّة‌، حتّي‌ كبر هذا الطفلان‌ تدريجاً و أنهيا دراستهما الإبتدائية‌، ثمّ أنهيا أيضاً دروس‌ المقدّمات‌ في‌ تبريز، [17]   و حازا كلاهما مقاماً جميلاً في‌ تعللا الخطّ.

 يقول‌ المرحوم‌ الاستاذ: كنت‌ أخرج‌ من‌ تبريز في‌ الكثير من‌ الايّام‌ مع‌ أخي‌، فنذهب‌ الی سفوح‌ الجبال‌ و التلال‌ اليانعة‌ الخضراء المحيطة‌ بتبريز، فننهمك‌ في‌ كتابة‌ الخطّ من‌ الصبح‌ الی الغروب‌، ثمّ أنّنا تشرّفنا سويّاً بالذهاب‌ الی النجف‌.

 

ارجاعات

[1] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 2، الحكمة‌ رقم‌ 147.

[2] ـ «ديوان‌ ابن‌ الفارض‌» طبع‌ سنة‌ 1382 هجريّة‌، ص‌ 156.

[3] ـ كان‌ في‌ نيّة‌ آية‌ الله‌ حجّت‌ أن‌ يبني‌ كذلك‌ مستوصفاً و مختبراً للطلاّب‌ ملحقيّن‌ بالمدرسة‌، الاّ انّه‌ لم‌ يوفّق‌ لذلك‌ لبعض‌ الاسباب‌.

[4] ـ كان‌ سماحة‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ يُعرف‌ بإسم‌ القاضي‌ بدء قدومه‌ إلی قم‌، لانّه‌ من‌ سلسلة‌ السادة‌ «القاضي‌» المشهورين‌ في‌ آذربايجان‌؛ و لكن‌ باعتبار؛ و لكن‌ باعتبار أنّه‌ من‌ السادة‌ الطباطبائيين‌، فقد رجّح‌ بنفسه‌ أن‌ يُعرف‌ بالطباطبائي‌. و قد انكشف‌ للحقير أخيراً أنّه‌ ربّما شاء أن‌ ينحصر لقب‌ القاضي‌ بأستاذه‌ الاكرم‌ الاوحد المرحوم‌ الحاج‌ السيّد علی اقاي‌ القاضي‌ و أنّه‌ شاء عدم‌ مشاركته‌ في‌ الشهرة‌ تكريماً و إجلالاً لمقام‌ الاستاذ.

[5] ـ يقول‌: انّ من‌ كسب‌ زاداً في‌ العلم‌، هو عالَمٌ تابعٌ في‌ زاوية‌.

[6] ـ «الكني‌ و الالقاب‌» طبع‌ صيداً، ج‌ 3، ص‌ 161.

[7] ـ قال‌ الصديق‌ الكريم‌ سماحة‌ حجّة‌ الاسلام‌ الحاج‌ السيّد محمد علی نجل‌ آية‌ الله‌ الميلاني‌: كنت‌ يوماً في‌ معينة‌ أبي‌ و أعمامي‌، فاستأجرنا عربة‌ تجرّها الخيول‌ من‌ تبريز، فركبنا فيها و سرنا إلی القرية‌ التي‌ كان‌ العلاّمة‌ يقطنها (شاد آبد أو غيرها). و كان‌ أعمامي‌ قد تحدّثوا مع‌ أبي‌ في‌ موضوع‌ القِبلة‌؛ و لم‌ تكن‌ بوصلة‌ معرفة‌ القبلة‌ «رزم‌ آرا» قد استعمت‌ بعد.

ثمّ انّ أعمامي‌ سألوا أبي‌ في‌ الطريق‌ خلال‌ سير العربة‌: أي‌ شخصيّة‌ هذا الذي‌ تذهبُ اليه‌ من‌ تبريز في‌ عربة‌؟!

فأجاب‌ أبي‌: هو الذي‌ كان‌ في‌ حلّ هذه‌ المسائل‌ (يقصد مسائل‌ القِبلة‌ التي‌ كانت‌ مداراً للحديث‌) أستاذاً فريداً.

و كان‌ المرحوم‌ أبي‌ يقول‌ أغلب‌ الاوقات‌ و الموارد: «انّ لدي‌ العلاّمة‌ علوماً نفتقدها نحن‌». و يقصد أبي‌ بتلك‌ العلوم‌، العلوم‌ الباطنيّة‌ و الغيبيّة‌.

