الرئيسية / من / طرائف الحكم / محاسبة النفس – الشيخ إبراهيم الكفعمي

محاسبة النفس – الشيخ إبراهيم الكفعمي

بحقك مولاي فاشفع لمن * أتاك بمدح شفاء الصدور هو الجبعي المسئ الفقير * إلى رحمات الرحيم الغفور من الحسنات خلا قدحه * فما من فتيل ولا من نقير خطاياه تحكي رمال الفلاة * ووزن اللكام وأحد وثور وشيخ كبير له لمة * كساها التعمر ثوب القتير فمجموع ما ذكرناه يعطينا خبرا أن المترجم له كان في سنة 843 مؤلفا صاحب رأي ونظر يثني على تآليفه الأساتذة الفطاحل، وأنه حينما ألف المصباح سنة 894 كان شيخا هرما كبيرا.
وما استظهره العلامة الطهراني من القرائن في الذريعة 3: 73 و 143: من أنه ولد سنة 828، فلا يخلو من بعد.
وذكر الحاج خليفة في كشف الظنون 2: 1982: أنه توفي سنة 905، وكذا ذكره العلامة الطهراني في الذريعة 7: 115 و 3: 73 و 143، تبعا لصاحب كشف الظنون، وفي الأعيان 2: 184: وفي الطليعة أنه توفي في سنة 900.
وعلى كل حال فالقدر المتيقن أنه ولد أوائل القرن التاسع في قرية كفر عيما.
وأقام الشيخ الكفعمي مدة في كربلاء المقدسة، وعمل لنفسه في كربلاء أزجا لدفنه بأرض الحسين عليه السلام التي تسمى عقيرا، فأنشد – وهو وصية منه إلى أهله وإخوانه – في ذلك:
سألتكم بالله أن تدفنوني * إذا مت في قبر بأرض عقير فإني به جار الشهيد بكربلا * سليل رسول الله خير مجير فإني به في حفرتي غير خائف * بلا مرية من منكر ونكير أمنت به في موقفي وقيامتي * إذا الناس خافوا من لظى وسعير فإني رأيت العرب تحمي نزيلها * وتمنعه من أن ينال بضير فكيف بسبط المصطفى أن يذود من * بحائره ثاو بغير نصير

(٢١)

ثم عاد إلى جبل عامل وتوفي فيها، ووفاته إما في آخر القرن التاسع أو أوائل القرن العاشر، والله أعلم.
ودفن في قرية جبشيت من قرى جبل عامل، ثم خربت القرية فنزح أهلها منها وأصبحت محرثا، فلما خربت اختفى قبره بما تراكم عليه من التراب، ولم يزل مستورا بالتراب إلى ما بعد المائة الحادية عشرة لا يعرفه أحد، فظهر عند حرث تلك الأرض وعرف بما كتب عليه، وهو: ” هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله “.
قال المولي الأفندي في الرياض 1: 22: وحكى لي بعض أفاضل الثقات من سادات جبل عامل – متعنا الله بدوام عمره وإفضاله – عن بعض ثقات أهل تلك النواحي من عجيب ما اتفق فيهم قريبا من هذه الأعصار، أن حراثا منهم كان يكرب الأرض بثوره، فأتفق أن اتصل رأس جارته حين الكراب بصخرة عظيمة اقتلعها من الأرض، فإذا هو من تحتها بجثمان مكفون قد رفع رأسه من التراب كالمتحير الفرق المستوحش، ينظر مرة عن يمينه وأخرى عن شماله ويسأل من كان عنده: هل قامت القيامة؟ ثم سقط على وجهه في موضعه، فأغمي على الراعي من عظم الواقعة، فلما أفاق من غشيته وجعل يبحث عن حقيقة الأمر رأى مكتوبا على وجه تلك الصخرة صفة صاحب العنوان: هذا [قبرإبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله.
وقال السيد حسن الصدر في تكملة الأمل: 76: وحدثني بعض الأجلة الثقات أن قبره كان مخفيا وظفر به في المائة الحادية عشرة، وله حكاية غريبة مشهورة، وأيضا قد روى هذه الحكاية سيدنا آية الله العلامة صدر الدين العاملي عن بعض الثقات من أهل البلاد.
وقال السيد الأمين في الأعيان 2: 184: وبعض الناس يروي لظهوره حديثا لا يصح، وهو: أن رجلا كان يحرث فعلقت جارته بصخرة فانقلعت فظهر من تحتها الكفعمي بكفنه غضا طريا، فرفع رأسه من القبر كالمدهوش والتفت يمينا وشمالا، وقال: هل قامت القيامة؟ ثم سقط، فأغمي على الحارث، فلما أفاق أخبر أهل القرية

(٢٢)

