الرئيسية / منوعات / “ميتا” تستخدم منشوراتك لتدريب الذكاء الاصطناعي .. كيف تحمي خصوصيتك؟

“ميتا” تستخدم منشوراتك لتدريب الذكاء الاصطناعي .. كيف تحمي خصوصيتك؟

 

"ميتا" تستخدم منشوراتك لتدريب الذكاء الاصطناعي .. كيف تحمي خصوصيتك؟
13/08/2024

“ميتا” تستخدم منشوراتك لتدريب الذكاء الاصطناعي .. كيف تحمي خصوصيتك؟

 علي أبو الحسن

بدأت شركة “ميتا” في استخدام بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة العام الماضي لتحسين ميزات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وعلى الرغم من أن “ميتا” لم تستخدم بيانات المستخدمين الأوروبيين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في أي وقت قريب، إلا أنها قد بدأت بالفعل في الاستفادة من معلومات الحسابات الأمريكية لجعل “روبوتات الدردشة” الخاصة بها أكثر ذكاءً.

كان من المقرر أن تقوم “ميتا” بتحديث سياسة الخصوصية في 26 حزيران لتتمكن من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على أي شيء يُنشر علنًا في الحسابات المقيمة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. ومع ذلك، تعرضت هذه الخطط لردود فعل سلبية من المستخدمين والوكالات التنظيمية، مما دفع “ميتا” إلى إيقاف تلك الجهود في الوقت الحالي في تلك المناطق.

تسعى “ميتا”، مثل العديد من الشركات الكبرى، إلى تقديم “روبوتات دردشة” تعمل بالذكاء الاصطناعي يمكنها مساعدة المستخدمين في كل شيء بدءًا من الإجابة عن الأسئلة إلى إنشاء المحتوى على المنصة. ولتحقيق ذلك، تحتاج “روبوتات الدردشة” إلى التدريب على كميات كبيرة من البيانات، وما أفضل من بيانات المنصات المتاحة بالفعل لتلك الغاية؟

وفقًا لـ”ميتا”، قد تستخدم الشركة معلومات مثل المنشورات، الصور، الوسوم، وأي تفاعل تقوم به مع الذكاء الاصطناعي على المنصة. لكنها لن تستخدم الرسائل الخاصة بينك وبين أصدقائك وعائلتك.

للاعتراض على استخدام بياناتك لتدريب الذكاء الاصطناعي من “ميتا”، يمكنك اتباع الخطوات التالية:

أولًا على منصة الفيسبوك:

•    افتح تطبيق “فيسبوك”.
•    انقر على صورة ملفك الشخصي في الزاوية اليمنى السفلية.
•    قم بالتمرير للأسفل إلى الإعدادات والخصوصية، ثم انقر على الإعدادات، ومرر للأسفل لتجد سياسة الخصوصية.
•    عند فتح هذه الصفحة، ينبغي أن ترى فقرة تشير إلى أن “ميتا” تقوم بتحديث سياسة الخصوصية الخاصة بها، بما في ذلك كيفية استخدام بياناتك للذكاء الاصطناعي. انقر على القسم الذي يقول “تعرف على المزيد عن حقك في الاعتراض”.
•    مرر لأسفل الصفحة لملء النموذج، مع تقديم معلومات حول كيفية تأثير معالجة هذه المعلومات عليك، وأي تفاصيل إضافية تراها ذات صلة.

 

ثانياً على منصة “الإنستغرام”:

•    افتح ملفك الشخصي، انقر على الخطوط الثلاثة في الزاوية العلوية اليمنى لعرض القائمة، ومرر لأسفل إلى الإعدادات والخصوصية> المساعدة.
•    اختر مركز المساعدة، انقر على “حول الذكاء الاصطناعي على إنستغرام”، وانقر على الرابط لمزيد من المعلومات حول كيفية استخدام “ميتا” للمعلومات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
•    مرر لأسفل الصفحة (واستمر في التمرير) حتى تجد رابط “الحق في الاعتراض”.
•    يمكنك أيضًا الذهاب مباشرة إلى ذلك من خلال متصفح الويب عن طريق تسجيل الدخول إلى حسابك على “إنستغرام” عبر Instagram.com، ثم اتباع هذا الرابط: [مركز مساعدة إنستغرام](https://help.instagram.com/contact/994016389083433). ولكن عند طلبه من لبنان يخبرك أنه غير متاح لهذه المنطقة فهل الاعتراض حصراً مسموح من الدول الغربية!