[8] ـ لله‌ الحمد و له‌ الشكر، فقد منّ الله‌ علی الحقير لاءتمام‌ التذييلات‌ و تحريرها و طبعها و نشرها بإسم‌ «التوحيد العلمي‌ و العيني‌» (بالفارسيّد) في‌ الرسائل‌ الحكميّة‌ و العرفانيّة‌ المتبادلة‌ بين‌ الآيتين‌ العلمين‌: الحاج‌ السيد أحمد الكربلائي‌ و الحاج‌ الشيخ‌ محمد حسين‌ الاصبهاني‌، بانضمام‌ تذييلات‌ و محاكمات‌ الاستاذ آية‌ الله‌ العلاّمة‌ الحاج‌ السيد محمد حسين‌ الطباطبائي‌ (أعلي‌ الله‌ مقامه‌) علی الرسائل‌ الثلاث‌ الاولي‌ للسيّد قدّس‌ الله‌ نفسه‌ و للشيخ‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌؛ مع‌ تذييلات‌ تلميذ العلاّمة‌ الطباطبائي‌: السيد محمد الحسين‌ الحسينيّ الطهراني‌ علی الرسائل‌ الاربع‌ الاخيرة‌ للمرحوم‌ السيّد و المرحوم‌ الشيخ‌ (أعلي‌ الله‌ مقامهما).

و جري‌ في‌ هذه‌ المجموعة‌ تقديم‌ مقدّمة‌ في‌ هويّة‌ أصل‌ الرسائل‌ و العرفاء الاجلاّء الذين‌ تطرّق‌ الحديث‌ عنهم‌ فيها، و اوردت‌ فيها أيضاً تعليقات‌ علی جميع‌ الرسائل‌ وجميع‌ تذييلات‌ و محاكمات‌ سماحة‌ الاستاذ و تذييلات‌ الحقير. هذا و قددعيت‌ تذييلات‌ سماحة‌ الاستاذ ـ و استوعبت‌ بمجموعها خمس‌ رسائل‌ و نصف‌ الرسالة‌ السادسة‌ ـ بإسم‌ «التذييلات‌ و المحاكمات‌». أما ما جاء من‌ الحقير، و مجموعه‌ ثمان‌ رسائل‌ و نصف‌ الرسالة‌ السادسة‌ فقد جاء بإسم‌ «التذييلات‌» فقط‌، إذ ليس‌ الحقير ـ عِلماً و لا عملاً ـ في‌ مستوي‌ جرح‌ و تعديل‌ المطالب‌ و محاكمتها؛ و أصغر من‌ أن‌ أشرح‌ المطالب‌ المطالب‌ الغامضة‌ النفيسة‌ و أقدّمها كما فعل‌ العلاّمة‌. لذا امتنع‌ عن‌ إضافة‌ لفظ‌ «المحاكماتش‌ لتتمّة‌ هذه‌ التذييلات‌، و اكتفي‌ بذكر المطالب‌ التي‌ تلوح‌ في‌ نظري‌ بعنوان‌ «تذييلات‌» و أقدّمها إلی أصحاب‌ الكمال‌ و المعرفة‌ و طالبي‌ العرفان‌ و المفتّشين‌ عن‌ سُبل‌ السلام‌ و التوحيد.

[9] ـ كان‌ العلاّمة‌ استاذاً في‌ تشخيص‌ الخطوط‌ القديمة‌ و خطوط‌ أساتذة‌ الفنّ، و كان‌ يعرف‌ خطوط‌ المشهورين‌ بأسلوب‌ فريد، بحيث‌ كان‌ الاساتدذة‌ المختصّين‌ بالخطّ يرجعون‌ اليه‌ أحياناً، فكان‌ يقول‌ علی الفور: هذا الخطّ لفلان‌ ـ مثلاً.

و قد قال‌ لنا أحد أساتذة‌ فنّ الخطّ: أخذتُ يوماً قدراً كبيراً من‌ الخطوط‌ التي‌ لم‌ أتمكّن‌ من‌ تشخيصها، فكان‌ العلاّمة‌ يمرّ عليها بسرعة‌ فيدلّ علی كاتبها. فكان‌ يقول‌ مثلاً: هذا خطّ المرحوم‌ درويش‌! و هذا خطّ المير عماد! و هذا خطّ الميرزا غلام‌ رضا كلهر! و هذا خطّ أحمد نيريزي‌! و هكذا فقد كان‌ يدلّ علی كاتب‌ كلّ منها و يضع‌ ـ من‌ ثمّ ـ أوراق‌ الخطّ فوق‌ بعضها.

