الرئيسية / من / قصص وعبر / زواج مجتبى ابن السيد القائد

زواج مجتبى ابن السيد القائد

الدڪتور غلام علي حداد عادل ممثل أهالي طهران في مجلس الشورى الإسلامي، ينقل ڪيفية زواج ڪريمته من السيد مجتبى نجل ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله).

يقول الدڪتور حداد عادل: في عام 1377 [1998] رنّ جرس الهاتف، فرفعته زوجتي فتڪلمت معها امرأة تطلب المجيء إلى بيتنا لخطبة ڪريمتي لابنها، لڪن زوجتي قالت لها: إن ابنتنا في الصف الرابع الثانوي وتريد أن تشترك في امتحان القبول العام في الجامعة. فقالت لزوجتي: ألا يمڪن أن نأتي ونرى ابنتك؟ (عقيلة السيد الخامنئي لم تعرّف نفسها ابتداءً).

فأجابتها زوجتي: هل يمڪن أن أعرف من أنتِ؟
فأجبتها: أنا عقيلة السيد القائد، فانتبهت زوجتي بتعجب… سلّمت على عقيلة السيد القائد وقالت لها: جاءنا من يخطبها عدة مرات ولڪننا لم نوافق، انتظري حتى أتڪلم مع الدڪتور (زوجها) وسأخبرك بعد ذلك، ثم اتصلنا وقلنا: لا مانع، عندما يرى أحدهما الآخر فمن المحتمل أن ينصرفا عن الزواج، ولڪي لا تقع الفتاة في حرج، من الأفضل أن يتم تنسيق رؤيتها في المدرسة دون أن تعلم من الذي جاء لرؤيتها، تم الاتفاق على أن تحضر زوجة السيد القائد إلى إدارة الثانوية التي تتلقى ڪريمتي التحصيل فيها، والتي تتولى إدارتها زوجتي أيضاً.

حضرت عقيلة السيد القائد إلى المدرسة، فنادت زوجتي على ابنتنا وتڪلَمتُ معها دون أن تعلم ثم ذهبت إلى الصف، بعد مضي أيام قليلة ذهبت لخدمة السيد القائد، فقال: إن الاستخارة لم تڪن جيدة، والحمد لله أن ڪريمتڪم لم تڪن تعلم بالأمر، ولو ڪانت تعلم به لأصابها حزن وهمّ.

بعد مضي سنة اتصل بي السيد القائد هاتفياً وأخبرني أن عقيلته ستأتي لطلب يد ڪريمتي، فقالت زوجتي: ما الذي حصل لطرح هذا الأمر ثانية؟ ألم يقل السيد القائد: إن الاستخارة لم تڪن مشجّعة؟ فأجبتها: إن عقيلة السيد القائد قالت: إن ابنتڪم ملتزمة وذات خلق طيب ولا يمڪن صرف النظر عنها، وقد استخرنا مرة أخرى فڪانت الاستخارة جيدة، فهل تسمحون لنا ثانية بالمجيء إلى دارڪم؟ وفي هذا الوقت حصلت ڪريمتي على شهادة الإعدادية واشترڪت في امتحان القبول الجامعي، وفي هذه الأثناء تم تهيئة مقدمات ذلك، حيث تقرر أن تأتي عقيلة السيد القائد ونجله السيد مجتبى إلى بيتنا ويتمّ لقاؤه مع ڪريمتي ڪي يتمّ الحديث بينهما.

استقبلناهم في دارنا وتم الحديث بين الاثنين، وبعد خروج السيد مجتبى سألت ڪريمتي عن وجهة نظرها فأخبرتني بموافقتها، فقلت لها: فڪّري بصورة نهائية وجيدة. بعد مضي أيام ذهبت إلى دار السيد القائد فبادرني بالقول: سنصبح عائلة واحدة، فأجبته: ڪيف؟

قال: عندما عادوا أخبروني بتصميمها على الزواج. وقد توصلوا إلى النتيجة النهائية، ثم قال لي السيد القائد: ما هي وجهة نظرك؟

فأجبته: سيّدنا اختيارنا بيدك. فقال السيد القائد: أنت دڪتور وأستاذ جامعة وزوجتك ڪذلك، ووضع حياتڪما الاجتماعية مناسب، ولڪننا لسنا ڪذلك. وإذا أردتُ أن أجمع ڪل ما أملك من أمور مادية فهي لا تساوي سوى (حمل وانيت) فيما عدا المڪتبة،

ولا يوجد في داري سوى غرفتين في الداخل، وغرفة واحدة في خارجها لاستقبال السادة والمسؤولين واللقاء بهم، ولا أملك أموالاً لڪي أشتري بها داراً، استأجرنا داراً من طابقين: أحدهما لمصطفى والآخر لمجتبى، تڪلَمْ مع ابنتك بذلك لڪي لا يڪون في ذهنها شيء أو تتوقع شيئاً ما، فهذه هي حياتنا، وأنتم لم تعيشوا هڪذا حياة، وإنّما حياتڪم أفضل نوعاً ما، ودخولڪم في مثل هذه الحياة ربما يسبّب لڪم بعض المشاڪل، مجتبى لم يرتِد لباس طلبة العلم بعد، وسيذهب إلى مدينة قم للدراسة ويستقر هناك، اخبر ابنتك بذلك.

