الرئيسية / شخصيات أسلامية / مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين عليه السلام

البطحاء، البشير النذير، السراج المنير، أول الأنبياء بالنور، وآخرهم بالظهور، وسرهم في الأصلاب والظهور، أكرمهم شيعة، وأعظمهم شريعة، وأفصحهم كلاما، وأرفعهم قدرا، وأشرفهم كتابا، وأعزهم جنابا، أشرف من تشرفت به الأعواد والأعضاء، المنطق الإلهي، أفصح من نطق بالضاد، النبي الكريم صلى الله عليه وآله، والرؤوف الرحيم، الأول، الآخر، الباطن، الظاهر، الفاتق، الراتق، الفاتح، الخاتم، العالم، الحاكم، الشاهد، القاسم، المؤيد، المنصور، أبي القاسم محمد بن عبد الله، الحميد المحمود، الصادق الأمين، العزيز المبين، المنتجب من خاص الطين، المبعوث رحمة للعالمين، صفي الله وصفوته، وإمام أصفيائه يوم البعث والنشور، خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وآله الطاهرين. آمنا بالله وبمحمد صلى الله عليه وآله، وبما دعانا إليه، واتبعنا النور الذي أنزل معه (1)، وهدانا إليه، وصيه الذي خص بالولاء واللواء والإخاء (2)، نص النبي عليه، أخاه وأمينه، وخليفته وقائد جيشه، وحامل رايته، وسلطان رسالته، وإمام أمته، مفديه بروحه، ومتساوية بمحنه، عضده المعاضد، وساعده المساعد يوم شدته، سيد الوصيين، وإمام المتقين، وديان الدين، وصاحب اليمين، وعلم المهتدين، وخليفة رب العالمين، وسر الله وحجته، وآية الله وكلمته، في الأولين والآخرين، القائم بالحق، الإمام المبين مولانا وسيدنا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام، الذي كمل بحبه الدين، وقال بولايته أهل اليقين، ورجحت به الموازين، وبعده عترته الطاهرين، وذريته الأكرمين، وأبناءه المعصومين، وأوصياءه المنتجبين، وأسباطه المرضيين عليهم السلام، الهداة المهديين، خلفاء النبي الكريم، وأبناء الرؤوف الرحيم، وأمناء العلي العظيم، ورثة المرسلين، وبقية النبيين، وسادة الأولين والآخرين، نواميس العصر، وأخيار الدهر، ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم، وأشهد يا رب، وأعتقد أن قولك حق، ووعدك صدق، وأمرت بالبعث والنشور، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الدين عند الله الإسلام، جزى الله محمدا صلى الله عليه وآله خير الجزاء، وحيى الله محمدا صلى الله عليه وآله بالسلام.
اللهم فلك الحمد على ما أنطقتني به من حمدك، وعلمتني من مدحك، ولك الحمد على ما ألهمتني من شكرك، وأرشدتني إليك من ذكرك، ولك الحمد على أيسر ما كلفتني من طاعتك، وأوفر ما أنعمتني من نعمتك، اللهم فلك الحمد حمدا متواليا متعاليا مترادفا مباركا طيبا، أبدا سرمدا مجردا
(١) وفي الحديث أنه أمير المؤمنين عليه السلام راجع: تفسير نور الثقلين: ٢ / ٨٣ ح ٣٠٠.
(٢) إشارة إلى حديث المؤاخاة وحديث الغدير وحديث الراية في خيبر.
(١٧)