ثمّ انّي‌ سألته‌ بعد اكمال‌ المهمّة‌: حسناً جداً! لقد أوضحتم‌ الامر جليّاً، و لكن‌ قولوا الآن‌: بأيّ دليل‌ تقولون‌ ذلك‌؟ و ما الحجّة‌ لنا في‌ ذلك‌؟

فكان‌ يتناول‌ كلّ واحدة‌ من‌ الاوراق‌ فيذكر أسلوب‌ كلّ واحد من‌ أساتذة‌ الخطّ، ثمّ يقول‌: هذه‌ القطعة‌ تمتلك‌ هذا الاسلوب‌ و هذه‌ الخصائص‌!

و كان‌ ذلك‌ ـ بدوره‌ ـ مُثيراً لعجبنا جدّاً.

[10] ـ ذكر العلاّمة‌ الحاج‌ الشيخ‌ أقا بزرگ‌ الطهراني‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ في‌ «نقباء البشر» ج‌ 4، للرقم‌ 2080، ص‌ 1565 و 1566، في‌ ترجمة‌ أحوال‌ المرحوم‌ القاضي‌ قدّس‌ الله‌ سرّه‌، أنّ ولادته‌ كانت‌ في‌ سنة‌ 1285 في‌ الثالث‌ عشر من‌ شهر رجب‌، و انّ ارتحاله‌ كان‌ في‌ السادس‌ من‌ ربيع‌ الاول‌ لسنة‌ 1366 هجريّة‌.

ولد العلاّمة‌ في‌ التاسع‌ و العشرين‌ من‌ ذي‌ القعدة‌ لسنة‌ ألف‌ و ثلاثمائة‌ واحدي‌ و عشرين‌ في‌ قرية‌ «شادگان‌» من‌ توابع‌ تبريز. و قد ارتحلت‌ والدته‌ عن‌ الدنيا عند ولادته‌ أخيه‌ المرحوم‌ السيد محمد حسن‌ الالهي‌ الطباطبائي‌، و كان‌ عمر المرحوم‌ العلاّمة‌ آنذاك‌ خمس‌ سنين‌، فيتضّح‌ انّ فارق‌ العمر بين‌ هذين‌ الاخوين‌ كان‌ خمس‌ سنين‌.

هذا و قد توجّه‌ العلاّمة‌ آية‌ الله‌ الطباطبائي‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ إلی النجف‌ الاشرف‌ بعد إنهاء دورة‌ دروس‌ المقدّمات‌ و السطوح‌ سنة‌ 1344 ه، فدرس‌ مدّة‌ عشر سنوات‌ علی أساتيذ كآية‌ الله‌ الشيخ‌ محمد حسن‌ النائيني‌ و آية‌ الله‌ الشيخ‌ محمد حسين‌ الغروي‌ الاصبهاني‌ المشهور بالكمباني‌، و آية‌ الله‌ السيد حسين‌ البادكوبه‌اي‌ و آية‌ الله‌ السيّد أبي‌ الحسن‌ الاصبهاني‌ ميرفقه‌؛ و بعد نيله‌ الاءجتهاد عاد سنة‌ 1354 إلی تبريز، فاشتغل‌ هناك‌ بالتدريس‌ لمدّة‌ عشر سنوات‌، ثم‌ هاجر سنة‌ 1365 إلی بلدة‌ قم‌ الطيّبة‌ و أقام‌ هناك‌.

[11] ـ السماور وعاء لغلي‌ الماء فيه‌ فجوة‌ لاءشعال‌ النار؛ يُستعمل‌ عادة‌ لاءعادة‌ الشاي‌. (م‌).

[12] ـ كان‌ المرحوم‌ الشيخ‌ الانصاري‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ قد أوصي‌ أن‌ يصلّي‌ علی جنازته‌ المرحوم‌ السيد علی الشوشتري‌، لذا فقد صلّي‌ عليه‌ المرحوم‌ الشوشتري‌ بعد رحيله‌، و جلس‌ في‌ مسند تدريسه‌ فبدأ الدرس‌ من‌ حيث‌ انتهي‌ الشيخ‌، و استمرّ في‌ التدريس‌ حتّي‌ وافاه‌ الاجل‌ بعد ذلك‌ بستّة‌ أشهر.

