فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا بما رغبوا فيه كانت أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة .
ولا ريب أن زيارتهم معدودة من الصلة التي قد ندب الله سبحانه إليها وأثنى على ممتثلها بقوله عز وجل ﴿والذين يصلون ما امر الله به أن يوصل﴾ (1)، وكذا ولايتهم وعدم الاعراض عن الرواية عنهم وعدم انكار جواز الصلاة عليهم وما أنزل الله فيهم والانقياد إليهم والتحامي عن ظلمهم وتسليم حقوقهم إليهم من الخلافة والفئ والغنيمة والإرث والنحلة ونحو ذلك.
وقد روى الشيخ في التهذيب باسناده عن أبي الصامت عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الكبائر سبع: الشرك بالله العظيم، وقتل النفس الذي حرم الله عز وجل، وأكل أموال اليتامى، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وانكار ما أنزل الله عز وجل. فأما الشرك بالله العظيم فقد بلغكم ما أنزل الله فينا وما قال رسول الله صلى الله عليه وآله، فردوه على الله ورسوله. وأما قتل النفس الحرام فقتل الحسين وأصحابه. وأما أكل أموال اليتامى فقد ظلمنا فيئنا وذهبوا. وأما عقوق الوالدين فان الله تعالى
(١) سورة الرعد: ٢١.
قال في كتابه ﴿النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم﴾ (١)، وهو أب لهم فعقوه في ذريته وفي قرابته. وأما قتل المحصنات فقد قذفوا فاطمة عليها السلام على منابرهم. وأما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين عليه السلام البيعة طائعين غير مكرهين ثم فروا عنه وخذلوه. واما انكار ما أنزل الله فقد أنكروا حقه وجحدوا ما جعله الله له، وهذا لا يتعاجم فيه أحد، فالله يقول ﴿ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما﴾ (2).
وباسناده عن الحارث بن المغيرة البصري قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فجلست عنده فإذا نجية قد استأذن عليه، فأذن له فدخل فجثا على ركبتيه ثم قال: جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسألة والله ما أريد بها إلا فكاك رقبتي من النار.
فكأنه رق له فاستوى جالسا، فقال: يا نجية سلني فلا تسألني اليوم عن شئ الا أخبرتك به. قال: جعلت فداك ما تقول في فلان وفلان؟ قال: يا نجية ان لنا الخمس في كتاب الله ولنا الأنفال ولنا صفو الأموال، وهما والله أول من ظلمنا حقنا في كتاب الله، وأول من حمل الناس على رقابنا، ودماؤنا في أعناقهما إلى يوم القيامة
(١) سورة الأحزاب: ٦.
(٢) سورة النساء: ٣١.
وهذا النحو في كتب أصحابنا لو تحرى المتصدي لحصره جمع منه مجلدات ولم يأت على آخره .
وقد روى أصحابنا اخبارا كثيرة تبلغ التواتر في التشدد من أئمة الهدى عليهم السلام في الخمس والاستبداد به، وعدم رخصتهم فيه الا لشيعتهم لتطيب لهم به الولادة.
ونقل المفيد عن بعض أصحابنا ان مستحق الامام حال الغيبة من الأخماس والأنفال وغيرهما يرى صلة الذرية وفقراء الشيعة به على طريق الاستحباب. قال: ولست ادفع قرب هذا القول من الصواب.
قلت: يؤيده ما روى عنهم عليهم السلام رواية مستفيضة من إباحة البعض لشيعتهم حال ظهورهم، ففي حال الغيبة أولى.
وكذا صرفه إلى أنسابهم حال الغيبة على وجه التتميم، لاستغنائه عليه السلام وحاجتهم، ولأن عليه العوز عن مؤنة السنة على الأقل
وبهذا استدل والدي قدس الله روحه على ذلك.
فان توهم متوهم أن وجوب اتمام العوز عليه من باب الحسبة ولامانع أن يكون من غير الحصة. رددناه بأن أخذه ما يفضل من نصيبهم عن حاجتهم سنة على الاقتضاء يقتضي أن يكون ما أعوزهم من نصيبه عليه السلام.
وممن قال بمقالة المفيد في صلة فقراء الشيعة غير الهاشميين به ابن حمزة، وهذه عبارته: وإذا لم يكن الامام حاضرا فقد ذكر فيه أشياء، والصحيح عندي انه يقسم نصيبه على مواليه العارفين بحقه من أهل الفقه والصلاح والسداد.
* والله الهادي إلى سبيل الرشاد، ومنه المبدأ واليه المعاد.
وفرغ من هذا التأليف أقل العباد الفقير إلى الله المتعالى حسن ابن علي بن عبد العالي بلغه الله ما يعامله، بمشهد ثامن أئمة الاسلام علي بن موسى الرضا عليه أفضل الصلاة والسلام في شهر ربيع الاخر من شهور سنة ست وسبعين وتسعمائة من الهجرة النبوية.
إقرأ المزيد ..
قناة الأحکام الشرعية:سماحة القائد
القرآن في الاسلام – الأستاذ العلامة السيد الطباطبائي
ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي
بناء المجتمع في دولة امير المؤمنين عليه السلام
كل تطورات المنطقة مرهونة بوقف العدوان على غزة.. يهددوننا بألوية “تعبانة” ومرعوبة ومهزومة
يجب علينا ان لا ننسى قوة الحضور والمشاركة الشعبية/العدو يسعى لخلق الثنائية القطبية في المجتمع
إغتيال الصحفي اليهودي جيري يوركام أيام المعركة 83
مشهد مصور عن حقائق من الميدان في غزة _ طوفان الاقصى
الشيعة وفلسطين _.._ قراءة في عملية طوفان الاقصى (جميع الحلقات)
في رحاب الولي الخامنئي – الإعلام