فوجدوه قبر الكفعمي وعمروه، وقد سرى تصديق هذه القصة إلى بعض مشاهير علماء العراق، والحقيقة ما ذكرناه، ويمكن أن يكون الحارث الذي عثر على القبر زاد هذه الزيادة من نفسه فصدقوه عليها، انتهى.
وحكمه هذا – أي: عدم صحة الواقعة، وإمكان أن يكون الحارث زاد هذه الزيادة من نفسه – في غير محله، إذ لا استبعاد من وقوع مثل هذه الواقعة، بالأخص من الشيخ الكفعمي شيخ العارفين، فهل يستبعد العقل أن يجعل الله هذه الكرامة للشيخ الكفعمي ليبين فضله للناس؟ وما حاجة الحارث إلى اختلاق هذه القصة؟!
آثاره:
قال المولى الأفندي في الرياض 1: 21: ثم له – عفا الله عنه – يد طولى في أنواع العلوم سيما العربية والأدب، جامع حافل كثير التتبع في الكتب، وكان عنده كتب كثيرة جدا، وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة، وسماعي أنه قدس سره ورد المشهد الغروي وأقام به وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية، ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم المشتملة على غرائب الأخبار، وبذلك صرح في بعض مجاميعه التي رأيتها بخطه، انتهى.
فمن مؤلفاته:
(1) البلد الأمين والدرع الحصين، كتاب كبير أكبر من المصباح ألفه قبله، ينقل منه العلامة المجلسي في البحار، وضمنه – مضافا إلى الأدعية والعوذ والأحراز والزيارات والسنن والآداب وغيرها – أدعية الصحيفة السجادية، وألحق به عدة رسائل منها: محاسبة النفس، والمقام الأسنى.
(2) تاريخ وفيات العلماء.
(3) تعليقات على كشف الغمة.
(4) التلخيص في مسائل العويص، ومسائل العويص للشيخ المفيد.

(٢٣)

(5) جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية، المعروف بمصباح الكفعمي لسبقه بمصباح المتهجد للشيخ الطوسي، وعلى منواله نسج الكفعمي، وهو كبير كثير الفوائد، وعليه حواش لطيفة للمصنف، وضمنه عدة رسائل منها المقام الأسنى، فرغ منه سنة 895 هجرية.
(6) الجنة الواقية، وهو مختصر للمصباح لطيف، وتردد الشيخ المجلسي في نسبة الكتاب للكفعمي، فقال في البحار 1: 17: وكتاب الجنة الواقية لبعض المتأخرين، وربما ينسب إلى الكفعمي، وكذا تأمل المولى الأفندي في الرياض 5:
23 في نسبة الكتاب للكفعمي.
(7) حجلة العروس.
(8) حديقة أنوار الجنان الفاخرة وحدقة أنوار الجنان الناظرة.
(9) الحديقة الناضرة.
(10) حياة الأرواح ومشكاة المصباح، مجموع لطيف لا يمل أحد من دوام مطالعته، فهو بالحقيقة حياة الأرواح، مشتمل على 78 بابا في اللطائف والأخبار والآثار والآداب والمواعظ والأوامر والنواهي، فرغ من تأليفه سنة 843 وقيل: 854.
(11) الرسالة الواضحة في شرح سورة الفاتحة.
(12) زهر الربيع في شواهد البديع.
(13) صفوة – صفو – الصفات في شرح دعاء السمات، ذكر فيه سند هذا الدعاء وروايته وفضله، ثم ذكر جملة من ألفاظ الدعاء ثم شرحها، فرغ منه سنة 875، وذكر السيد الأمين اسم الكتاب: سفط الصفات، واستظهر أن صفوة الصفات تصحيف.
(14) العين المبصرة.
(15) فرج الكرب وفرح القلب، في علم الأدب بأقسامه يقرب من عشرين ألف بيت – والبيت: السطر المحتوي خمسين حرفا – وذكر العلامة الطهراني في الذريعة 14: 31: أن كتاب فرج الكرب هو شرح البديعية في مدح خير البرية لصفي

(٢٤)

الدين الحلي، المتوفى سنة 750.
(16) الفوائد الطريفة – الشريفة – في شرح الصحيفة.
(17) قراضة النضير في التفسير، ملخص من مجمع البيان للطبرسي.
(18) الكوكب الدري، وقيل: الكواكب الدرية.
(19) اللفظ الوجيز في قراءة الكتاب العزيز.
(20) لمع البرق في معرفة الفرق، وهو نفس فروق اللغة، كتاب جليل في موضوعه يدل على تبحر مصنفه في علم اللغة.
(21) مجموع الغرائب وموضوع الرغائب، على نمط الكشكول، قال في آخره: جمعته من كتابنا الكبير الذي ليس له نظير، جمعته من ألف مصنف ومؤلف.
(22) محاسبة النفس اللوامة وتنبيه الروح النوامة، وهو هذا الكتاب الماثل بين يديك.
(23) مشكاة الأنوار، وهو غير مشكاة الأنوار لسبط الشيخ الطبرسي.
(24) المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى، ألحقه المصنف بالبلد الأمين والمصباح.
(25) ملحقات الدروع الواقية.
(26) المنتقى في العوذ والرقى.
(27) النخبة (28) نهاية رب – الأدب – في أمثال العرب، كبير في مجلدين لم ير مثله في معناه.
(29) نور حدقة البديع ونور حديقة الربيع، في شرح بديعيته المشهورة.
قال المولى الأفندي في الرياض 1: 22: وله مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد، مشتملة على مؤلفات عديدة، رأيتها بخطه في بلدة إيروان من بلاد آذربايجان، وكان تاريخ إتمام كتابة بعضها سنة 848 لخمس بقين من شهر رمضان، وتاريخ بعضها سنة 849، وتاريخ بعضها سنة 852، وكان فيها عدة كتب من مؤلفاته أيضا، منها:

(٢٥)

شاهد أيضاً

المحاضرة الأخلاقي الاسبوعية لفضيلة الشيخ الدقاق 

المحاضرة الأخلاقي الاسبوعية لفضيلة الشيخ الدقاق إقرأ المزيد  الإمام الخامنئي: المقاومة تعمل بشكل مستقل.. الأمريكيون ...