و قد نقل‌ سماحة‌ شيخ‌ الفضلاء العظام‌ آية‌ الله‌ الحاج‌ الميرزا هاشم‌ الآملي‌ أدام‌ الله‌ أيّامه‌ عن‌ أستاذه‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ الشيخ‌ ضياء الدين‌ العراقي‌ قوله‌:

كنّا نحضر درس‌ الشيخ‌، و كان‌ بين‌ الحاضرين‌ سيّد ذو وقار كبير يجلس‌ صامتاً في‌ احدي‌ الزوايا، و مع‌ ان‌ الحديث‌ كان‌ يدور كثيراً بين‌ تلامذة‌ الشيخ‌ خلال‌ البحث‌، الاّ ان‌ ذلك‌ السيّد كان‌ لا يفوه‌ بشي‌ء، و كنّا نتخيّل‌ انّه‌ ليس‌ بالبصير الفاهم‌، و انّه‌ يحضر درس‌ الشيخ‌ للعظمة‌ فقط‌، و لذا فليس‌ لديه‌ ما يقوله‌، بيد انّه‌ جلس‌ مكان‌ الشيخ‌ بعد ارتحاله‌ فشرع‌ بالدرس‌ من‌ حيث‌ انتهي‌ الشيخ‌، و قد حضرنا محضره‌ فإذا به‌ بحر خضمّ عجيب‌ في‌ التحقيق‌ و الدقّة‌ و سعة‌ الاطّلاع‌ و القدرة‌ الفكريّة‌ و دقّة‌ النظر.

[13] ـ يعمد الباعة‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ إلی إغلاق‌ دكاكينهم‌ آخر الربيع‌ و في‌ الصيف‌ لشدّة‌ الحرّ.

[14] ـ كتب‌ آية‌ الله‌ الحاج‌ محمّد علی القاضي‌ الطباطبائي‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ (و هو ابن‌ عم‌ سماحة‌ أستاذنا العلاّمة‌) في‌ ص‌ 225، ضمن‌ تعليقته‌ علی كتاب‌ «جنّة‌ المأوي‌» لكاشف‌ الغطاء يقول‌: و صنّف‌ عمّنا العلاّمة‌ المجتهد الاكبر السيّد ميرزا محمود شيخ‌ الاسلام‌ الطباطبائي‌ (رحمة‌ الله‌ عليه‌) رسالة‌ مستقلّة‌ في‌ مسألة‌ البداء و سمعها ب «ابداء البداء» مطبوعة‌ في‌ سنة‌ 1302 ه بطهران‌ مع‌ رسالة‌ «مسائل‌ الدعاء» أيضاً له‌، رحمهُ الله‌.

و أورد العلاّمة‌ الكبير الحاج‌ الشيخ‌ اقا بزرگ‌ الطهراني‌ رحمة‌ الله‌ عليه‌ في‌ «الذريعة‌» ج‌ 1، ص‌ 64، مسألة‌ البداء للسيّد الاجلّ الحاج‌ الميرزا محمود بن‌ شيخ‌ الاسلام‌ الميرزا علی أصغر الطباطبائي‌ التبريزي‌ المتوفّي‌ بالوباء في‌ مكّة‌ المعظمّة‌ سنة‌ 1310 ه، مطبوع‌.

و يُستنتج‌ من‌ كلام‌ هذين‌ العَلَميْن‌ انّ مؤلّف‌ كتاب‌ «ابداء البداء» هو أخو المرحوم‌ السيّد محمّد حسين‌، و هو جدّ سماحة‌ الاستاذ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ قدّس‌ الله‌ سرّه‌، أي‌ أنّه‌ أخو جدّه‌ و عمّه‌ لابيه‌.