فتڪلمت مع ابنتي وأخبرتها فلم تمانع، بعد ذلك دخلنا مرحلة جديدة، فالسيد القائد لا يتقاضى راتباً ڪقائد ولا يتصرف بالأموال الشرعية لشؤونه الخاصة، بل هو يستفيد من تأجير منزل له في جنوب طهران كان يملڪه قبل أن يڪون رئيساً للجمهورية.

وفيما يتعلق بعقد الزواج والمهر المؤجل، قال السيد القائد: إن مقدار المهر المؤجل طبق اختيار ابنتك، وأي مهر تحدده نحن نوافق عليه، ولڪن أنا لا أجري صيغة العقد إذا كان المهر المؤجل أڪثر من (14) سڪّة ذهبية ڪعموم الناس، ولحد الآن لم أجر صيغة عقد مهرها المؤجل أڪثر من (14) سڪة ذهبية، وفي حالة تحديدها مهراً أڪثر من (14) سڪة ذهبية فأنا موافق أن يجري صيغة العقد شخص آخر، ولا اشڪال في ذلك.

فقلت: سيدنا هذا لا يمڪن، ولڪني أتڪلم مع أمها واحتمل احتمالاً ڪبيراً أنها ستوافق ولا يوجد لديها أي اعتراض، ثم قال: تستطيعون أن تجروا مراسم عقد الزواج في قاعة خاصة ولڪنني لا أشترك في المراسم، فقلت: سيّدنا ما ترونه هو الصلاح.

فقال يمڪنڪم أن تطلعوا على سعة الغرفتين في داخل البيت وهذه التي في خارجه وتقارنون ذلك مع عدد الضيوف رجالاً ونساءً، لندعُ نصف عائلتنا ونصف عائلتڪم، وقدّرنا أن المڪان لا يتسع لأڪثر من (150 ــ 200) شخص، إذ لم نستطع دعوة نصف عائلتنا.
وفي النهاية دعونا عدداً قليلاً من عائلتنا فيما دعا السيد من غير عائلته، السيد رئيس الجمهورية، والسيد هاشمي شاهرودي والشيخ ڪروبي والشيخ هامشي رفسنجاني، والشيخ ناطق نوري والدڪتور حبيبي، وهيّأ لنا طعاماً بسيطاً.

وبخصوص شراء بعض اللوازم قال السيد مجبتى: أنا لا أريد حلقة زواج ولا ساعة ولا أي شيء آخر، فقلت: على الأقل حلة زواج، فقال السيد: ما الرأي؟ قال سيد مجتبى: أنا لا أريد شيئاً.

قال السيد القائد: لديَّ خاتم عقيق أهديَ إليّ، فإذا رضيت ڪريمتك فأنا أقدمه هدية لها وهي بدورها تقدمه هدية للسيد مجتبى،

فأحضر السيد خاتم العقيق فأعطيته للسيد مجتبى وڪان حجمه أڪبر من أصبعه، فأعطيناه إلى أحد الصاغة مع (600) تومان ڪي يصغّر حجمه. خلاصة الأمر إن حلقة زواج صهرنا ڪلّفت (600) تومان.

ثم قلت للسيد القائد: لقد احتطت ڪثيراً في هذه الأمور، فاترك ألبسة العروس لاختيارنا. ثم قال: إن لدينا أقمشة بالإمڪان أن تخيطوها لها، ثم قال السيد القائد: أنا أعطيهما سجّادة وأنت ڪذلك، وهڪذا تمت المراسيم.

يقول السيد حداد عادل: دعونا (10) أفراد من عائلتنا و(10) من عائلة السيد، وأقيمت حفلة في بيتنا إلى الساعة الواحدة، وبعد مجيئنا وجدنا السيد القائد مستيقظاً، فأثار عجبنا، ثم قال: احتراماً لعروسنا بقيت مستيقظاً حتى استقبلها ولڪي لا تقول لا أهمية لي ولا احترام. وفي الوقت ذاته لم يتناول السيد القائد طعام العشاء، فقال لي: يا جناب الدڪتور هذه الليلة ليس لدينا عشاء، فناديت أحد الحراس وقلت له: هل لديك طعام؟ فقال: ليس لدينا إلاّ قليل من الخبز، فقال السيد القائد: لا اشكال، هاته لنأڪل شيئاً.

بعد ذلك دخل العروس وزوجها وقد جلس السيد للحديث معهما حول التفاهم في حياتهما وأهميتها وشرائطها ثم ودّعهما إلى باب منزلهما مع الترحيب.

وقد أصدر السيد القائد أمراً بعدم الاستفادة من أبسط وأصغر الأشياء في مڪتبه لأنّها تابعة لبيت مال المسلمين، وحتى عندما طرأ عطل للسيارة لم يعط سماحته إجازة للاستفادة مما يعود لبيت المال في تعميرها.

هذة القصة عبرة لمن اعتبر والسلام
للأمانة منقول
ڪم انت عظيم سيدي القائد الالهي
رفعت نفسك الطاهرة فوق النفوس بتواضعك لله
ومن تواضع لله رفعه

شاهد أيضاً

المبعث الشريف

المبعث الشريف بعث الله محمد، رحمةً للعالمين لاح في الكون ســـــــناه من أتى نحــــــــو خطــاه ...