بشكل عام، تقول “ميتا” إنها تراجع الطلبات التي تتلقاها وفقًا لقوانين حماية البيانات، وإذا تم قبول طلبك، فسيتم تطبيقه للمضي قدمًا. ومع ذلك، هناك بعض النقاط التي يجب ملاحظتها:

– أولاً، استخدام كلمة “إذا” يعني أن الشركة قد تراجع الطلب ولا تستجيب، على الرغم من أن قانون حماية البيانات الأوروبي (GDPR) يجعل هذا الأمر ملزماً.
– ثانيًا، يجب أن تقدم طلبك قبل أن تبدأ الشركة في استخدام بياناتك لتدريب الذكاء الاصطناعي إذا كنت تريد إبقاء أكبر قدر ممكن من بياناتك خارج نماذجها.

ومن المهم أيضًا ملاحظة أن اعتراضك على استخدام منشوراتك وصورك في تدريب الذكاء الاصطناعي لا يعني أن الآخرين سيعترضون كذلك. لذا، يمكن استخدام المنشورات من أطراف ثالثة التي تحتوي على صورتك أو تشير إليك بدون موافقتك الصريحة.

لإزالة المعلومات المتاحة علنًا التي نشرها شخص آخر من تدريب الذكاء الاصطناعي، ستحتاج إلى ملء نموذج آخر بعنوان “حقوق موضوع البيانات للمعلومات الخاصة بالأطراف الثالثة المستخدمة للذكاء الاصطناعي في ميتا”. ومرة أخرى، النتيجة ليست مضمونة.

بينما تأخذ “ميتا” في عين الاعتبار القوانين الأوروبية والأمريكية والبريطانية، يبقى السؤال حول مدى حماية بيانات المستخدمين في العالم العربي. مع الأسف، لم نشهد حتى الآن قوانين صارمة تحمي بيانات الناشطين العرب وحساباتهم كما هو الحال في الدول الغربية. هذا يترك بيانات المستخدمين في هذه الدول عرضة للاستخدام دون موافقة صريحة أو ضمانات حماية كافية.

إن استخدام البيانات الشخصية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي من قبل منصات مثل “إنستغرام” و”فيسبوك” يحمل العديد من المخاطر.

أولاً، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتهاك الخصوصية، حيث يتم استخدام المعلومات الشخصية دون موافقة واضحة وصريحة من المستخدمين.

ثانياً، قد يتم تخزين البيانات لفترات طويلة واستخدامها لأغراض غير متوقعة أو غير معلنة، مما يزيد من احتمالية تسريب البيانات أو الوصول غير المصرح به إليها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسهم هذه البيانات في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قد تتسبب في نتائج سلبية، مثل التحيزات الآلية والتمييز. على سبيل المثال، إذا كانت البيانات المستخدمة متحيزة، فقد تنتج نماذج ذكاء اصطناعي تكرس هذه التحيزات وتعززها. علاوة على ذلك، يمكن أن تُستخدم البيانات في توجيه الإعلانات والتسويق بطريقة تلاعبية، حيث تستغل الشركات المعلومات الشخصية لتحديد نقاط الضعف وتوجيه الإعلانات بشكل أكثر دقة لاستغلال سلوك المستهلك. كما أن هناك خطراً آخر يتمثل في إمكانية استخدام البيانات من قبل الجهات الحكومية أو الأطراف الثالثة لأغراض المراقبة والتتبع، مما يضع خصوصية الأفراد وحريتهم الشخصية على المحك. لذا، يجب أن يكون المستخدمون على دراية تامة بالمخاطر المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية بياناتهم وخصوصيتهم.

إن الحل الأمثل للحفاظ على خصوصيتك هو عدم النشر من الأساس. فعلى الرغم من وجود طرق للاعتراض على استخدام بياناتك، فإن الأضمن هو التفكير بعناية قبل نشر أي محتوى على الإنترنت. من الأفضل تجنب وضع معلومات شخصية حساسة أو محتوى يمكن استغلاله في المستقبل، بدلاً من الاعتماد على السياسات والآليات التي قد لا تكون دائمًا في صالحك. حافظ على خصوصيتك بتقليل بصمتك الرقمية قدر الإمكان.

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...