[15] ـ كتب‌ آية‌ الله‌ الحاج‌ السيد محمّد علی القاضي‌ الطباطبائي‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌، ابن‌ عمّ سماحة‌ الاستاذ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ قدّس‌ الله‌ تربته‌ الزكيّة‌، و هو بدوره‌ شخصيّة‌ علميّة‌، له‌ مع‌ الحقير سوابق‌ المعرفة‌ و كان‌ زميلي‌ في‌ الحوزة‌ العلمية‌ في‌ قم‌ والنجف‌، و هو نفسه‌ محقّق‌ و صاحب‌ تصنيفات‌ نفيسة‌ و ممتعة‌. كتب‌ يقول‌ في‌ تعليقته‌ علی كتاب‌ «الفردوس‌ الاعلي‌» تصنيف‌ آية‌ الله‌ الحاج‌ الشيخ‌ محمد حسين‌ ال‌ كاشف‌ الغطاء رضوان‌ الله‌ عليه‌:

الشاه‌ اسماعيل‌ بن‌ سلطان‌ حيدر الموسوي‌ الصفوي‌ من‌ أكبر سلاطين‌ الشيعة‌ الإماميّة‌، ولد سنة‌ (892) ه، و أمّه‌ كريمة‌ جدّنا السلطان‌ حسن‌ بك‌ آق‌ قوينلو المعروف‌ ب (اوزون‌ حسن‌)، فإنّ والده‌ حيدر كان‌ ابن‌ اخت‌ حسن‌ بك‌ و صهراً علی ابنته‌ أيضاً، كما انّ جدنا الفقيه‌ الشهيد في‌ أعماق‌ السجون‌ و ظلمات‌ الجياب‌ الامير عبدالوهاب‌ الحسني‌ الطباطبائي‌ (شيخ‌ الإسلام‌) الشهير قدّس‌ الله‌ سرّه‌ كان‌ صهراً آخر أيضاً لحسن‌ بك‌، اطلب‌ تفصيل‌ ذلك‌ من‌ كتابنا (خاندان‌ عبدالوهاب‌).

و يُستفاد منه‌ انّ الامير عبدالوهاب‌ و هو السلسلة‌ الثالثة‌ عشرة‌ من‌ نسب‌ سماحة‌ العلاّمة‌ الطباطبائي‌ كان‌ عديلاً للسلطان‌ حيدر والد الشاه‌ اسماعيل‌، و كان‌ والدهما أمير علی أكبر و السلطان‌ اسماعيل‌ ابني‌ خالة‌ بعضهما.

[16] ـ اسم‌ ذلك‌ الخادم‌ «كربلائي‌ قلي‌»، و اسم‌ تلك‌ الخادمة‌ «سلطنت‌ خانم‌»، و كان‌ الاستاذ يقول‌: تشرّفتُ مع‌ أخي‌ و العائلة‌ بالذهاب‌ إلی النجف‌ الاشرف‌ للدراسة‌، فاصطحبنا معنا الخادم‌ و الخادمة‌ هذين‌، ثم‌ ذهب‌ كربلائي‌ قلي‌ إلی السوق‌ بعد عدّة‌ أيّام‌ لشراء بعض‌ الاشياء الضروريّة‌ كالخبز و الخضروات‌ و اللحم‌، فكان‌ مدهوشاً مبهوتاً عند عودته‌ و هو يقول‌: أيّها السيّد، أيّها السيّد، تعال‌ و انظر و تفرّج‌! فهؤلاء الاطفال‌ ذوو السنوات‌ الثلاث‌ و الاربع‌ يتحدثون‌ مع‌ بعضهم‌ باللغة‌ العربيّة‌!!

[17] ـ حصل‌ في‌ اليوم‌ الثالث‌ من‌ شهر جمادي‌ الاولي‌ لسنة‌ ألف‌ و أربعماته‌ و ثمان‌ هجريّة‌ أن‌ تشرّف‌ صديقنا العزيز و فخرنا سماحة‌ آية‌ الله‌ الحاج‌ الشيخ‌ صدرالدين‌ الحائري‌ الشيرازي‌ دامت‌ بركاته‌ بالمجي‌ء إلی مشهد المقدّسة‌، فوفّقت‌ للقائه‌ و الحضور عنده‌، فنقل‌ مطلباً عن‌ أستاذنا الاعظم‌ يجمل‌ بنا تدوينه‌ هنا، قال‌: «كنتُ قد سمعتُ من‌ أخ‌ زوجتي‌ سماحة‌ حجّة‌ الاسلام‌ الحاج‌ الشيخ‌ حسن‌ آقا البهلواني‌ النكمي‌ الطهراني‌ أطال‌ الله‌ عمره‌ قوله‌ انّ العلاّمة‌ كان‌ قد قال‌: كان‌ تفكيري‌ أيّام‌ الطفولة‌ ضعيفاً جدّاً، و لم‌ أكن‌ أفهم‌ مطالب‌ الاستاذ، ثمّ انّي‌ سجدتُ في‌ الصحراء و قلتُ لربّي‌: امّا الموت‌ أو الفهم‌!