مؤبدا، باقيا لقيامك لا أمد له، حمدا يزيد على حمد الحامدين لك، حمدا لا يندرس في الأزمان ولا ينتقص في العرفان، ولا ينقص في الميزان، حمدا يزيد ولا يبيد، ويصعد ولا ينفد، ولك الحمد يا من لا تحصى محامده ومكارمه، ومنحه، وصنائعه، وعواطفه وعوارفه، ولا تعد أياديه ومواهبه، السوابغ الشوايغ بالدوائم، الدوائب الفوائض، الفواضل، وأياديه الجليلة الجميلة الجزيلة وكرمه الكبير الكثير وفضله الوافر الوافي، وجوده الباقي الهامر، وبره الباهر وشمسه الزاهي الزاهر.
اللهم أنت ربي ورب كل شئ، لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وإياك أعبد، ولذاتك وصفاتك المنزهة أنزه وأوحد، وباسمك العظيم أسبح وأقدس، وأهلل وأمجد، ولجلال وجهك الكريم أركع وأسجد، ولفضلك القديم وبرك العميم أشكر وأحمد، وإلى أبواب كرمك وجودك الفياض ونعمك أسعى وأقصد، أسألك اللهم بجلال الوحدانية، والقدرة الربانية، والمحامد الإلهية، والمدائح الرحمانية، والأنوار المحمدية، والأسرار العلوية، والعصمة الفاطمية، والعزة الزكية، الهادية، المهدية، مقاماتك، وآياتك، وعلاماتك، وتجلياتك، لا فرق بينها وبينك، إلا أنهم عبادك وخلقك، أن تصلي على محمد وآل محمد، الذين لأجلهم ثبتت السماء، وثبتت الأرض على الماء، واخترتهم على العالمين، وفرضت طاعتهم على الخلائق أجمعين، وأبقيتني على إيمانك، والتصديق بمحمد عبدك، ورسولك، والولاية بخير الوصيين علي أمير المؤمنين، والتمسك بالهداة من عترته الطاهرين، سفينة النجاة وسادة الوصيين، والبراءة من أعدائهم الضالين، فإني رضيت بذلك يا رب العالمين. اللهم وهذا صراطك الحق، ودينك الصدق، الذي تحبه وترضاه، وتحب من دانك به، وتجيب دعاه، اللهم صل على محمد وآل محمد، وثبتني على هذا الدين القيم، واجعله ثابتا، وحازما وناطقا به لساني، ومؤمنا وموقنا ومصدقا له سري وإعلاني، ومنقادا وتابعا وعاملا به جوارحي، وأركاني، ونورا وإقبالا في لحدي وأكفاني، فقد تشبثت بأذيال الكرم والرجاء، وقرعت بأنامل التصديق والتوفيق أبواب الإيمان والولاء، فاجعله اللهم خالصا لوجهك، يا ديان العباد، وزادا ليوم الحشر والتناد، إنك الكريم الجواد، وأعظم من سئل فجاد، يا أرحم الراحمين.

(١٨)

مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين عليه السلام) الحمد لله المتفرد بالأزل، والأبد، والصلاة على أول العدد، وخاتم الأمد، محمد وآله الذين لا يقاس بهم من الخلق أحد (1).
وبعد يقول الواثق بالفرد الصمد رجب الحافظ البرسي أعاذه الله من الحسد، وآمنه يوم يفر الوالد من الولد.
اعلم أن بعض الحاسدين، الذين ليس لهم حظ في الدين، من باب كاد الحسد أن يغلب القدر، لما بسطت لهم تجويد الكتاب المجيد، فكان مطويا عنهم أخذوا بطرفيه وأزاحوني، ولما نشرت لهم مطوي منثور الأخبار، وأبرزت إليهم بواطن الأسرار، من خدور الأفكار، حسدوني، وكذبوني، ولاموني، وملوني، وساموني، وسأموني، وكلما وضعت لهم سرير التواضع، ومددت لمودتهم يمين الخاضع، جزموا بعامل الهجر بودي وخفضوني، وأنكروني بعد أن عرفوني، ونكروني بعد أن عرفوني، ولا ذنب لي غير أني رويت زبد الأخبار، ووريت زند الأخيار، فذاع ندها، ونظم خيطها، وذاع شذاها، فضمخ طيبا قبل منها العليل. وبل الغليل، ولما كان أكثرها من الأمر الخفي، والسر المخفي، الذي يضطرب لإيراده القلب السقيم اضطراب السليم، ويطرب لسماعه الفؤاد السليم، إذ لاحظ للمزكوم والمشموم، عند ملاحظة طيب المشروب والمشموم، فهو كما قيل:
ومن يك ذا فم مر مريض * يجد مرا به الماء الزلالا فحمل بعض ما أوردت، جهلا بما أردت، قوم من القردة، إلى آخرين من الحسدة، وأداها من لا يعلم إلى من لا يفهم، والمرء عدو ما جهله، بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه فكانوا كما قيل:
يعرفها من كان من جنسها * وسائر الناس لها منكر أو كما قيل:
(١) كما في الروايات: راجع الإختصاص: ١٣، وينابيع المودة: ١ / ٣٠١ – ٢١٤، وبحار الأنوار: ٢٦ / ١٢ وكنز العمال: ١٢ / 104 ح 34201 وقد أتينا على طرقها في كتابنا: الولاية التكوينية: 243.
(١٩)

شاهد أيضاً

قائد الثورة الاسلامية يوصي بتآزر وتلاحم السلطات الايرانية لانه ورقة ايران الرابحة

اوصى قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي،كافة مسؤولي النظام الايراني على مختلف ...