و كنتُ أترصّد أن‌ أسأل‌ منه‌ هذا المطلب‌ في‌ فرصة‌ مناسبة‌، بحيث‌ يتّضح‌ الامر من‌ جهة‌، و لئلاّ تصدر جملة‌ أو عبارة‌ ـ باعتبار ان‌ الموضوع‌ يخصّ أمر تعثّره‌ في‌ الفهم‌ ـ لا تناسب‌ شأنه‌ و مقامه‌، و لئلاّ تحصل‌ إساءة‌ للادب‌ تجاهه‌.

حتّي‌ حصل‌ أن‌ جاء العلاّمة‌ في‌ سفر إلی شيراز مع‌ صهره‌ المرحوم‌ سماحة‌ حجّة‌ الإسلام‌ قدّوسي‌، و كنتُ جالساً عنده‌ لوحدي‌ بينما كان‌ الشيخ‌ القدّوسي‌ يصلّي‌ في‌ الغرفة‌ المجاورة‌، و كان‌ مجلسنا فارغاً بكلّ معني‌ الكلمة‌، فشرعتُ بالتعريض‌ للمطلب‌ تدريجاً، و فسألته‌: أمستعدّون‌ أنتم‌ للاءجابة‌ إن‌ كان‌ لديّ سؤال‌؟ أجاب‌: ما الضرر من‌ ذلك‌! سأجيبُ إن‌ علمتُ.

فقلتُ: انّ الموضوع‌ يخصّكم‌، فإن‌ علمتم‌ أنّكم‌ ستجيبون‌ علی سؤالي‌ حتماً سألتُكم‌، و الاّ انصرفتُ عن‌ سؤالي‌!

قال‌: تفضّل‌! إن‌ علمتُ أجبتُ.

قلت‌: لقد سُمع‌ بأنّكم‌ في‌ سن‌ الطفولة‌ كنتم‌ تتعثرون‌ في‌ استيعاب‌ الدروس‌، ثم‌ انّكم‌ سجدتم‌ فمنّ الله‌ عليكم‌ فصرتم‌ تجيبون‌ علی أعقد المسائل‌ العلميّة‌. أفكان‌ الامر كذلك‌؟ فشاهدتُ نور تلفّظي‌ بهذه‌ الجملات‌ انّ حال‌ العلاّمة‌ تغيّرت‌، و انّ ملامحه‌ قد احتدّت‌ بحيث‌ غمرني‌ بعض‌ الخجل‌ من‌ سؤالي‌، ثم‌ أجاب‌ في‌ تلك‌ الحال‌: الآن‌ ـ و قد تقرّر الحديث‌ ـ أقول‌: كنتُ أدرس‌ «السيوطي‌» في‌ تبريز، و كان‌ استاذي‌ يمتحنني‌ فلا أجتاز الامتحان‌، فقال‌ لي‌: لقد ضيّعت‌ وقتك‌ و وقتي‌! فذهلتُ كثيراً لكلام‌ الاستاذ، لكأنّ هذا الكلام‌ قد استقرّ في‌ روحي‌ و نفسي‌، و لم‌ استطع‌ البقاء في‌ المدينة‌ في‌ نهاية‌ الامر، فخرجتُ خارج‌ تبريز إلی قمم‌ التلال‌ فقمتُ لعمل‌ فمنّ الله‌ عليّ. (و لم‌ يذكر العلاّمة‌ أكان‌ ذلك‌ العمل‌ سجدة‌ أم‌ عملاً آخر) ثم‌ لم‌ يعقّب‌ العلاّمة‌ بشي‌ء.

فقلت‌: أفلم‌ يواجهكم‌ منذ ذلك‌ الحين‌ مطلب‌ مستغلق‌ لا يُحلّ؟ أكان‌ المطلب‌ يُحلّ مهما كان‌ مُبهماً عسيراً؟

أجاب‌: لقد كان‌ الامر كذلك‌ حتي‌ الآن‌.» انتهي‌ كلام‌ آية‌ الله‌ الحائري‌.

و لقد شرّفنا بالحضور في‌ منزل‌ الحقير في‌ المشهد الرضوي‌ المقدّس‌ سلام‌ الله‌ عليه‌ شاهده‌ سماحة‌ الصديق‌ الكريم‌ و الحبيب‌ المكرّم‌ آية‌ الله‌ الحاج‌ الشيخ‌ عبدالحميد الشربياني‌ دامت‌ بركاته‌ و ذلك‌ يوم‌ الاربعاء الثالث‌ من‌ شهر ربيع‌ المولود لسنة‌ 1410 ه.

و كانّ ـ باعتباره‌ من‌ تبريز ـ مطّلعاً بشكل‌ كامل‌ علی عشيرة‌ و أسرة‌ و أرحام‌ و أحداث‌ العلاّمة‌ الاستاذ، و كان‌ مطّلعاً علی هذه‌ القصّة‌ أيضاً، فنقل‌ هذه‌ القضيّة‌ حسب‌ النقل‌ السابق‌ و أضاف‌: قال‌ العلاّمة‌: ثمّ انّي‌ بعد ذلك‌ العمل‌ كتبتُ تلك‌ الليلة‌ حاشية‌ علی «حاشية‌ أبي‌ طالب‌ علی السيوطي‌».

و قال‌: كان‌ معلّمه‌ و أستاذه‌ و أستاذ أخيه‌ السيّد محمد حسن‌ الالهي‌ في‌ درس‌ «السيوطي‌» هو الشيخ‌ محمد علی السرابي‌، حيث‌ عيّنه‌ للتدريس‌ القيّم‌ و الوصيّ من‌ قبل‌ أبيهما: خالهما السيد محمّد باقر القاضي‌ والد سماحة‌ صديقنا الشهيد آية‌ اللها لحاج‌ السيّد محمّد علی القاضي‌.

 

 

إقرأ المزيد ,,

مشهد مصور عن حقائق من الميدان في غزة _ طوفان الاقصى

إقرأ المزيد ,,

الإمام الخامنئي: الشعب الفلسطيني فضح الغرب وأمريكا وادعاءاتهم الكاذبة بشأن حقوق الإنسان

إقرأ المزيد

الشيعة وفلسطين _.._ قراءة في عملية طوفان الاقصى (جميع الحلقات)

إقرأ المزيد

لنصرة غزة قاطق المنتجات الاسرائيلية

فلسطيني رقص على الدبكة خلال الاشتباكات يُذكر بـ “رقصة الحرية” للهنود الحمر

إقرأ المزيد

ندعوكم لدعم موقع الولاية الإخبارية ماديا

إقرأ المزيد

( أُمُّ الْبَنِينَ ابْكِ عَلىٰ أَحْزانِها ) – قصيدة من ديوان مدائح الأطهار

*غولاني” يُسحب من غزّة.. المقاومة تُحطّم جنود “النُخبة”

*أبو عبيدة: إذا أراد العدو أسراه أحياءً فعليه وقف العدوان

*أمير عبداللهيان: الشعب الفلسطيني ومقاومته اثبتا تفوق قدرتهما وارادتهما على آلة القتل الصهيونية

*السيد الحوثي: البوارج الأميركية هدف لصواريخنا إذا اعتدت واشنطن علينا

رئيسي لـ “بابا الفاتيكان” : أتمنى أن نرى عشية العام الجديد وقفاً فورياً لقتل ألابرياء في غزة

محلل عسكري صهيوني: لسنا قريبين من تحقيق أهداف الحرب على غزة

 

 

رابط الدعوة تليجرام:https://t.me/+uwGXVnZtxHtlNzJk

رابط الدعوة واتساب: https://chat.whatsapp.com/GHlusXbN812DtXhvNZZ2BU

رابط الدعوة ايتا :الولاية الاخبارية
سايت اخباري متنوع يختص بأخبار المسلمين حول العالم .
https://eitaa.com/wilayah

#طوفان_الأقصى
#חרבות_הברזל
#أوهن_من_بيت_العنكبوت
#יותר_חלשה_מקורי_עכביש
#حـان_وقـت_رحيـلكـم
#הגיע_הזמן_שתעזוב#نتن _ياهو_جزار_غزة

شاهد أيضاً

شهادة الزهراء – شيخ زمان الحستاوي

. أقرأ ايضا: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي وإذا أراد الأميركي وقف ...